رأي

الحاسة السادسة

الخانة زيرو!

رشان أوشي

لماذا دفع حزب المؤتمر الوطني بمعتز موسى إلى قطاع الإعلام بديلاً لياسر يوسف، في هذه المرحلة المهمة في البلاد، أحسبها رسالة لم ينتبه لها الكثيرون، تفيد بتحجيم دور الإعلام والاستغناء عنه، وخلق بديل مناسب له، ألا وهو إعلام الأزمات الموجه بما يراه الحزب الحاكم يتوافق مع القادم حتى 2020م، فالرجل القادم من وزارة شهدت خدمتها التي تقدمها نكبات خلال الفترات الماضية، وكانت مثار اهتمام كبير للرأي العام الشعبي والعالمي، قلما نجد له تصريحاً صحافياً، أو توضيحاً يقتضيه أمر ما، قليل الظهور للإعلام، ضعيف الإمكانات الخطابية، يستند على علاقة تربطه بأسرة الرئيس فقط لا غير، أعتقد أن شخصاً كهذا غير مناسب على الإطلاق في تولي قطاع مهم كـ(الإعلام)، بديلاً عن ياسر يوسف، رغم تحفظاتنا على كيفية تعامله مع أجهزة الإعلام التي أجد فيها محسوبية كبيرة جداً، إلا أنه ظل يدير هذا الملف بحرفية نوعاً ما، تصقله تجربة إعلامية ضخمة بدأت من منابر جامعة الخرطوم ومروراً بمحطات كثيرة، جعلته الأنسب لهذه المرحلة.
بات واضحاً أن الحزب الحاكم يعمل على تحجيم دور الإعلام في فترته القادمة، خاصة بعد أن ساهمت الصحف في إحداث تغييرات جدية على مستوى القرار الرسمي بشأن بعض القضايا التي شغلت الرأي العام مؤخراً، وأهمها بعض قضايا الفساد، وسهام الانتقاد الموضوعي الذي طال سياسيات الحكومة تجاه المواطن خاصة مسألة الميزانية، إذاً إحلال معتز موسى في خانة الإعلام بدلاً عن يوسف، يعني أنها أصبحت الخانة زيرو لقيادة المؤتمر الوطني.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية