حزنت لحالة التناحر والخلاف التي بلغت بالقيادي بحزب المؤتمر الشعبي “كمال عمر عبد السلام”، وهو يشن هجوماً عنيفاً على الأمين العام للحزب د.”علي الحاج محمد”، ويصف طريقة إدارته بـ(الهتلرية)، ولم يكتفِ “كمال عمر” بهذا الحد، بل أعلنها صراحة عن أن بداية المعركة مع الأمين العام، والسبب في كل ذلك قرار لا يساوي الحبر الذي كتب به وهو إعفاؤه من منصب الناطق الرسمي باسم كتلة المؤتمر الشعبي بالهيئة التشريعية القومية، ماذا يضيف هذا المنصب للسيد “كمال عمر” وهو مشهود له مواقفه القوية في الحزب خلال الحقبة الماضية لدرجة أنه أصبح فيها واجهة الحزب في شيل (وش القباحة)، كما يقال بالدارجية، كما أن الرجل صاحب إمكانات عالية أهلته ليصل إلى أجهزة الحزب العليا ويتولى أهم أمانة في يوم من الأيام، وهي الأمانة السياسية، ولكن موقف الرجل وردة فعله غير المنطقية ستخصم من رصيده السياسي الزاخر بالإنجاز، لا أتصور أن تكون الطريقة لأي سياسي في التعامل مع الأزمات، هو رد الفعل، لأننا دائماً ما نقف عند رد الفعل ونقيس به (ترمومتر)، الذكاء السياسي، بغض النظر عن دافع “علي الحاج”، فإن ما قال به “كمال عمر” يعد سقطة سياسية، لن يسلم من آثارها الجانبية على المدى القريب والبعيد.
لم تكن هذه المرة الأولى التي ينتفض فيها “كمال عمر” على الأمين العام د.”علي الحاج”، فقد دخل معه في معركة سابقة اضطر فيها “كمال عمر” للاعتذار بغية معالجة الأوضاع ولكنه يعود اليوم للمربع الأول.
حالة من الخلاف ستجلب السخرية للحزب، وتضع قياداته في ميزان عدم الرشد السياسي، لن تقتصر حالة الجفوة بين “كمال” و”علي الحاج” عليهما، بل تتعداهما إلى قيادات الحزب الأخرى.
ما حدث لا يرضي الأعداء ناهيك عن عضوية المؤتمر الشعبي التي تجد نفسها أمام موقف لا تحسد عليه.
حزب المؤتمر الشعبي هو حزب مؤثر وذو قاعدة جماهيرية كبيرة وله آراء جريئة في كثير من المواقف، لذلك العقلاء من قيادات الحزب بحاجة لإصلاح ما انفرط من عقد حتى تظل صورة الحزب كما كانت، مصادماً ومنافحاً في الحق.
مطلوب من القيادي “كمال عمر” أن يعلي من المصلحة العامة ويبعد من الانجراف وراء المصالح الشخصية، وإلا فإن الأيام لن ترحم كل من لم يسلك سبيل الحكمة والموعظة الحسنة.. والله المستعان.