كواليس مفاوضات سد النهضة بالخرطوم.. عناق حار وابتسامات في لحظة الوصول لمطار الخرطوم
الخرطوم – عبد العزيز إبراهيم
على الرغم من اتسام المقابلات الدبلوماسية بالابتسامات الواسعة كسمة تقليدية للمؤسسة، لكن العناق الحار المتبادل بين كل من وزيري الخارجية السوداني ونظيره المصري عند وصوله لمطار الخرطوم لم يكن مجرد تعبير دبلوماسي ناعم.
أمام عدسات الكاميرات كانت الوفود السودانية والإثيوبية التي جاءت للاجتماع الثلاثي حول سد النهضة كذلك تتبادل العناق والضحكات المجلجلة، بينما خرج مدير جهاز المخابرات السوداني الجديد “صلاح قوش” وهو يضع يده على كتف مدير المخابرات الإثيوبي.
هذه المشاهد الاحتفالية المتفائلة جاءت عقب اجتماع حاسم عقده رؤساء الدول الثلاث الرئيس “البشير” ونظيره “عبد الفتاح السيسي” ورئيس الوزراء الإثيوبي السابق في أبريل الماضي، عقب أزمة دبلوماسية طاحنة وضعت علاقات البلدان الثلاثة على المحك، وتأتي كذلك عقب زيارة سريعة للرئيس السوداني “عمر البشير” إلى القاهرة في زيارة أعادت المياه إلى مجاريها، وقد انتقل السودان بحسب خبراء إلى خانة الوسيط بين مصر وإثيوبيا، بدلاً عن حالة “التحالف” مع إثيوبيا في الجولات السابقة.
وقال وزير الخارجية الإثيوبي للصحافيين “جئنا بروح إيجابية من أجل التعاون” بينما قال وزير الخارجية السوداني “إن هذا الاجتماع يؤكد أن الدول الثلاث تتعاون”.
لكن خبير المياه السوداني “أحمد المفتي” يرى أن اجتماعات هذه المرة سوف تتضمن أجندة جديدة كانت في السابق تحت الطاولة”.
الزيارة الخاطفة للوفد الأميركي للخرطوم في أواخر الشهر الماضي والذي تقصت مواقف الدول الثلاث قبل الاجتماعات الحاسمة قد تكون بداية لاهتمام دولي مباشر، اهتمام ترحب به مصر وتتحفظ عليه إثيوبيا والسودان.
خبير المياه السوداني “يحيى عبد المجيد”، أقدم مهندس مياه مازال على قيد الحياة ومن القلائل الذين شهدوا اتفاقية عام 1959، وشهد كذلك على كل اتفاقيات دول حوض النيل منذ نهاية الخمسينيات وجه رسالة للدول الثلاث عبر “العربية نت”.
يقول “يحيى عبد المجيد” “إن على الدول الثلاث أن تتذكر أن أكثر من (300) مليون شخص يسكنون على ضفاف نهرالنيل تفتك بهم الأمراض والفقر، وأن على إثيوبيا أن تعلم أن مصر والسودان ليسا ضد رغبتها في التنمية لكن الدول التي تتقاسم أنهاراً مشتركة تحتاج إلى التعاون وليس إلى التنافس.