بكل الوضوح

وزراء الصحة متى يصحون ..!!

عامر باشاب

{ قبل أيام قلائل كنت في زيارة لخالتي التي خضعت للعلاج من التهاب حاد بالصدر أثر على إحدي عضلات القلب، بدأت رحلة علاجها بالسلاح الطبي وانتهت بمستشفى الشعب، والحقيقة وأنا أهمُّ بالدخول للعنبر الذي كانت ترقد فيه بمستشفى الشعب – وهو يحمل اسم ( عنبر سبعة لجراحة القلب )ـ شكل العنبر من الخارج يطمئن: طلاء جميل (جير جديد) باللون الوردي، ولكن أول ما تضع قدمك داخل عمق العنبر ،عينك ما تشوف إلا (النور)!! أو بالأصح عينك ما تشوف إلا (الضلمة ) و(البشتنة) و(الخمج) و(السخانة) وغيرها من السلبيات التي حولت العنبر إلى شيء أشبه بـ(السلخانة )
{ ومن أول نظرة يتأكد لك بأن مبنى (العنبر) غير مطابق للمواصفات لاستضافة الأصحاء ناهيك عن المرضى، وأي مرضى؟ مرضي يعانون من ضيق في التنفس وأزمات والتهابات حادة في الصدر، ومرضى خضعوا لجراحات بالقلب، كل هؤلاء داخل عنبر متصدع تنتشر فيه بيوت وخيوط العنكبوب والتراب الناعم عالق بالسقف والأركان، وعلى واجهات الحوائط تلاحظ أن ( الجير) الداخلي وصل إلى مرحلة من القدم حتى اهترأ وتشقق وتقشر ،وأصبح جاهزاً للطيران ثم السقوط على وجوه المرضى، خاصة مع حركة الرياح وزحف (السحالي والضبوبة!!).
{ بالله عليكم هذه حالة مستشفى تتبع لوزارة اسمها وزارة (الصحة)، ويقودها وزير طبيب، يفترض أنه صاحب خبرة طويلة، واتيحت له فرصة معايشه هذه المستشفى (الشعب) في عصرها الذهبي، عندما كان يديرها الطبيب المخضرم عابدين شرف استشاري أمراض الصدر ، عندما كانت الصحة صحة والطب طباً والتمريض تمريضاً والرعاية رعاية والعناية عناية والغذاء غذاءً والنظافة نظافةً والنظام نظاماً والضبط والربط والاحساس بالمسؤولية تجاه جميع الحالات (الباردة والحرجة) وغير ذلك من علامات التمام والكمال الصحي عبر تقديم الرعاية الطبية والخدمات العلاجية التي كانت تتوفر داخل كل المستشفيات الحكومية في ذالك العصر، وحتى وقت قريب بالمجان، قبل أن تسوء حالة الصحة في بلادنا، وتصل إلى مرحلة الهرج والمرج الحاصل الآن؟!!
{ يا هؤلاء : من المعلوم أن مستشفيات الصدر والقلب في كل العالم هي الأفضل والأميز من ألف البيئة والعمران إلى ياء العناية الطبية، بجانب توفير الاحتياجات العلاجية وكل شيء في هذه المشافي، لا بد أن يتم بمواصفات وجودة عالية.. لأن هذه الفئة من الحالات المرضية (القلب والصدر) بالذات لا تحتمل أي ذرة تراب عالقة ولا لحظة كهرباء قاطعة .
{ متى يصحو وزيرا الصحة أبو قردة ومأمون حميدة ،ويتركا النزاع والصراع على إدارة التحصيل وينتبها للواقع الصحي الذي (أوقع ) الدور الصحية
في حفرة الفوضى والعشوائية .
{ والله العظيم حرام عليكم. وعيب كبير وفضيحة بل وكارثة .. !!
{ حقا إن لم يغادر هؤلاء لن تتعافى الصحة !!
{ وضوح أخير :
{ ياريت رئيس مجلس الوزراء النائب الأول لرئيس الجمهورية الفريق بكري حسن صالح يسجل زيارة خاطفة إلى مشافي الخرطوم الحكومية، ويتلمس بنفسه الأزمات التي تعانيها أو على الأقل يرسل فريق تفتيش إلى هناك ليرصد واقعها المؤلم وحالتها الحرجة.
{ ألا هل بلغت، اللهم فأشهد .

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية