الأستاذة “هناء إبراهيم”.. في إطار التبادل الكتابي استميحك أن احتل اليوم مساحتك المقروءة وعذري لقرائك:
(١)
نحن أفضل من يمارس إستراتيجية (حاكو حاكو)..
والقصة مستمرة ومتجددة لم تبدأ بتركيب العطور ولن تنتهي بتركيب الستائر..
انتقلنا الآن لأنواع أخرى من المحاكاة..
تطبيقات المشاوير.. و(للأجرة) في أي سيارة..
ثم..
كانت أغنية واحدة (لون المنقة)../ وبعضا من الأغنيات الهابطة..
والآن: ملوك المنقة وفرع المنقة واخصائيو المنقة – بعد هجرة اخصائيي (المرقة)..
منقة باللبن ومنقة بالشطة (زي حال الدنيا) الأولى شراب والتانية قرش..
وتحملها الحسناوات في الممنوعات (الأكياس) بأنامل (سميكة) وحنكشة فطيرة وباصبعين يتناولنها ويكضمنها وهن يتمشين في الأسواق..
صالات الأتراح و(التخريجات) والحنة وموية العريس وكهربتو..
ثم..
حاكو حاكو الأسعار حيث كل سلعة بقت بنت ستين ألف زيادة..
إستراتيجية حاكو حاكو انتقلت إلى لبس الزمام وفقدان السيطرة على زمام الأمور ليأتي زمام المبادرة في الأشياء الخليعة والرقص
(وريتونا) فيديو هناك وآخر هناك..
هل بتنا نعتقد أن المحاكاة تولد الإبداع؟ مع أنها تولد الإحباط..
فهل هو عصر غياب البصمة في ظل غياب البسمة؟
أم هل هو الاستسهال وتجريب المجرب خوفاً من صعود الجبال واعتلاء الآفاق البعيدة؟
حتى طريقة قراءتنا للصحف متشابهة.. زهجنا ضحكنا صرة وشينا فرحنا فهل اشتغل الاسكتلندي “أيان ويلموت” على “دوللي وهولي”.. أم علينا نحن فصرنا نستنسخ كل شيء حتى مشاركاتنا في وسائل التواصل؟
حينما كنا أطفالاً كنا نسخر من أندادنا وأترابنا الذين يستسهلون الأشياء حتى تلك التي في المنزل وكانت عبارة (حاكو حاكو) للسخرية والتريقة..
أما الآن فحاكو حاكو وسيلة رخيصة وسريعة لبلوغ المرام..
حتى الأطفال ألعابهم صارت حاكو حاكو..
مدافع وإرهاب ومأكولاتهم اندومي وشيبس.. مستمدين قواهم من أمهاتهم اللائي يتشابهن في ختة الحنة والصندوق واليد في الكوع
وآبائهم الذين يتشابهون حتى في نغمات تلفوناتهم
أنها دراما وإن كانت درامتنا نفسها حاكو حاكو.. حتى الأغاني في الحفلات توقفت النيسانات التلاتة وظهر الجدى!
فمتى ننعتق ونعتنق أن بإمكاننا أن نختلف ونبتصم ثم نبتسم بطريقة مختلفة؟
نادر التوم