*طه الناجح جداً غنائياً.. بل يكاد يكون واحداً من اثنين أو ثلاثة يتقاسمون الآن القوة الجماهيرية الطاغية، يرهق نفسه كثيراً في طرق أراضي أخرى غير التي حقق فيها تميزه الفني .. وربما أن المثل الشعبي القائل (مساك دربين ضهيب) أو (ركاب سرجين وقيع)، يمكن أن نؤشر به على المغني وليس الإعلامي طه، وفعل الوقوع هنا لا يعني (السقوط) الحالي، وإنما يمكن أن يكون سقوطاً بعد فترة ليست بالقصيرة، لأن إهمال “طه سليمان” لتميزه الغنائي الذي برع فيه وشغل به الناس كثيراً، أصبح الآن مع تمدد طه الإعلامي والطارق لأشكال أخرى مثل الدراما والكتابة الصحفية أصبح يهدد به كثيراً طه المغني.. طه المغني الذي يبدو أنه يعاني كثيراً من قلق دائم للنجاح والتمدد في كافة المستويات، وهو أمر مضر للغاية بتجربته الفنية التي نجح فيها .. وثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن طه الذي يبذل جهداً مضاعفاً كل موسم للظهور في غير شكله الغنائي، أنه لا يستطيع أن يحقق نصف ما حققه طه المغني، فتقديم برنامج شبه يومي ومباشر خلال رمضان الفات والقادم أيضاً أمر مرهق للغاية لمذيعين ومقدمي برامج محترفين خبروا دروب الإعلام جيداً.. ويستعصي على أغلبهم، فما بالك بمغني يتوجب عليه العناية بمشروعه الغنائي وتصويب جهد إضافي لترقيته.. أظن أن على طه مراجعة (حسابه الغنائي) خلال الفترة القادمة.
*دائماً ما كنت أقول إن إنتاج أعمال درامية سودانية أمر مهم للغاية فنياً واجتماعياً، ولأنها أكثر الأشكال الفنية القادرة على مخاطبة قضايا المجتمع والشباب والمرأة، وكل الفئات الحيوية في المجتمع .. ولكن انصراف المسؤولين عن الإنتاج الدرامي مؤخراً أضر بها كثيراًـ. وجعل أجيالاً درامية لها إسهاماتها وخبرتها تنقطع تماماً عن الأجيال الحديثة.. الدراما السودانية رغم قبولها الكبير لدى الناس إلا أنها تبدو مثل الكسيحة التي تحتاج إلى من يقيل عثرتها..
*لم اتفاجأ بإبعاد المغني المصري محمد حماقي للموهبة السودانية لينا، واختيار مواطنته بدلاً عنها، رغم أن كل الحاضرين ولجنة التحكيم اتفقت على علو كعب الموهبة السودانية .. وهذا الأمر يؤشر بصورة واضحة على أن العرب إجمالاً دائماً ما يغلبون عواطفهم تجاه كثير من القضايا التي تحتاج إلى إعمال العقل والمنطق .. ورغم أن مسابقة غنائية لاتؤثر كثيراً، إلا أنها تكشف أن العقلية العربية لا تزال في بداوتها وتخلفها واحتمائها بالقبلية والأممية، وهو أمر تجاوزته المجتمعات الحديثة بمراحل بعيدة.
مسامرة أخيرة…
* بمباديء عركي وبارث حميد… وبروح محجوب الشريف…وصوت مصطفى المغني الماندم، نحس أن البلد بأوتادها قادرة على منح الأجيال القادمة جرعات للوطنية والاعتداد ببلادهم