حوارات

"إبراهيم السنوسي" : (الإنقاذ) انتهت وتعذّر رتقها .. ولا سبيل غير تغييرها سلمياً..!(2)

 حوار
{ وقفنا في الحلقة السابقة عند محطة الطائفية.. ألم تظهر بعض علاماتها عندكم، فكثيراً ما نسمع شيخ “الترابي” شيخ “علي” وشيخ “السنوسي”.. ما الفرق إذن؟
– ذكرت لك نحن حركة شبابية طلابية، كنا أنداداً ولم يكن بيننا ابن زعيم أو ابن صوفي، ومفهوم الشيخ في الحركة الإسلامية أساسه حافظ القرآن أو بحكم العمر (دا الأساس).
{ أحياناً الأداء يخون الفكرة؟
– ليس من تأصيل لوجود الشيخ، ونقول لصبي حافظ القرآن (يا شيخ)، فقط بفضل حفظ القرآن، وليس مكانة اجتماعية، كما نرفض الظاهرة بكل إنتاجاتها.
{ نذهب جنوباً.. هل كانت مذكرة التفاهم من أسباب تسريع نيفاشا؟
– كنا نهتم بالجنوب قبل الجميع، وفي دستورنا هناك فصل عن الجنوب.
{ معروف عن الإسلاميين التمدد باسم الدعوة في بلاد الغير.. هل كان الجنوب نافذة مناسبة؟
– نحن مع الوحدة، ونعتقد أننا وصلنا لتفاهمات بشأن تطبيق الشريعة في الشمال دون الجنوب والإبقاء على العاصمة قومية كما هي، وأعطينا فرصة كبيرة للوحدة بتحديد الفترة الانتقالية (11) عاماً وليس (6) أعوام، مع كل ذلك توجد حرية أديان واعتقاد.
{ كيف تبدو علاقتكم مع الجنوبيين حالياً؟
– بين الحوار المستمر والصداقة.
{ ومذكرة التفاهم؟
– حلت حزبنا، وكانت مهمة، لأنها مبنية على الثقة والطرح المعقول المتسامح.
{ الشاهد الواضح أن “قرنق” كان يحترم “الترابي”؟
– قال لهم: لن تطأ قدمي الخرطوم إذا لم تطلقوا سراح “الترابي”، وفك سراحه ليلاً وجاء “قرنق” إلى الخرطوم صباحاً.
{ ولكن قرنق يدعو ليل نهار للعلمانية البديل المناسب لإدارة تنوع السودان؟
– لا.. لا، ما نعرفه عنه إيمانه بالحريات السياسية والحرية الشخصية.
{ هذا ما تم التوصل إليه بالضبط في نيفاشا؟
– (نيفاشا دي نحن أبرياء منها).
{ هل تعتقد أنكم تملكون خياراً آخر على التفاوض أفضل من نيفاشا؟
– دائماً رصيدنا الطرح المعقول والاحترام الكامل، وليس بيننا من يقول (ولا حقنة)، بل لدينا تفاوض على أسس إسلامية مقبولة من الطرف الآخر مهما كان حجم الاختلاف.
{ كيف يبدو مستقبل حزب المؤتمر الشعبي؟
– مستقبل حزب في الساحة، له برامجه وأفكاره وعلاقاته الخارجية.
{ ويسعى لإسقاط النظام سلمياً؟
– بالمنطق السياسي، الأمر متروك للشعب.
{ تريد إسقاط الإنقاذ التي أتيت بها؟
– نريد إسقاط الإنقاذ التي صنعناها.
{ لماذا هذه القسوة على أخوة الأمس؟
– الإنقاذ انتهت وتعذّر رتقها ولا سبيل غير ذلك.
{ البعض يجد العذر لبعض الأخطاء؟
– مما رأى الناس من تطبيق للسياسات كالغلاء والانفصال والفساد، ويقولون إن كان ذلك النظام يمثل الإسلام فهم يرفضونه، ولا أحد ينكر هذه الكراهية للإسلاميين بسبب الأداء السياسي.
{ كيف تضع النقاط على الحروف في موضوع الفيلم المسيء للنبي “صلى الله عليه وسلم”؟
– الغرب منافق، يقف مع (الهلوكوست) ويحرم الكلام فيها بينما يبيح حرية التعبير في مقدساتنا.
{ هل العنف هو الرد المناسب؟
– السفير الأمريكي بريء ولا يجوز قتله، ولابد أن نحفظ لهم ممتلكاتهم وأرواحهم بمثل ما نريد لسفارتنا في الخارج، والرد المناسب هي مبدأ نبينا عليه أفضل الصلاة والتسليم، الذي قال لأهل مكة اذهبوا فأنتم الطلقاء.
{ ما رأيك في الطلب الأمريكي بإرسال (مارينز) لحماية سفارتهم بالخرطوم كما طلبوا من ليبيا ومصر وتونس واليمن؟
– طبعا أنا لست من الموافقين على إرسال (مارينز) للحفاظ على سفرائهم في بلادنا، وإذا كان لا بد فليسمحوا لنا بإرسال قوات إلى بلادهم.
{ هذا إن كانت سفارتنا في موضع خطر؟
– المسألة ليست بالتناظر البسيط، وإذا فتح الباب لقوات (مارينز) من يضمن خروجها من البلاد وما زالت (اليوناميد) و(اليوناميس) موجودتين في بلادنا.
{ ما يحدث من احتجاجات ودماء أمريكية ربما يؤثر في النظرة الإيجابية للقوة الإسلامية الصاعدة تواً للحكم؟
– ليس دقيقاً أن تتأثر أمريكا بمقتل أحد رعاياها وأن تغير كل السياسات في المنطقة، والإدارة هناك تعلم رغبة الشعوب في الديمقراطية والحرية، وأدرك الغرب خطأ سياساتهم بمناصرة الطغاة لكبت حرية الشعوب.
{ هل ستظل حالة التفاؤل مع الولايات المتحدة الأمريكية باقية بالرغم من الأحداث الأخيرة خاصة في ليبيا؟
– الواقع يقبل وجود الإسلاميين، لأن الأصل عند الأمريكيين النفعية ويهمهم أمن إسرائيل في الأساس، وسيبتلعون الحركات الإسلامية إذا قبلت بعدم الاعتداء على إسرائيل.
{ تغيرت الأمور.. انظر لأحفادك ماذا يدرسون في الكليات؟
– الطب والتعليم التقني، وأيضاً الاهتمام بالأفكار موجود.
{ بذهاب “حسني مبارك” تغلق الكثير من الملفات الأمنية؟
– محاولة اغتيال مبارك لم تكن سياسة الحزب، والحركة خارج الموضوع، وهي جريمة يجب أن يُعاقب فاعلها.
{ ماذا تعرف عن هذا الموضوع؟
– لا أعرف شيئاً ولا أتحدث عن شيء لا أعرفه.
{ إذا قُدر لك أن تختار واحداً من قيادات المؤتمر الوطني يقترب من دائرة الشعبي.. من ذلك الرجل؟
– أنا لا أتكلم عن المؤتمر الوطني، وقلت من قبل لا حوار ولا صلح معهم.
{ بمناسبة الصلح.. ثمة مبادرة مطروحة.. ما مصيرها؟
– لا أعرف.
{ المياه تتجدد إذا فُتحت المجاري؟
– المجاري مقفولة عندنا هنا في المؤتمر الشعبي.
{ تحدث عن “الترابي” كظاهرة إسلامية؟
– لا.. أنا لا أتحدث عن أشخاص.
{ هل ما يقال بعد حادثة صحيح؟
– حكيت القصة لـ”الظافر” ونشرها كاملة.
{ ولكن (المجهر السياسي) منبر آخر؟
– “الكاروري” هو من قال وأرد عليه بالأدلة.. في المستشفى طلب دكتور “الترابي” من شقيقه “دفع الله” أن يطلب من مدير المخابرات الكندي نقله لبلده السودان مباشرة، وقال للمسؤول الكندي إنها مسؤوليتكم، وبالفعل جُهزت طائرة في مطار هيثرو يقودها الكابتن “شيخ الدين”، وفي المطار تكلم معه السفير البريطاني بالسودان (45) دقيقة، وكان يؤكد أنها معجزة أن يتحدث هذا الشخص بذلك الوضوح بعد الاعتداء.
{ كنت أنت في الخرطوم تعدّ العدة لاستقباله بالمطار.. ماذا فعلتم من أجل تأمينه؟
– جهزنا عربات في الناحية الجنوبية للمطار وقام “نافع علي نافع” بتأجير منزل بأركويت وبدخول “الترابي” للمنزل قال (This not my house)، وأصرّ على الانتقال للمنشية، وهناك فتحت شيفرة اللغة العربية فعاد لحاله، وتحدث كما هو اليوم نعمة من الله وشكراً.
{ التفاصيل المحكية تجبر الجميع على احترام الوقائع مُش كدا؟
– حديث “الكاروري” غير صحيح.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية