رأي

أمي الله يسلمك

التجانى حاج موسى

شهر مارس من كل عام يحتفل فيه العالم بعيد المرأة وعيد الأم.. الاحتفالان يعنيان لي الكثير لأني ود أمو وأنا أسعد دائماً حينما يناديني أي شخص بي أمي (يا ود دار السلام) – الله يرحمها – بالمناسبة فخامة الرئيس يناديني ويحييني (السلام عليكم يا ود دار السلام) وأرد تحيته وعليكم يا (ود هدية)، ولا تثريب عليه أو علىَّ فكلانا ينعم برضى والدته.. وأقول لي خالتي (هدية) الله يسلمك ويديكي لي طول العُمر.. في الدنيا يوم ما يألمك.
وأقول لنساء بلادي الكبار والصغار.. كل عام وأنتن بخير وقطعاً أنتن شقائق الرجال اللائي أوصانا بهن خاتم الأنبياء والمرسلين صلى الله عليه وسلم وانتن الأحق بالصحبة والجنة تحت أقدامكن.. وكلما أعاين لي (سُرتي) تصيبني رهبة فأدرك أني كنت في رحم أتغذى من الحبل السري الذي تم قطعه عن صرخة ميلادي.. واسمحوا لي بإعادة نشر خطابي الذي كتبته في بداية سبعينيات القرن الماضي والذي خرجت منه أغنية (جواب للبلد) التي غناها الراحل “محمود عبد العزيز” والثانية الأغنية الشهيرة التي أداها المطرب صديقي “ترباس”:
ضل الضحى الرامي..
وشمس شتوية دفاية..
وريحة البن
لما يفوح في قلاية..
وفروة جدي..
وصورة جدي
لمن جيت أمد يدي
“جدي”!! أديني تعريفة!!
بتقرأ الحمدو يا المبروك؟!
بقراها!!
وشان تعريفة ألقاها
أجود في القراية كمان
وإيه يا يمه والله زمان!!
**
وسبحة بت الفكي
والطورية والواسوق
وسعف حبوبة
والكورية والحنقوق
وصوت “سعدية” بت جيرانا تشحد ليها في طايوق
وصوت “عرفة”
لما تخمج الدلوكة غناية!!
وحبة فريك
ملوهو لي رمضان
مصرور في مخلاية
ولي الليلة
ولي بكرة
وبعد باكر..
شان الزمن غدار وما معروف!!
زمن مكار
زماناً كلو خوف في خوف!!
وإيه يا يمه والله زمان!!
**
ومشتاق يمه لي ملاح النعيمية
وريحة صاجك المحروق
لما تسوي طعمية!!
وغباشة روب..
وعنزة حلوب..
بدور أرحل
أجيكي هناك..
ضاقت بيا يمه هنا!!
بدور أتمسى بي عيونك
وأصابحك يا حبيبتي أنا!!
صباح الخير على عيونك..
أتاري الدنيا من دونك،
شينة ومُرة ما بتندار!!
دي مُرة مرارة يا يمه!!
دي مُرة وحارة ذي النار!!
ولو بتدوري أحكيلك
عن أحوالي في البندر
من وين عايزة أحكيلك؟!
من وين أبدا – بس – من وين؟!
من وشيتا غريب وعجيب!!
ده شيتاً كلو شين في شين!!
هنا الزول العديل وعجيب
وحاتك أنت يا الغالية
بعيش حياتو
يوماتي بي وشين!!
وزولتي الحتى حبيتا،
لقيتا براي
تحب زولين!!
وإيه يا يمه والله زمان!!
**
وقشة عين من النوم،
معاي بشيل هموم باكر
قبل ما أشيل هموم اليوم!!
أختها خطوتي الأولى
أعدي الباب،
تبدأ تدق طبول الهم!!
خواطر تذهل الألباب!!
وأقابلك يا شوارع الجن!!
وفي جواي حاجة تئن!!
وأشد وتر الغنا وأعزف
تموت غنواتي يا يمه
وتنثر في العروق حمُى
خيال بيتنا القديم يرجف
خيال بيتنا الحنين ينزف
صور تنداح وتتلم!!
وإيه يا يمه والله زمان!!
**
وأشوفك بي خيال حالم
تشاوري وترقصي السبحة
ملامح العابد الصايم
تشع فوق جبهتك سمحة
وشيك يحاكي ضي النور
مزدان يمه في الطرحة
وتبسم لي..
أمد أيدي
أقول أتلافاكي يا السمحة
أتلاشى الحلم وأصحى
وانفطر عرق مالح!!
ويسكن فيني كل الهم
واشم ريحة ندم جارح!!
وأرفس.. أرفس
ذي بخارج الروح
وذي عصفورة منجرحة
فارقت الفضا لبارح
وإيه يا يمه والله زمان!!
**
وقصر القول
شايل اللوم..
ويوما جابني للبندر
وحاتك إنت يا الغالية
ده يوماً شوم!!
ولابسني الخجل
من رأسي
لي كرعي
شايلو وأحوم!!
وهادي الحالة في الخرتوم
ذي عايش
شقي ومهموم
وإنت الله يسلمك
أمي الله يسلمك
ويديكي لي طول العمر
في الدنيا يوم ما يألمك
أمي يا دار السلام
يا حصني لو جار الزمان
ختيتي في قلبي اليقين
يا مطمناني بطمنك!!
خيرك علي – بالجد – كتير
يا مرضعاني الطيبة
بالصبر الجميل
يا منتهى الريد ومبتدا
إن شاء الله
الله يسلمك!!
وأنا مهما أفصح عن مشاعري
برضو يخوني الكلام!!
وقولة (بحبك!!) ما بتكفي
وكل كلمات الغرام
يا منتهى الريد ومبتدا
إن شا الله
الله يسلمك..

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية