المشهد السياسي

الزيارة خاطبت الهموم والمصالح المشتركة

موسى يعقوب

زيارة الرئيس “البشير” لصديقه الرئيس المصري “عبد الفتاح السيسي” يوم (الإثنين) أمس الأول، وليوم واحد كانت شاهد خير وبركة على أن العلاقات بين الشعبين وهمومهما ومصالحهما المشتركة أولى من غيرها بعد سنوات من الجفاء والنزاع.. وآيات ذلك وشواهده كثيرة وأولها الاستقبال الرسمي والشعبي الذي لم يكن معهوداً أو مشهوداً في مثل تلك الأحوال.
فقد كان الاستقبال الرسمي بطائراته في الجو وبرموزه الكثر على الأرض ويتقدمه الرئيس “السيسي”، علامة تقدير واحترام وترحاب بزيارة الرئيس “البشير” التي أخذت بعدها وأعطت عائدها السياسي والاقتصادي والأمني والدبلوماسي بعد لقاء الرئيسين وخروجهما إلى الرأي العام بما يطمئن على حسن العلاقة وتلبية طموحات الشعبين وتجاوز خلافاتهما، فالشعبان المصري والسوداني شعبا تكامل ومصالح مشتركة.
لقد كان المؤتمر الصحفي المشترك بين “البشير” و”السيسي” وهما يؤكدان فيه على العمل المشترك في سائر الأطر والمهام في ظروف إقليمية ودولية متغيرة ومصالح مشتركة هو نهج الإدارة في البلدين وليس غيره.. وذلك ما يقطع الطريق على العودة إلى ما كان يحدث في السابق من منغصات أمنية وإعلامية وتجارية وغيرها مما تعكر صفو العلاقات بين البلدين ورئيسيهما وشعبيهما بالضرورة.
ونرى بعد هذه الزيارة وما تمخض عنها أن اللجنة الرباعية في البلدين ستبدأ حراكاً يترجم ويحقق ما أشير إليه من برامج مشتركة، وأكثر من ذلك نرى أن الزيارة وما خرجت به من معطيات يفيض على المناخ السياسي في البلدين الكثير من الإيجابيات.
فهنا، في وطننا السودان، نجد أن المعارضة بشقيها السياسي والعسكري قد دخلت في جحر ضيق، ذلك أن البعض أو كلها كان يجد في جمهورية مصر العربية سنداً ودعماً.. بل وملاذاً.. في دولة جنوب السودان والجماهيرية وإريتريا مما كان محل شكوى سودانية وعامل ضغط على النظام الحاكم.
صحيح أن نداء السودان مؤخراً وقد انتخب الإمام “الصادق المهدي” رئيساً له، قد اعتمد بنهج العمل السياسي المدني وليس العسكري، أسلوباً له في الحراك، إلا أنه ما انفك يدير ظهره للحوار الوطني الذي ترجمت مخرجاته إلى برنامج عمل دستوري وإداري وقد انخرط فيه ما لا يقل عن مائة حزب سياسي وحركة كانت تحمل السلاح.
نداء السودان ومن لف لفه يطمحون ويطمعون في حوار على (سنتهم وطريقتهم) وليس على نهج ما تم وحدث في ذلك السياق محلياً وسودانياً.. ولا يزال لهم طموحهم في إزاحة النظام وإقصائه (بجهاد مدني)، وهذا لا خلاف عليه إن خلصت النوايا.
إلا أن أمر إزالة النظام بعد زيارة الرئيس “البشير” إلى جمهورية مصر ولقائه بالرئيس “السيسي” وما نتج عنها من مخرجات سياسية وأمنية واقتصادية ودبلوماسية، يبدو أمراً صعباً ولا بد من البحث له عن بدائل، منها الاستعداد للانتخابات الرئاسية والتشريعية القادمة، فمن يفهم الكلام و”البشير” و”السيسي” بعد الزيارة صديقان وصاحبا هموم مشتركة.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية