ويحدث أن تستعين على قضاء وقت فراغ بذاكرتك.. فتتمنى لو أنها التحفت الكتمان..
تراودها عن صمتها.. ترضى أن تبوح.. فترجو لو أنها ترجع سيرتها الأولى وتغوص في رحم الغياب.. عفيفة عن هذا الاندلاق.
يحدث أن ترشح أحدهم بصراً إن عميت عيناك.. بصيرة إن تغافل عقلك عن قلبك.. عصا إن استحال الكون فيضاً من العرج..
ثم..
تعمى به روحك بعد أن كانت مبصرة..
ويغادرك عقلك ليجعلك قبلة الجنون الأولى..
وتضل عن طريقك.. فتنكسر عصاك فتنفجر منك اثنتا عشرة لغة.. تبتلعك أصغرهن لتخرج كتابتك للناس بيضاء من غير سوء.. فتسمع صوتاً من القريب يقول (التدفق في الكتابة شيء لا داعي له).. أو بالأحرى (هسي في داعي للاندفاقة دي).
يحدث أن تجعل أحدهم سماءً.. تكون أنس نجومها ليلاً.. تحتمل ضوء شمسها نهاراً.. تتلبد بالغيم فتجلد غنجها بابتسامة رضا.. ثم فجأة ترديك لأن مساحة جسدك النحيل لم تتسع لها.
يحدث أن تكون لأحدهم عصاه التي يهش بها على شويهات المنى.. تؤتي أكلها بما واتيت من الأمنيات.. فيقصم كبرياءها.. يكسرها ليرمي بها طيف بعوضة لاح في الأفق.
يحدث أن تبني لأحدهم جنة بقلبك يعيث فيها فساداً.. يتلاعب بها.. ثم يتقاسم ثمارها مع شياطين الأرض.
يحدث أن.. تلقى أحدهم فتتمنى لو أنك لم تلقه من قبل.
وتتمنى أحدهم فتحمد الله إنك لم تلقه ولن..
وبعض الحب يظل الأروع.. فقط.. لأنه لم يكن واقعاً يمشي بين الناس..
يحدث أن نلتقي ولا نلتقي..
ويحدث أن لا نلتقي.. ونلتقي..
} خلف نافذة مغلقة
أسأل ضفاف النيل عن عمق اتساعك في مواعين الفضاء..
يا مزيجاً من رحيق الرشفة الولهى.. ومحض الانتماء..
يا رافعاً كفي ترفرف خلف كل معالم اللغة العصية.. ملجأ.. وطناً.. وترياقاً وماء..
يا أيها العشق الخواء.