والي شمال دارفور عبد الواحد يوسف في حوار مع (المجهر) 2-2
لا داعي لوجود (يوناميد) وعلى الأمم المتحدة البحث في طرق أخرى لتقديم المساعدات لدارفور
عملنا على تخفيض الأسعار أولا ، عشان ماتبقى ” خلعة “، ثم دعمنا الشرائح الضعيفة ..
لا يوجد ما يخيف في شأن المخدرات بالولاية والاختطافات وابتزاز الأجانب توقف تماماً
نعم قطر لها نصيب كبير في سلام دارفور والآن ترتب لتنفيذ قريتين نموذجيتين بالولاية
حوار – نهلة مجذوب
تمثل ولاية شمال دارفور جزءً كبيراً من إقليم دارفور الممتد غرب البلاد، والذي شهد حرباً لسنوات خلفت دماراً كبيراً في الموارد، الولاية تتعافي الآن كثيراً من آثار الحرب على كافة الأصعدة، وهذا ما أكده الوالي عبد الواحد يوسف في الجزء الأول من حواره مع )المجهر)، تناول فيه راهن الأوضاع، وكشف خلاله عن موقف عملية جمع السلاح والمصالحات القبلية والعودة الطوعية وتوطين العائدين بجانب الأوضاع الأمنية في الوقت الراهن ومحاور أخرى، في هذا الجزء تحدث الوالي عن مصير اليوناميد، وعن المعالجات التي قامت بها الولاية لامتصاص موجة الغلاء، وتحدث بصراحة عن المعالجات لمشكلة المخدرات وعبورها عبر الولاية بجانب محاور أخرى مهمة فإلى مضابط الحوار:
* حدثنا عن الوضع السياسي والتوافق بين مكونات الولاية السياسية .. وهل هناك انسجام في ظل حديث عن صراعات داخل حزب المؤتمر الوطني كما يسود حالياً؟
– نحن في شمال دارفور نعيش وفاقاً سياسياً كاملاً، وما عندنا أي مشكلة كمؤتمر وطني، ربنا عافانا من الصراعات الموجودة في الولايات الأخرى، فيوجد وفاق كامل وتام بين كل مكوناتنا السياسية وبيننا والمجلس التشريعي لا توجد أي مشاكل داخل الحزب أيضاً، لا توجد أي مشاكل وقضايانا تطرح في إطار الرأي والرأي الآخر ولدينا شورى.
وأنا كوالي إذا ظهر لي أي رأي مخالف فأقوم بتغيير رأيي لمصلحة الناس وليست لدينا غضاضة في هذه المسألة على الإطلاق مما خلق انسجاماً كبيراً بيننا وهذا لا يعني أنه لا توجد أصوات أو آراء أخرى وهذه حاجة طبيعية ومعظم الأداء منسجم وفيه توافق كبير وكل القضايا نحن نتعاطاها بشكل كبير جداً.
* قضية الإنتاج والإنتاجية تحدث عنها رئيس الجمهورية كثيراً، والولاية معول عليها في جانب الثروة الحيوانية ما هو تصوركم للمرحلة القادمة؟
– ولاية شمال دارفور من المناطق الغنية بالموارد الطبيعية هي ولاية الزراعة والثروة الحيوانية وواحدة من خططنا هي استغلال هذه الموارد لصالح إنسان الولاية في مجال الزراعة لدينا مشروع سقنام الزراعي المهم، بجانب مشاريع أبو حمرة وأم بياضة، والآن نطرحها للاستثمار في شكل شراكات مع كل المستثمرين والآن أقول المستثمرين حتى الآن لم يشعروا بالاطمئنان الكامل في دارفور لكي يستثمروا فالأمر يحتاج إلى زمن، ونحن نعمل على تشجيع الاستثمار لكي يأتي الناس الولاية وتقيم المشروعات.
فرص شمال دارفور كبيرة واكبر عروة شتوية موجودة في شمال دارفور، وكان يقال أنها في الشمالية، فلدينا الكثير من المحصولات التي تزرع في الولاية الشمالية تزرع هي وغيرها في- مناطق بشمال دارفور بكتم وكبكابية وسريف وسرف عمرة والفاشر نفسها ومليط، وبعد عملية الاستقرار نريد وعبر جمعيات الإنتاج الزراعي ايجاد تمويل للمواطنين ليتمكنوا من- الانتاجية الكبيرة في ظل العروة، ونغير في الوضعية الاقتصادية وفي دخل الناس خاصة بعد طريق الإنقاذ الغربي الذي أتاح لشمال دارفور تسويق محصولاتها وإنتاجها لكل ولايات السودان.
أما الثروة الحيوانية وبحجمها الكبير الموجود فلدينا خطط لتطويرها من ناحية الرعي وإدخال التقنيات الحديثة .
كيف واجهت الولاية ارتفاع الأسعار والضائقة الاقتصادية الحالية؟
خطتنا كانت أن تكون الأسعار في السوق هي الأسعار المعبرة عن الوضع الاقتصادي الحقيقي بالبلد، ما تبقى خلعة والناس مخلوعين، كما لاحظت هذه الظاهرة هنا بالخرطوم.. التجار دخلتهم خلعة مع ارتفاع سعر الدولار حتى بدا معظمهم بإنزال سلعهم من الأرفف، وما قمنا به في شمال دارفور كان أن أتينا أولاً باتحاد أصحاب العمل، وجلسنا معهم وطالبنا بان يكون الحديث بموضوعية عن السلع وسعرها في المنشأ والترحيل، إلى هنا والربح المعقول وبالتالي عملنا (بيز) للأسعار لكي لا تنفرط، وصحيح أنه في الخلعة الأولى ارتفعت الأسعار، ولكن سرعان ما عادت الأسعار لوضعها الطبيعي، ولا أستطيع أن أقول لك لا يوجد غلاء، كان موجوداً لكن رجع السعر الحقيقي الذي يعبر عن سعرها، وهذه كانت الخطوة الأولى أما الثانية فكانت في دعمنا للشرائح الضعيفة على رأسها شريحة العاملين، وتعبر أكثر الشرائح ضعفاً هناك، فأي زول بصرف مرتب قطع شك من أصحاب الدخل المحدود، وهؤلاء يبلغ عددهم أكثر من 30 ألفاً، ووفرنا لهم سلع السكر وتحملنا كولاية 50% من تكاليف الترحيل لها، ومن المخزون الاستراتيجي تم الذرة وتحمل 50% أيضاً من ترحيله، كما وفرنا ذرة في الأسواق لتخفيض الأسعار وهذه طرحناها لكي تباع، بعبوات الملوة والربع وفي الفترة الأولى أدخلنا 15 ألف جوال وكان سعر الذرة وقتها بـ850 جنيه فتراجع ليصل 600 جنيه في السوق الموازي، وكنا نبيعه نحن بـ450 و425 جنيه للمواطن .. كما كانت لدينا تدخلات عبر ديوان الزكاة من خلال تقديم سلة الفقير أو المسكين وبها أكثر من 8 أصناف السلع الغذائية الأساسية رصدنا لها مبلغ 24 مليار جنيه، وتم تنفيذها وكان لها أثر كبير بين الناس، إضافة لمراكز البيع المخفض وأتينا بسلع من المنشأ وتحملنا تكلفة الترحيل والآن السلع في مراكز البيع المخفض تباع بسعر الخرطوم، وكل المواد الغذائية سعرها نفس سعر الخرطوم، وربما أقل في الفاشر.
والمراكز انتشرت في محليات والمدن بكل من مليط والكومة وأم كدادة وكل التجمعات السكانية الكبيرة، وافتكر أننا بهذه التدخلات استطعنا أن نخفف وطأة الأوضاع والإجراءات الاقتصادية الأخيرة على المواطنين، وسنسير على هذا النهج حتى يحدث استقراراً كاملاً في السوق بشكل عام.
ماهي تدخلاتكم في الحد من ظاهرة دخول وانتشار المخدرات بالولاية؟
نحن ولاية معبر لبعض تجار المخدرات عبر بوابة الولاية الشرقية بمحليات الطويشة وغيرها، وهؤلاء التجار ومن خلال شرطة مكافحة المخدرات تم ضبط ضبطيات كثيرة بجانبي مناطق التخزين، وهنالك تجارة المخدرات الكيمائية كالخرشة والترامدول وهي تاتينا من الحدود، والآن بعد عملية جمع السلاح استطعنا أن نحد منها لدرجة كبيرة جداً وتمت ضبطيات للمخدرات والخمور وغيرها، والآن لا يوجد ما يخيف في شأن المخدرات بشمال دارفور ووجودها عادي، واللجنة الفرعية لمكافحة المخدرات تقوم بتوعية المواطنين والمجتمع بمخاطر المخدرات في المدارس والجامعات والأحياء والمعسكرات، إضافة للنشاط المنعي المكثف للقوات النظامية لمنع تجارة المخدرات، بجانب جهود منظوماتنا في الشباب والمرأة الطلاب في التوعية والإرشاد، ونستطيع أن نقول إن وضع المخدرات الآن تحت السيطرة تماماً ولا يدعو للقلق.
نحن مقبلون على امتحانات الشهادة السودانية هل هنالك زيادة في أعداد الطلاب الممتحنين هذا العام؟
لا استحضر أعداد الطلاب الممتحنين الآن في ذهني، ولكن سأحضر ضربة البداية الإثنين، ولكن هنالك مناطق يجلس ليمتحن فيها طلاب الشهادة السودانية لأول مرة من سنين كالطينة التي لم تجر فيها امتحانات الشهادة السودانية من العام 2013م، والسرف وفي مناطق متفرقة، بعد بسط الأمن والاستقرار، والآن انتهت امتحانات الأساس، والإثنين ستبدأ امتحانات الشهادة السودانية، وسوف تسير بشكل ممتاز وفي أجواء أفضل من أي سنة من السنوات التي مرت على إنسان شمال دارفور بإذن الله .
الأوضاع الأمنية بصورة عامة في ظل حالات اختطاف وغيرها؟
الاختطافات كانت زمان من قبل بعض المجموعات المتفلتة وحاملي السلاح، وكانوا يقومون باستهداف الأجانب بغرض الابتزاز المادي، والآن توقفت تماماً ولا توجد مثل هذه التصرفات.
قوات (يوناميد) ألم يحن الرحيل بعد؟
ناس (اليوناميد) الآن رفعوا السماح لحركتهم عرباتهم حتى الساعة 12 ليلاً، وهذه لم تكن موجودة في السابق، كما قللوا من الحراسات على أفرادهم، أما فيما يتعلق باليوناميد أنا شخصياً بفتكر أن يوناميد الآن لا يوجد سبب لوجودها، وإذا هم يفتكرون أنهم أتوا لحماية المدنيين فإننا قلنا لكل المبعوثين أن على اليوناميد الذهاب من دارفور وعلى الأمم المتحدة إذا كانت لديها أي مساعدة لدارفور عليها أن تبحث عن طرق أخرى للمساعدة.
وقرار مجلس الأمن قبل شهر يونيو الماضي والذي بموجبه تم تخفيض بعثة الأمم المتحدة بنسبة 40%، وتم تخفيض ميزانيتها، (اليوناميد) انسحبت من شمال دارفور من 6 مواقع، وهي أم كدادة والمالحة ومليط والطينة ومعسكري أبو شوك وزمزم، وفي دار فور كلها من 11 موقع، وتم تسليمنا لها كحكومة سودانية.
ونعتقد في يونيو القادم عبر اللجنة المختصة بوضع إستراتيجية خروج (اليوناميد) أن يتم تخفيض إضافي، وما تم في السنة الماضية هي عملية الانسحاب التدريجي بالنسبة لها حسب الخطة والاتفاق الذي تم مع وزارة الخارجية السودانية، وقريب لن يكون لليوناميد وجود في دارفور.
هل هناك جيبوب لبعض الحركات المسلحة الآن بشمال دارفور؟
أبداً لا يوجد متمرد واحد في ولايتنا .
قطر لها نصيب كبير في سلام وتنمية دارفور الموقف الآن؟
قطر هي طبعاً الراعي الأساسي لاتفاقية الدوحة لسلام دار فور، ولديها التزامات للسلطة الاقليمية السابقة والتزامات بعملية الإعمار، ويتابعها الآن صندوق إعمار دارفور والقطريين يليهم أنشاء القرى النموذجية، ففي شمال دارفور قاموا بإنشاء قرية واحدة بمنطقة تابت بتكلفة 7 مليون دولار، والآن عندهم قريتين نموذجيتين في منطقتي صياح وساني كرو في محلية كلمندو، ومتوقع بدء العمل فيها خلال الفترة القريبة المقبلة.