ربع مقال

“البشير” و”السيسي”.. شيء من التفاؤل!!

خالد حسن لقمان

.. كما هو معلن فإنه من المقدر أن يلتقي (اليوم) في القاهرة.. الرئيس “عمر البشير” نظيره المصري “عبد الفتاح السيسي”.. ونظراً للفجائية التي أعلن بها اللقاء فإنه من المستبعد أن يكون قد ضرب وحدد مسبقاً في نهاية لقاء الرئيسين الأخير بأديس أبابا.. والذي تمخضت عنه الآلية الرباعية (وزيري الخارجية ومديري جهازي المخابرات والأمن) لمتابعة توجيهات الرئيسين.. لهذا فمن المرجح أن يكون هذا التوقيت قد ربط بلحظة فراغ هذه الآلية من بحث ومعالجة ملفات الخلافات بين الطرفين ومن ثم إعلانها الانتهاء من مهمتها الثنائية الشكل والرباعية الدفع.. وهو التقدير الأقرب للصواب هنا.. وهذا يعني أن “البشير” و”السيسي” سيجلسان (اليوم) ليستمعان معاً لعضوية هذه الآلية ومقترحاتها وحلولها.. وبالفعل فقد رشح مقترح إدارة مثلث حلايب للإعلام.. وسواءً تم ذلك من غير تدبير متفق عليه أو عبر تسريب مقصود من الجانبين ليكون بالون اختبارهما لوجهات النظر بين القبول والرفض من فعالياتهما الرسمية والشعبية.. فإنه قد ترك أثره بالفعل وجعل الجميع مهيئين لنتائج حاسمة تغلق جميع الملفات وعلى رأسها قضية حلايب.. وبالطبع فإن شيئاً كهذا لا يمكن وضعه إلا في إطار التفاؤل المفرط بنواياه الطيبة.. ولكن ما يمكن انتظاره بموضوعيات حقيقية ومعطيات منطقية.. هو إعادة حلايب من جديد إلى قالبها ووضعها في الثلاجة عبر إجازة مقترح إدارة مشتركة لفترة متفق عليها (ربما تحت منضدة المتفاوضين).. والاتجاه فوراً لفتح باب التعاون الاقتصادي عبر مشروعات حقيقية مع ترك التنسيق حول سد النهضة للجنة المشتركة دونما تقاطعات واضحة إلا من إعلان تطابق وجهات النظر في عموميات الموقف المشترك والمعلن مسبقاً.. وبالطبع ستكون هذه النتائج وبالرغم من عدم بلوغها لمستوى الطموحات.. مقبولة ارتهاناً على واقع التعاون الجديد الذي لا بد وأن يحتاج لجهود إعلامية مشتركة كثيفة وذكية للمضي به وبسلام نحو أهدافه ومراميه.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية