لم تكن معركة الميل أربعين التي دخلت فيها القوات المسلحة وقوات الدفاع الشعبي في اشتباكات مع قوات الحركة الشعبية في جنوب السودان في مثل هذه الأيام من العام 1997، معركة عادية، فقد استحقت بجدارة أن تسجل في سفر البطولات وفرقة من الانتحاريين بقيادة “علي عبد الفتاح” وضباط أفذاذ قاموا بتعطيل هجوم مباغت للجيش الشعبي على عاصمة الجنوب جوبا.
شهداء سطروا أسماءهم في تلك المعركة الفاصلة التي منعت تمدد قوات الراحل “جون قرنق” وهم يحاولون أن يضعوا اللمسات الأخيرة للاستيلاء على الاستوائية وعاصمتها جوبا، لكن تكسرت تلك القوات أمام عنفوان المجاهدين الذين قرروا أن لا يكون للعدو موطئ قدم، وهم على الثغور، فكان لهم، ذهب شهداء من أجل الوطن وكتب لهم التاريخ صفحات من نور.
شدتني الذكرى التي تتجدد كل عام، والحرب قد انتهت إلا أن منسقية الدفاع الشعبي تأبى إلا أن تعيد صفحات النصر والإنجاز التي حققها نفر وهبوا حياتهم فداً للوطن، سعدت وأنا أتلقى دعوة رقيقة لنعيش ساعات من تلك الإنجازات في احتفال رمزي غداً (الإثنين) أبت منسقية الدفاع الشعبي إلا أن يكون حاضراً لتأكيد معاني الجهاد والوفاء للشهداء الذين نذروا حياتهم من أجل الآخرين، دعوة لاجترار ذكرى النصر للميل (40) في عامها الـ(21)، ومن حسن ما اختارت المنسقية أن الاحتفال يجئ مع جيل الغد طلاب جامعة أم درمان الإسلامية الذي سجل نفر منهم في هذه الذكرى برئاسة الجامعة بالفتيحاب.
ويحمد لقوات الدفاع الشعبي أنها لم تذهب إلى حال سبيلها بانتهاء مواسم القتال والاقتتال بل أسست لمرحلة جديدة من تهيئة النفوس، والانتقال إلى مرحلة البناء وإعداد النفس طاعة لله.
برامج عدة ذهب الدفاع الشعبي في طريقها للتأكيد على معاني أنها رهن حاجة الوطن أن أرادهم مجاهدين، فهم حاضرون وإن أرادهم معلمين فهم حاضرون أيضاً.
التحية في مثل هذا اليوم لكل المجاهدين على امتداد الوطن والذين لو لا هم لرفعت راية العلمانية، وسقط الوطن في وحل الأعداء وجاءت الحركة الشعبية على أعتاب الوطن تقتل وتعزل، التحية لوزير الدفاع سعادة الفريق أول “عوض بن عوف” وللمنسق العام لقوات الدفاع الشعبي والذين سيكون في عرس الذكرى حضوراً، التحية الخاصة لقوات الدفاع الشعبي التي كانت لنا معهم صولات وجولات وهم يشاركون الناس الأفراح والأعياد ونحن بينهم لتأكيد معاني عشق الوطن..
الله المستعان.