ربع مقال

الحركة الإسلامية.. الصلاة بعد التداول والنقاش!!

خالد حسن لقمان

رمت بي الأقدار هكذا صدفة لأكون حضوراً مساء (الأربعاء) الماضي في مجلس أمناء (هيئة) (دعوية) (إسلامية) بقاعة الشهيد الزبير بالخرطوم.. توقعت أن أشاهد شيئاً من الماضي الجميل للحركة الإسلامية اعتباراً وكما علمت لحضور الأسماء الكبيرة المنتسبة لهذه الهيئة التي تعدّ وجوهاً تاريخية للحركة التي بدأت مشوارها منتصف الستينيات من القرن الماضي بقيادة الراحل الشيخ الدكتور “حسن الترابي” عقب عودته الأنيقة من الخارج حاملاً شهاداته العليا في القانون الدستوري.
جلست كغيري أستمع لكلمات المنصة التي غاب عنها وباعتذار مفاجئ النائب الأول لرئيس الجمهورية، وقد أعلن كبير القوم عن وجود وزير الدعوة والأوقاف مستعرضاً أجندة الاجتماع الذي بدأ عقب صلاة المغرب مباشرة.. وقد هالني أن يعلن المتحدث الذي هو أحد القيادات التاريخية للحركة ورئيس مجلس أمناء هذه الهيئة عن عدم تخصيص وقت لصلاة العشاء قائلاً إن الجميع سيصلون معاً بعد نهاية النقاش والتداول، مؤكداً وبنصف ابتسامة أن أمامه شيخين مفتيين يؤكدان صحة تأجيل الصلاة.. وبالفعل وبعد عشر دقائق من هذا حان موعد صلاة العشاء فواصلت هذه (الهيئة) (الدعوية) (الإسلامية) اجتماعها.. عندها علمت بأن القوم وبقائدهم (الشيخ) بالفعل جادون في تجاوز موعد الصلاة، وقد تَرَكُوا مسجد قاعة الشهيد الزبير خالياً في حين بدأت المساجد الأخرى في الصلاة.. عندها التمست طريقي للخارج وذهبت لمسجد القوات المسلحة لأسمع إمام المسجد يتلو قوله تعالى: (وَلاَ تَشْتَرُواْ بِعَهْدِ اللّهِ ثَمَنًا قَلِيلاً إِنَّمَا عِندَ اللّهِ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ).. نعم لهذا انهارت الحركة الإسلامية.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية