(1)
السيفُ أصدقُ إنباءً من الكٌتبِ
في حدهِ الحدُّ بينَ الجدِّ واللَّعبِ
بيضُ الصفائحِ لا سودُ الصحائفِ
في مُتُونِهنَّ جلاءُ الشَّك والريبِ
والعلمُ في شُهُبِ الأرماحِ لامِعةً
بين الخميسين لا في السبعة الشهبِ
عجائباً زعموا الأيام مجفلةً
عنهن في صفر الأصفار أو رجبِ
وخوفوا الناس من دهياء مظلمةٍ
إذا بدا الكوكب الغربي ذو الذنبِ
وصيروا الأبرج العُليا مُرتبةً
ما كان منقلباً أو غير مُنقلبِ
يقضون بالأمر عنها وهي غافلة
ما دار في فلك منها وفي قُطُب
لو بينت قطّ أمراً قبل موقعه
لم تُخف ما حلَّ بالأوثان والصلُبِ
الحقيقة أن “أبا تمام” (بستف) المنجمين في هذه القصيدة وقصف جبهاتهم.
(2)
قال أمير الشعراء:
أتراها تناست اسمي لمّا
كثُرت في غرامِها الأَسماءُ
إن رأَتني تميلُ عَنّي كأَن لم
تكُ بيني وبينها أَشياءُ
نَظرةٌ فابتسامةٌ فسلامٌ
فكلامٌ فموعدٌ فَلقاءُ
فَفِراقٌ يكونُ فيه دواءُ
أو فراقٌ يكونُ منهُ الداءُ
يومَ كُنا ولا تسل كيف كُنا
من الهوى ما نشاءُ
وعلينا من العفاف رقيبٌ
تعِبت في مِراسِهِ الأهواءُ
جاذبتني ثوبي العصِيَّ وقالت
أنتمُ الناسُ أَيُّها الشُعراءُ
فاتقوا الله في قلوبِ العذارى
فالعذارى قُلوبُهُنَّ هواءُ
(3)
وأَهجركم فيهجرني رُقادي
ويُضويني الظلامُ أَسى وكربا
وأذكركم برؤيةِ كلِّ حُسنٍ
فيصبو ناظري والقلب أصبى
وأشكو من عذابي في هواكم
وأجزيكم عن التعذيبِ حُبّا
وأعلمُ أَن دَأبكُمُ جفائي
فما بالي جعلتُ الحبَّ دأبا
(سؤال حلال)