حوارات

المهندس “الصافي جعفر” في حوار الصراحة مع الـ(المجهر)

· مشروع سندس الزراعي أغرب تكليف واجهته في حياتي
* طلبت إعفائي من سندس ففوجئت بتعييني في مجلس الذكر والذاكرين
* أناشد الملاك و”السر الكريل” وإدارة سندس أن يجتمعوا ليصلوا إلى كلمة سواء
* الطلاب الدواعش ما قادرين يفهموا أنهم قد يكونوا موجهين من جهات استخباراتية

شخصيته ارتبطت بإثارة الجدل درس الهندسة وعمل مستشاراً لبنك التضامن الإسلامي وشارك في ثورة أكتوبر1964م، ولكنه اشتهر –كذلك – بكتابة الشعر واختيار الأسماء القرآنية، والاتجاه إلى الفكر الديني. أبدى رأيه بوضوح في انتماء الطلاب لداعش، وقال رغم أنهم تعرضوا للظلم واختلال العدالة في الغرب، إلا أنهم صادقون في انتمائهم وجهادهم، لأن الموت محك للصدق، تقلد منصب العضو المنتدب لشركة تنمية شرق جبل أولياء (سندس)، منذ تسعينيات القرن الماضي، ثم ترك العمل التنفيذي ليعمل حالياً مستشاراً، وبعد أن ظل عضو مجلس إدارة لمشروع سندس لأكثر من سبع سنوات، المهندس “الصافي جعفر”، جلست إليه (المجهر)، واستنطقته في حوار تناول العديد من القضايا، التي تبدأ بالفكرية ولا تنتهي بالزراعية.
فإلى مضابط الحوار:-
حوار – وليد النور
{ ينظر إليك الكثيرون كشخصية مثيرة للجدل، فأنت – مثلاً – درست الهندسة ولكن اهتماماتك، تمحورت حول المسائل الثقافية والدينية؟
انتمائي للحراك الإسلامي بدأ في أوائل الستينيات من القرن الماضي، ومن السنة الثالثة وسطى التزمت مع الاتجاه الإسلامي، لذلك فإن الشخص يكون معرضاً – طالما أنه رفع راية مثل هذه – للأخذ والعطاء، السلبي والإيجابي، أنا ما بفتكر أن هنالك غرابة أن الشخص يشغل الناس ببعض نشاطاته، خاصة أنني شاركت في أشياء كثيرة، ومردها أن من دراساته علمية ورياضية تكون لديه اهتمامات أدبية وشعرية. وهذه من الأشياء التي تثير الجدل، وإن كنت اعتقد أن الإنسان لا يمكن أن يؤطر في إطار واحد، خاصة نحن كجيل، نظام التعليم في عهدنا كان شاملاً يعني أنت تقرأ علوم أدبية وعلمية حتى الصف الرابع في الفترة الأولى، وبعد ذلك تدرس العلوم التي لا علاقة لها بالمستقبل، هذه هيأت جيلنا ليكون متعدد الاهتمامات، وأنا لست المهندس الوحيد الذي لديه اهتمامات أدبية، فهناك مهنيون كثر من هذا الجيل لديهم مثل هذه الاهتمامات.
{ من الذي جندك للحركة الإسلامية؟
في السنة الرابعة بالمدرسة الوسطى كان هنالك أستاذ اسمه “عكاشة” من سكان الجريف درس في مصر في دار العلوم، وجاء يحمل فكر الإخوان. واتذكر أنه كان يحمل معه رسائل البنا وقام بتوزيع هذه الرسائل بين التلاميذ فاستجبنا له، لأنني من خلفية كانت تحمل هم الدعوة والتعليم وأهلي اسمهم الحجراب كانوا حفاظاً للقرآن ومعلمين، وهنالك خلفية دعوة في تراث أسرتي، وأيضاً والدي ينتمي للأستاذ “العجيمي”. وفي الثلاثينيات هو كان رجلاً مهماً ومهتماً بأمر الإسلام هذه الخلفية جعلتني انسجم مع أطروحات الإسلاميين من غير تردد.
{أين كنت عندما قامت ثورة أكتوبر؟
أنا درست في المعهد الفني جامعة السودان حالياً، أربع سنوات، ودخلت سنة 1963م، وثورة أكتوبر قامت 1964م. حينها كنت شخصية معروفة في المعهد الفني، وعملت قصيدة اسمها ملحمة الدبة، وهذا جزء من ديوان اسمه أنفاس العشية، وكنت من قيادات أكتوبر.
{ ثورة أكتوبر أحاط بها لغط كثير، فاليساريون ادعوا أنها ثورتهم، والإسلاميون قالوا إن شيخ “حسن الترابي” هو الذي أشعلها من ندوة بالميدان الشرقي بشأن مشكلة الجنوب. ما حقيقة الأمر؟
كل حزب بما لديهم فرحون، للحقيقة والتاريخ، فإن الذي حركها حقيقة هو الشعب، لأنه أراد أن يعبر تعبيراً عفوياً والكيانات الكانت موجودة شاركت بقدر ما، لكن الإسلاميين أنا شاهد على مشاركتهم، والندوة بتاعت الجنوب تخاذل عنها الكثيرون، وقام بها الإسلاميون وكانت هي رأس الرمح، وعندما ضُرب “القرشي” داخل الجامعة، أنا كنت شاهداً على ذلك، وحملنا الجثمان من أمام مستشفى الخرطوم، وذهبنا إلى موقف (القراصة) بالنيل الأبيض، وليس السوق العربي ومن هنالك تحرك الجثمان وانتفض الجميع.
{ القرشي يقال إن الطلقة التي أصابته طائشة، ولم يكن من المتظاهرين. هل هذا صحيح؟
نعم.. في واحدة من الروايات، لكن عندما وقع الحدث الناس استفادت منه وتحركت.
{ أين كنت في العام 1969م؟
أنا كنت موظفاً مراقباً، لأن “نميري” مارس معنا الرقابة أو الاعتقال، لا أريد الحديث عن تلك المرحلة، لكن ترددت كثيراً على سجن كوبر.
{ هل شاركت فيما عرف في خطاب مايو، باسم الغزو الليبي والمرتزقة عام 1976م؟
نعم، كنت من ضمن عضوية الإسلاميين الموجودة، نتربص بالنظام، والنظام يتربص بنا، إلى أن جاءت سنة 1978م وبدأت المصالحة، وجدنا حظنا لأول مرة في البعثات الدراسية، لأنني تخرجت 1967م وبعد عشر سنوات سمح لنا بالذهاب للدراسات العليا، وذهبت إلى بريطانيا وحضرت الماجستير في علم المياه، وكانت فترة مليئة بالنشاط، لأنني كنت رئيس اتحاد الطلاب السودانيين بالمملكة المتحدة وايرلندا، ومعي في ذلك الزمان “عبد الرحيم محمد حسين”، وكان مبعوثاً من العسكر، و”غازي صلاح الدين” و”مصطفى عثمان” و”بكري”، و”زيدان”، وخلق كثيرون تعج بهم بريطانيا، والحكومة كانت سخية في الابتعاث. فالاتحاد كان كياناً هاماً ورقماً من أرقام السياسة في السودان، لذلك عندما جاءت المصالحة نشأت علاقات بيننا والسيد “الصادق المهدي” و”الشريف الهندي”، فقد عاصرناهم في تلك الفترة، وبعد انتهائي من دورتي في الاتحاد عملت في جمعية الطلبة المسلمين، وهذه أتاحت لي فرصة الإطلالة على الفكر الإسلامي المعاصر من كل الاتجاهات، الشيعة والسُنة والتصوف وغيرها، وهذا وسع من أفقنا في تناولنا للأشياء العامة، بعد ذلك انتهت أيام الدراسة، وجئنا إلى السودان، وشاركنا في الحياة العامة، وأنا رجعت موظفاً في بنك التضامن الإسلامي وبعده انتقلت إلى سندس.
{ أين كنت فترة الديمقراطية الثالثة؟
كنا نعمل في النشاط العام. وأسسنا مع إخواننا الباقين الجبهة الإسلامية، وقدمنا أطروحات كثيرة، وكنا نهيئ أنفسنا لتكون لدينا أغلبية برلمانية ونحكم السودان.
{ لكن استعجلتم بالانقلاب على الديمقراطية؟
آخرون يقولون ذلك بأننا تعجلنا ولو انتظرنا لمضينا في ذلك السبيل، لكن هنالك أسباباً، منها أن هنالك جهات أخرى تريد أن تختطف السودان.
{ وبعد انقلاب 1989؟
أنا كنت في بنك التضامن الإسلامي مساعد المدير العام للشؤون الهندسية، وجاءت الإنقاذ وعملت اختيارات للناس وأوكلت لي مهمة مشروع سندس الزراعي، وأغرب تكليف في حياتي، مشروع اسمه غير معروف ولا مساحته محددة، وقالوا امشوا (خدروا) جنوب الخرطوم ولا توجد إمكانيات، لأنه في ذلك الزمان لم يخرج البترول، وأنا طلبوني كخبير وقالوا لي اذهب وأعمل، فسندس بدأ من الصفر، اسمه والابتكارات التي أدخلناها وأهمها السكن البستاني، نحن وفرنا للناس مزرعة فيها سكن (1000) وعملنا على الخارطة منطقة سياحية وتجارية ومنطقة صناعية، مدينة سكنية، هذا شيء كان غير مألوف للناس حتى أن أناساً كثيرين قالوا أنتم تحلموا، وهذا خيال حتى أننا أدخلنا أسماء جديدة مثل الكوثر شرق وغرب، وأسماء جديدة على المنطقة.
{ اسميتموها بأسماء الجنان، ولكن؟
طبعاً وأغلبها أسماء قرآنية وبعد ذلك قدر الله أنه بعد معاناة شديدة – وأنا دائماً أقول لأن سندس قام بعد صبر ومصابرة ومباصرة، وفي الآخر (تروبمان) لم نستطع إنشاءها إلا بعد جاء البترول، والصينيون بعد توجيه من “الزبير” وافقوا على تمويل الطلمبات، وهذا كان أكبر تحدٍ، والحمد لله من 2005 المشروع كله امتلأ بالماء. وأنا اذكر حقيقة، أخذت السيد “علي عثمان محمد طه” وكان النائب الأول لرئيس الجمهورية، ومشرف على المشروع ومعه “عبد الرحمن الخضر” وملأت المشروع بالمياه، فحلقوا بطائرة على مستوى خفيض، وسلمتهم المشروع ملآن بالماء، وفي اجتماع مشهور أنا قلت لهم آن الأوان لأن أترجل، والمرحلة القادمة مرحلة زراعة، وأنا لست زراعياً، لكنني وفرت المياه للمشروع، وأقمنا بيارة المياه في بحيرة الخزان لنضمن توفر المياه طوال السنة، وفي بحيرة الخزان عمدنا في قراءة سلوكيات النيل الأبيض لخمسين سنة للوراء. وأكاد أجزم أن هذا المشروع أصلاً لم يكن يعاني من شح في المياه، وهذا أهم عنصر لنجاح أي مشروع.
{ هنالك من يتحدثون عن أن الأراضي أخذت بنسبة من ملاكها؟
نحن عندما جئنا -أذكر تماماً – ومسحنا المشروع وجدنا أغلبه ملاكاً، فإذا أي سنتمتر مملوك أين سأشق القنوات؟ حسبنا المساحات التي يمكن أن تشغلها القنوات وخدمات الري. فتراوحت بين 40- 50 . فعقدنا اجتماعات وطرحنا على المواطنين، إذا أردتم المشروع لابد أن تتنازلوا عن جزء من أراضيكم لمصلحة المشروع، فوافقوا والموافقة مصورة لدى وعلى استعداد أعمل مرافعة أمام المواطنين والشعب السوداني كله، فإذا أنت لديك مائة فدان خالية من أي عمار، أنا عندما آخذ منها خمسين في المائة كأنها فرق تحسين، وتجدها في النهاية ازدهرت وأخرجت المياه، فتجد نفسك رابحاً، حتى هذه المشروعية عندما طرحناها لم نطرحها كنزع كامل، وقلنا نزع حيازة، وهي كانت لائحة جديدة هي موجودة، ولكن غير معمول بها وأنت تنزع لمدة ثلاثين عاماً وبعد ذلك تنشأ علاقة جديدة. وكان الموضوع على هذا الأساس والناس وجدوا أراضي لها قيمة، ولاحظ الفدان اليوم بكم؟ وقبل قيام المشروع بكم؟
{ تعني أنه لم يحدث نزع للأرض؟
ونحن لم نملك الآخرين في الأراضي المنزوعة، وملكناهم في أراض حكومية، وهذه كانت فلسفة قامت عليها جدوى المشروع، أن نبيع الأراضي الحكومية لإنشاء المشروع. وخرجت دراسة متكاملة أن هذه المسألة تجوز بالنسبة لسندس، بعد ذلك طلبت من مجلس الإدارة إعفائي، وحتى أتذكر عبارتي، قلت لهم لقد آن لهذا الفارس أن يترجل. ويمتطي دابة خلوصاً هادئة، يسير بها في العمل العام، وفوجئت بتعييني بمنصب الأمين العام للمجلس القومي للذكر والذاكرين، ولم أكن مخططاً لها، وأن كنت اشتركت مع “الترابي” في التهيئة لميلاد هذا المجلس، وأراد الله، جئت وبذلت ما في وسعي، وقضيت حوالي (6) سنوات من 2011 – 2017م.
{ اعترضت على تكوين حزب للصوفية لماذا؟
أنا الحقيقة واجهتهم وقلت لهم أنتم لو عملتوا حزب ستدخلوا في الصراع السياسي، ويذهب ريحكم وأفضل لكم أن تنبثوا كأدوات ضغط داخل الأحزاب مرة مع المعارضة ومرة مع الإنقاذ، تحفظوا مكانتكم التاريخية وما يزال هذا رأيي.
{ وبمناسبة، التوجهات السياسية نحو الأحزاب، كيف تنظر لاتجاه الطلاب السودانيين، مؤخراً، نحو داعش، بدلاً من الحركة الإسلامية التقليدية، كما برز ذلك في جامعة حميدة، مثلاً.
حقيقة ظاهرة داعش ظاهرة عالمية وليست مربوطة بالسودان، وتفسيري لها أن هنالك اضطهاداً وظلماً واقعاً على المسلمين، وهؤلاء الشباب أغلبهم تربوا في مناخ الحرية أمريكا وبريطانيا، والجهر بالقول، وشعروا بأن المعيار مرتبك، يعني دولة مثل إسرائيل لا تصنف بأنها إرهابية، ويصنف طلاب حق مثل حماس بأنهم إرهابيون. فهم شعروا بأن هنالك خللاً. وهذه المسألة هزتهم من دواخلهم، فتنادوا على أن يسعوا لمقاومة هذا الظلم الحاصل، وردود الأفعال لا تخرج عملاً راشداً، فكانت ردود أفعال لظلم العالم لقضية الإسلام والمسلمين، أنا حقيقة ناقشتهم كثيراً، وافتكر لديهم خلط في بعض المفاهيم، لكن هذا لا ينفي أنهم صادقون، وأقول ذلك بجرأة، لأن الشخص لا يذهب إلى الموت. والموت محك للصدق، لكن الصدق ليس كفاية لإخراج رأي راشد، أنت قد تكون صادقاً ولكن ليس لديك معلومة، من ناحية هم جادون في أمرهم لكن ليست لديهم إحاطة بالمستوى المحلي والإقليمي والعالمي الذي يحيط بهم، وما قادرين يفهموا أنهم قد يكونوا موجهين من جهات استخباراتية فكونهم صدقوا فهذا لا ينفي عنهم الجهالة. لذلك حاكموا السودانيين على أساس أن السودان خال من الإسلام الحقيقي، وفي النهاية العالم كلوا تكالب عليهم. واستفاد الأمريكان برفع راية الإرهاب حتى يضربوا الإسلام، حتى في 11 سبتمبر كان واضح أن المعادلة هي ضرب الإسلام، لأن القانونيين الأمريكان محتارون في تعريف الإرهاب والشعرة بين الإرهاب والمطالبة بالحق ما هي، لذلك قصة داعش مختلف عليها.

{ماهو رأيك، كمستشار لمشروع سندس، بشأن ما يدور هذه الأيام من خلاف بين مواطني (25) قرية وإدارة المشروع بخصوص زراعة أعلاف (الرودس)؟
أطراف هذا النزاع كلهم موضع تقدير مني، إدارة المشروع والمواطنين الذين وقفوا مع المشروع، لأن عند قيامه في أيامه الأولى وافقوا على استقطاع جزء من أراضيهم لشق الترع، والمشروع مدين لهم بهذا، ولذلك فإن الخلاف الذي ظهر يجب أن تحكم فيه جهة محايدة (البحوث الزراعية والآفات)، للتأكد من أن هذه الأعلاف ليس لها خطر على البيئة وصحة المواطنين. لأنه ليس من أهداف المشروع إلحاق الضرر بالناس، وإنما هدفه خدمة المواطنين.
بيد أنني علمت من إدارة المشروع أنه تم التعاقد بينهم والملاك والمستثمرين وأنهم تحصلوا على موافقة الملاك، وأنني أناشد الطرفين خاصة أنهم راشدون، أن يجتمعوا ويصلوا إلى كلمة سواء. واخص بالمناشدة أخي الكريم “السر الكريل”. وإدارة المشروع على استعداد للاجتماع والمفاهمة..
{ العالم الآن والسودان يمر بظروف غلاء فاحش وسياسة مربكة؟
بالنسبة للسودان أنا افتكر أنه محارب ولم يعط فرصة لأخذ أنفاسه، ورغم ذلك الناس اجتهدوا لكن الغلاء هو غلاء عالمي، ونحن جزء من منظومة العالم ولكن لابد من ترتيب أوضاعنا، والاتجاه للإنتاج ونحن السودانيين نعترف بأننا في الإنتاج ليس كما يجب لأننا أمة رعوية. والراعي يبحث عن المرعى الجاهز ولا يزرع، لابد من تغيير هذه الثقافة وأن نكون أمة منتجة يعني ارتفاع الدولار حرب، مواجهتها ليس الإجراءات الأمنية فقط ولكن بالإنتاج.
{ لكن الإنتاج كيف مع الرسوم والجبايات التي تفرضها الولايات؟
هذا خطأ إداري، وصاح الناس به، وأنا تحدثت عن هذا في كتاب أدب المكاشفة ومعناها المناصحة، وقلت إن المسلمين لابد أن يتعلموا أدب المكاشفة، لأنه ورد في القرآن، والقرآن في أكثر من (25%) استهدف الصف المسلم حتى يرتقي بالأداء، فإذا ذهبت النصيحة بين الناس والمكاشفة ينتهي كل شيء، وأي أمة ليس فيها تدافع هي أمة ستنهار، وهذا شعار أنا رفعته داخل الحركة الإسلامية.

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية