شهادتي لله

(المجهر).. بعونكم صمدت !

حافظت (المجهر) بحمد لله وتوفيقه، على موقعها المتقدم بين الصُحُف السياسية (الثلاث) الأكثر توزيعاً في السودان، طبقاً لتقرير المجلس القومي للصحافة والمطبوعات عن العام 2017، المعلن أمس في مؤتمر صحفي مشهود، كما جرت العادة كل عام .
ورغم أعاصير الاقتصاد التي ضربت الصحافة السودانية مثلما ضربت قطاعات عديدة في البلاد، فضلاً عن ركود الساحة السياسية وضعف العمل الحزبي، وتزايد القيود والمحاذير القانونية والأمنية، وتكاثر الخطوط الحمراء في عملية النشر، فإن الصحافة الورقية ما تزال هي صاحبة التأثير الأكبر في اتجاهات القرار السياسي والاقتصادي، والمحرك الأول لأية تفاعلات في القضايا العامة بالمجتمع السوداني .
البعض يتحدث عن تنامي انتشار وسائل التواصل الاجتماعي وأثرها السالب على انتشار الصحف، وقد يكون ذلك صحيحاً بنسبة ما، ولكن نظرة واحدة على أي موقع إلكتروني أو صفحة على (فيس بوك) أو قروب على (الواتس آب) تكفي لإثبات أن المادة الأساسية (الجادة) بجميع تلك الوسائط مأخوذة عن الصُحُف، سواء كان خبراً.. أو حواراً.. أو تقريراً.. أو مقالاً، ما تبقى من مادة عبارة عن (ونسة) و(نكات) وشائعات.. وأحياناً أدعية الصباح والمساء .
أزمات كبيرة سياسية وأمنية واقتصادية كان للصحافة السودانية – دون غيرها – الدور الأساسي في تحليلها وتشريحها ومحاولة تقديم الحلول لمعالجتها .
عانت الصحافة في بلادنا من ضغط الاقتصاد بتوالي تصاعد قيمة النقد الأجنبي مقابل الجنيه السوداني، ما أدى لارتفاعات متلاحقة في أسعار الورق ومدخلات الطباعة، فاضطر الناشرون إلى رفع سعر النسخة عديد المرات خلال السنوات القليلة الماضية، رغم أن سعر طن الورق والأحبار لم يرتفع (عالمياً) طيلة الخمس سنوات الماضية !!
وفي ظل هذه الهجمة متعددة الأطراف على الصُحُف، ظلت الدولة تتفرج، وأحياناً تسعد بتراجع معدلات الطباعة والتوزيع، لأن بعض ضعاف البصر والبصيرة لا يريدون رأياً غير رأيهم في أي شأن عام، ولن يخرج رأي مختلف إلا عبر أعمدة الكُتاب.. قادة الرأي العام .
في ظل هذه الأوضاع غير المناسبة لازدهار صحافة، ظللنا نقبض على جمر القضية، نعبر الحواجز، ونقفز فوق المطبات، ليبقى للشعب صوت عبرنا، عندما غادر الساسة منصات التعبير عن الهم العام، واكتفوا بالتعبير عن قضاياهم الخاصة وطموحاتهم الشخصية في السُلطة والثروة.. حاكمين ومعارضين .
إسمحوا لي.. سادتي.. أن أحييكم أنتم أولاً – قراء (المجهر السياسي) – فرداً.. فرداً.. فمن دونكم ما كان يستمر المسير (ست) سنوات، ولا استقرت صحيفتكم في موقعها الصداري ثابتة بدعمكم.. تواجه الأنواء في بلد لا يستقر فيه حال .
أحيي بعدكم كتيبة (المجهر) من هيئة التحرير إلى الكُتاب والمحررين والعاملين بكل إدارات وأقسام الصحيفة .
والشكر للمطابع التي ساهمت في هذا الاستقرار.. ولشركة التوزيع (قماري).. وللمعلنين في صحيفتنا.. ونرجو أن تستفيد الجهات (الحكومية) من تقرير المجلس في إحكام عدالة توزيع الإعلان الحكومي وفق معايير الانتشار لا غيرها .
التحية للمحبين لنا أينما كانوا.. المناصرين لخطنا.. الداعين لنا بالخير بظهر الغيب.. دعواتكم تصلنا كل ساعة.. حفظاً من عند الله .
لكم جميعاً التحيات مطراً.. والتجلات زهراً والحمد لله رب العالمين .

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية