جرس انذار

هل يحدث موقف درامي بين “نافع” و”قوش”؟

عادل عبده

الدراما في الإخراج السينمائي تختلف عن حالة الدراما التي تعبر عن شكل العلاقة الثنائية بين شخصين في المعترك السياسي.. في الحالة الأولى يوجد انعكاس عن مشاهد درامية طويلة أمام المراقب العادي، أما في حالة “نافع” و”قوش” فهنالك مواقف تجسد شحنات من الغبار الكثيف بين الاثنين على الطاولة موجودة في خيال من يشيع ذلك انطلاقاً من إيقاعات ظرفية ماثلة للعيان، بينما حسابات الواقع ما زالت في انتظار المشهد الملحمي، فالخلاف والتعارك في القاموس السياسي مسألة طبيعية قد تعكس مضامين صحية، حيث لا يوجد في التكاليف العامة تطابق وجهات النظر، وبالقدر نفسه لا توجد قدسية تمنع التباعد في عالم السياسة المتشابك.
عودة “صلاح قوش” على دفة قيادة جهاز الأمن والمخابرات جاءت في صورة دراماتيكية لم تكن في الحسبان، فهنالك من يقول إن الرجل يحوز على تفويض للقيام بإجراءات نافذة ومعالجات إسعافية في الساحة، علاوة على ذلك فإن مجالس السودانيين تتهامس الآن في وتيرة تعلو وتهبط حول إمكانية قيام “قوش” بدور مؤثر في موضوع ترشيح “البشير” في انتخابات 2020، حيث يراهن البعض على موالاته إلى جانب “البشير” في معركته مع الذين لهم وجهات نظر مغايرة في ترشحه دفة الحكم في الانتخابات الرئاسية القادمة، في حين أن الظاهر على السطح يتمثل في قيام الرجل بخطوات مرتبطة بقضية الدولار وجريانه الملتهب، علاوة على قيامه بالإصلاحات الهيكلية في جهازه الحساس، يضاف إلى ذلك دوره في القضاء على التجاوزات في بعض قطاعات الدولة.
هنالك تصنيف شائع حول موقف “نافع” من ترشح “البشير” للرئاسة المقبلة يشير إلى وقوفه مع التيار الذي يضع فيتو على تمديد الرئاسة للرئيس.. ومن هنا يظهر الخيال الخصب الموجود في الشارع العام والمنتديات حول إمكانية قيام احتكاك على الطاولة بين “قوش و”نافع” انطلاقاً من خصومة الأول للحرس القديم ومناصرته لـ”البشير”.. ومن الواضح أن هذه مواجهة أصبحت مرسومة في التوقعات أكثر من وجود معطيات حقيقية وحسية على قيامها، يضاف إلى ذلك موقف “نافع” الإيجابي من “قوش” عندما وصفه بأنه صاحب همة ورأي غير أن الاستنتاجات تراهن إلى وقوع الموقف الدرامي بين الرجلين سيما وأن “نافع” مصنف بأنه رأس الحربة في مراكز القوى على الجبهة الثانية في باحة الوطني، فالصراع بين القيادات في التوليفة الإنقاذية ليس شيئاً جديداً ولا مفاجئاً، فهنالك شواهد دالة على ذلكم مثل صراع الرئيس و”الترابي”، وتنافس “طه” و”نافع”، وتقاطعات “غندور” و”الجاز”، فالشاهد أن هذه النقلة الحامية موجودة في دفتر الأيديولوجية الإخوانية.. وفي الجانب الآخر ربما تكون زيارة الدكتور “فيصل حسن إبراهيم” نائب رئيس المؤتمر الوطني، إلى شيخ “علي عثمان” ودكتور “نافع” محطة مهمة في معالجة إشكاليات الوطني، مهما يكن فإن تصادم “نافع” و”قوش” موجود في خيال المراقبين السياسيين والمنتديات العامة، وقد تنقشع هذه الاستنتاجات على الواقع وقد لا تحدث على الطبيعة، وأمامنا ما قاله اللواء م.”حسب الله عمر” المقرب من “قوش”، حيث ذكر أن الرجل سيكون مهموماً إلى حد كبير بالإصلاحات الجذرية والإستراتيجية الموجودة في ملفه الجديد.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية