بكل الوضوح

رحيل الرجل الدهب

عامر باشاب

{ فجر الأمس ودون مقدمات للرحيل ومن غير تلويحات وداع خطف الموت من بيننا أنقى وأرقى نجوم ورموز الوسط الرياضي الصحفي القدير الناقد والمحلل الرياضي رئيس القسم الرياضي بالزميلة (أخبار اليوم) الأستاذ الرائع “صلاح دهب”.
{ “صلاح دهب” للذين لا يعرفونه من صفوة الصحفيين النادرين الذين تحلوا بمكارم الأخلاق الإنسانية والمهنية.
{ ظل طيلة حياته يمثل الانعكاس الصادق لمعاني اسمه
(صلاح دهب) فمن أول تعاملك معه تكتشف بأنك أمام شخص يملك دواخل غنية بمعدن الدهب (معدنه دهب) تتجلى وتتلى عبره علامات الصلاح والتقوى والدين المعاملة لا ترى ولا تسمع منه ولا عنه إلا كل طيب ..
{ منذ أن عرفته في حوش (الدار) و(أخبار اليوم) وأنا في سنة أولى تدريب وجدته عاشقاً لصاحبة الجلالة يفتح قلبه ومكتبه للجميع ويملأ قلمه بحبر الجدية والمسؤولية يتحري الصدق ويقف مع الحق لا يهاتر ولا يشاتر ويحرص على التجويد والتجديد ولذك ظلت صفحاته ذات قيمة مضافة متميزة ومنوعة بالمواد الرياضية والفنية والأدبية والاجتماعية حتى السياسة كان يتناولها بصورة مهضومة .
{ ورغم أننا لم نخضع للتدريب المباشر تحت يديه الخضراء ولكن تعلمنا منه الكثير من القيم مثل الصدق في الكتابة والالتزام بالموضوعية وحُب المهنة والتعلق بها والارتباط الروحي والوجداني بالمؤسسة الصحفية ثم التفاني والإخلاص والجدية والهمة في العمل.
{ “صلاح دهب” كان واحداً من الكبار الذين يحرصون على دعم الأسماء والأقلام الصحفية التي تتلمس خطى التميز في كل ضروب العمل الصحفي يقدم لهم النصح والإرشاد والتوجيه يجاهر بالتشجيع ويساند بالملاحظات والتعليقات المفيدة دائماً ما يؤكد لك بأنه متابع ومراقب من الدرجة الأولى ويقنعك بأنه قارئ جيد لما بين السطور.
{ أنا شخصياً ظللت أجد منه كل أنواع الدعم والتشجيع والتوجيه المهني منذ أن عرفته وحتى اللحظات الأخيرة من حياته وظللت أسعد بتعليقاته وملاحظاته وآرائه وآخر مرة قابلته فيها قبل يومين من رحيله المفاجئ كان يناقشني بكل الحُب حول آخر ما تناولت في زاويتي (بكل الوضوح).
{ الحديث عن الرجل الدهب “صلاح دهب” كثيراً وعميقاً ويحتاج لمساحات كبيرة بحجم تجربته وعطائه.
{ وضوح أخير:
{ حقاً الفقد عظيم والمصيبة كبيرة لكنها مشيئة الله وليس أمامنا إلا التسليم والرضى بما أراد الله.. ولا اعتراض على حكم الله.
{ ونسأله العلي القدير أن يجعل الجنة متقلب الرجل الدهب “صلاح دهب” ومثواه وأن يصبر زوجته المكلومة زميلتنا “أم وضاح” ويصبر أبناءه وبناته وأخوانه وأخواته وكل أفراد أسرته الصغيرة والكبيرة على هذا الفقد الجلل..
{ إنا لله وإنا إليه راجعون ولا حول وقوة إلا بالله.
{ “صلاح دهب” ذهب إلى ربه راضياً مرضياً بحُسن الخاتمة.

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية