أخبار

“البشير” في جبرة

من التقاليد المراسمية التي يحرص عليها بعض المسؤولين أن يدخلوا الولايات من عواصمها ولا نقول أبوابها.. وتبدأ زيارات الرئيس بعواصم الولايات وتنتهي بالمحليات، إلا أن زيارة الرئيس “عمر البشير” اليوم لولاية شمال كردفان تختلف عن الزيارات السابقة، حيث يبدأ “البشير” جولة تمتد لثلاثة أيام من حدود ولايتي الخرطوم وشمال كردفان عند مشروع “نادك” السعودي الواقع (40) كلم من محلية أمبدة وهو استثمار سعودي لزراعة الأعلاف والتمور والقمح، واستفادت شمال كردفان من الخدمات الاجتماعية التي تقدمها الشركة السعودية بتوظيفها في تشييد (40) كلم من طريق الصادرات (الأبيض- جبرة الشيخ- أم درمان)، وفي محلية جبرة الشيخ التي تعدّ أكبر محلية في السودان من حيث المساحة يحصد الرئيس سنبلات القمح بمشروعات غرب أم درمان التي تمثل تعويضاً للسودان عن مشروع الجزيرة الذي فشلت كل محاولات إحيائه، وتعرضت تربته للإهلاك الشديد.. ومشروعات غرب أم درمان يعود الفضل للدكتور “المتعافي” الذي اكتشفها من خلال مشروع نموذجي لزراعة البرسيم.
في محلية جبرة الشيخ يحصد الرئيس أيضاً ثمرة يداه بافتتاح القطاع الثاني من طريق الصادرات بطول (100) كلم ما بين رهيد النوبة وجبرة الشيخ.. وبذلك تبقى فقط نحو (90) كلم من الطريق ينتظر اكتمالها قبل حلول الخريف القادم في يوليو 2018م، ويعدّ طريق (أم درمان- جبرة الشيخ– الأبيض) شرياناً اقتصادياً مهماً.. وهو أكبر إنجاز لحكومة الإنقاذ في كردفان.. وقلادة شرف في عنق الرئيس “البشير” شخصياً، الذي وقف مسانداً وداعماً للطريق، وأسند أمر إنشائه لشركة “زادنا” الوطنية التابعة للقوات المسلحة، وقد أثبتت هذه الشركة أنها قادرة على فعل الكثير، وبوجودها وشركة الجنيد.. وشركات أخرى للقطاع الخاص بات وجود الشركات الأجنبية في السودان لتشييد الطرق والجسور غير مبرر.
وفي ذات المحلية يفتتح الرئيس مشروع تحسين سلالات الضأن الذي أطلق عليه مشروع (حملان) وهو ثمرة لشراكة بين حكومة شمال كردفان وشركة زادنا بكلفة كلية تقدر بمبلغ (600) مليون جنيه، وفي ذات المحلية وبمنطقة الحجاب يزور “البشير” مجمع خلاوي الشيخ “عبد الوهاب الكباشي” بمنطقة الحجاب التي عادت إليها الحياة شأنها وقرى رهيد النوبة.. والشقيف.. والصويقع.. وأم قرفة.. وعشرات المناطق التي كادت أن تصبح مناطق مهجورة بسبب غياب الرؤى التخطيطية.. والمنطقة الصحراوية الممتدة من غرب أم درمان وحتى دولتي ليبيا وتشاد ظلت منسية ومهملة.. وتشكل السلطة غياباً كاملاً عنها، لذلك استغلها “محمد نور سعد” عام 1976م بالتوغل من ليبيا حتى أم درمان طمعاً في إسقاط النظام المايوي، وهي ذات الثغرة التي نفذ من خلالها “خليل إبراهيم” في عمليته التي أطلق عليها الذراع الطويلة.. وحينما تلتفت الحكومة إلى مثل هذه المناطق فإنها تحصن نفسها.. وتحمي عاصمتها بالتنمية من طرق ومشروعات زراعية وغيرها.
وتعدّ جبرة الشيخ هي حاضرة الكبابيش وعاصمتهم التاريخية، عوضاً عن عاصمة أخرى هي سودري.. والكبابيش قبيلة تمثل واسطة المجتمع السوداني تجمع بين النيل والصحراء والوسط والغرب.. وفي جبرة الشيخ يتم افتتاح المسجد الكبير.. وتفقد المخطط الهيكلي لأهم مدينة ناشئة في شمال كردفان ومرشحة للتطور في مقبل الأيام بعد اكتمال الطريق الذي بات واقعاً بعد أن كان حلماً يراود أهل كردفان ودارفور معاً.. ولكن أهل كردفان ينتابهم الخوف من المستقبل وإرهاصات التغيير التي تحوم حول العاصمة الأبيض بذهاب الوالي “أحمد هارون” عن مديرية اللالوب في صيف المتغيرات الكبيرة.. كما يتخوفون من أن تتوقف مشروعات التنمية وتتحطم أحلامهم، وتعود شمال كردفان إلى ما كانت عليه قبل مجيء “هارون”.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية