رأي

إنه صمود سوريا في وجه المؤامرة!

رداً على (شهادتي لله)

الأستاذ “الهندي عز الدين” رئيس مجلس إدارة (المجهر السياسي)
لك التحية والسلام.. وبعد
يوم الاثنين الموافق 26/2/2018م، (المجهر السياسي) العدد (2046)، وفي عمودك (شهادتي لله) تناولت بالحديث الأحداث بسوريا ودعوت فيها على الرئيس المقاوم “بشار الأسد” متجاهلاً الحقائق على أرض الواقع والتي لم يعد يتجاهل حقيقتها إلا مكابر.. كيف لا بعد سبع سنوات من مؤامرة كبرى استهدفت سوريا بأيدٍ أجنبية ومحلية عميلة لا تريد لأمتنا العربية خيراً ولا استقراراً، لا سيما تلك الدول القليلة التي اختارت خندق مقاومة المشروعات الاستعمارية والصهيونية وظلت تحترم دولها وانتماءها وحقوقها في أن تكون دولاً حرة ومستقرة، تحترم إرادة أمتها وشعوبها وتتصدى لقضاياها المشروعة وتقف بوجه الاستهداف الأجنبي بمختلف أسمائه وأفعاله التي لم تنطلِ إلا على قلة من الدويلات المرتهنة للأجنبي والضالعة في مؤامراته التي تستهدف حرية الشعوب وثرواتها وإخضاعها للهيمنة الاستعمارية والصهيونية.
الأستاذ “الهندي”
جاء مقالك المذكور بعد سبع سنوات من الحرب على سوريا وكأنما قد كتب قبل سبع سنوات مع بداية الحرب متجاهلاً الحقائق التي تكشفت خلال هذه السنوات السبع، حيث أثبتت الأحداث أن ما جرى ويجري حتى الآن أبعد ما يكون تعبيراً عن ثورة شعب ضد نظامه، بل هو في حقيقته الناصعة تلاحم شعب وجيشه مع قائده وانحياز أصدقاء خلص إلى جانب سوريا المقاومة لدحر المؤامرة الكبرى.
أية ثورة شعب هذه التي تستهدف الشعب والوطن، وتتشارك فيها أدوات مشتراة من أكثر من ثمانين دولة، وتدخلات بمختلف الأشكال بالمال والسلاح والرجال من أساطين الإمبريالية العالمية وأدواتها الرجعية في المنطقة؟!
أية ثورة هذه التي ترمي مخططاتها إلى تقسيم الأوطان معيدة إلى الذاكرة اتفاق (سايكس بيكو) خدمة للمصالح الأمريكية الصهيونية في المنطقة؟!
أية ثورة هي التي تستهدف ثروات المنطقة الطبيعية من غاز وبترول ومواقع جغرافية؟! وكل ذلك أصبح مثبتاً بالوثائق.
الأستاذ الجليل “الهندي”
إن صفحات الممارسات المجرمة التي ارتكبتها الجماعات التكفيرية في سوريا من تدمير ممنهج للبنى التحتية للدولة ونهب للمصانع بعد تفكيكها وبيعها في تركيا، لا يتم بأيدٍ وطنية.
والتعامل الصريح والمكشوف من العدو الصهيوني أثناء الحرب من تسليح وعلاج لجرحى الجماعات الإرهابية إنما يكشف أبعاد المؤامرة وأهدافها المجرمة.
الأستاذ الجليل
إن كنت متابعاً حقاً لما جرى ويجري في سوريا لما سطرت ما كتبت، خاصة وقد تكشفت أبعاد المؤامرة بالوثائق والبراهين التي أوضحت أبعاد المخطط الإجرامي، ولما ارتكزت على أقوال “ترمب” خاصة بعد جريمته العظمى بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وطلبه من العراق عشرين موقعاً كقواعد عسكرية ومراكز نفوذ دائم لأمريكا في المنطقة، ووجوده العسكري في سوريا دون موافقة الدولة السورية، وجرائمه المتعددة ضد الجيش العربي السوري في الشمال السوري.. “ترمب” آخر من يحق له التحدث عن الجرائم المرتكبة ضد الإنسانية.
الأستاذ “الهندي”
أما حديثك عن أن النظام في سوريا بالاشتراك مع روسيا ضرب بقرار مجلس الأمن الأخير عرض الحائط، فالمغالطة هنا متعلقة بقرار مجلس الأمن بهدنة الشهر- الذي استثنى منه المنظمات المصنفة إرهابية ومنها “النصرة” و”داعش” ومن لف لفهما– فهي التي لم تلتزم بالقرار وواصلت الضرب، وهي التي تمنع سكان الغوطة من الخروج منها محتفظة بهم دروعاً بشرية، وهي التي تقصف كل من يتحرك نحو المخارج الآمنة من الغوطة.
ولم تسلم هذه المخارج من قصفها المتواصل منعاً للأطفال والنساء والشيوخ والجرحى والمرضى من الخروج، في وقت تقف فيه الحافلات وسيارات الإسعاف لنقلهم إلى حضن الوطن للحصول على الرعاية الآمنة، بل تواصل قصف تلك الجماعات المدفعي والصاروخي لأحياء دمشق المدنية ومشافيها ومدارسها.
الأستاذ “الهندي”
إن صمود سوريا في وجه المؤامرة يقف شاهداً على صوابية القرار الشجاع بالصمود والتصدي للمؤامرة – والمقارنة هنا بالرئيس مبارك” أو “زين العابدين بن علي” معدومة – ويكفي أن الدولة السورية بقيت صامدة دولة وشعباً، وظلت مؤسسات الدولة قائمة على رأس مسؤولياتها تجاه شعبها الأبي رغم اتساع دوائر المؤامرة التي تشهد الآن آخر حلقاتها السوداء.
أيها الأستاذ الجليل.. حديثك عن البعث وكيلك له السباب والاتهامات بتلك الصورة غير الموضوعية هو رأيك، نحترمه ولا نوافقك عليه، ولن يغير الرد عليه شيئاً من قناعاتك، ونقول لك فقط (صامد يا بعث صامد أنت في سوح النضال)، ويا جبل ما يهزك ريح.
لك التحايا والاحترام
التجاني مصطفى يس – الخرطوم
حزب البعث العربي الاشتراكي

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية