حوارات

المجهر تجرى أول حوار مع رجل الأعمال أمين بشير النفيدى

هاجرت إلى الولايات المتحدة الأمريكية لهذا السبب!

بدأ الوالد بشير النفيدى أعماله التجارية مع إخوانه في العام1934 ولكن !!
نحن سبعة أخوان والوالد حمل كل واحد منا مسؤولية محددة
هذا أول لقاء لى مع الشيخ حسن الترابي
لاعلاقة لي بالسياسة ولا الرياضة وأجبرت على الاستماع لهؤلاء الفنانين

حوار – صلاح حبيب
* تعد أسرة بشير النفيدي من الأسر العريقة بالسودان، واستطاعت أن تبنى نفسها بنفسها إلى أن أصبح هذا الاسم المشبع بالقيم والأخلاق الرفيعة، وحجزت لها مكاناً علياً في المجتمع السوداني، ورغم عراقة هذه الأسرة إلا أنها بعيدة عن الأضواء والإعلام، (المجهر) حاولت أن تدخل من الباب الرئيسي لهذه الأسرة عبر أحد أبناء النفيدي المخلصين المشبعين بالقيم والأخلاق الرفيعة والأدب الجم، حاولنا أن نتعرف على هذا الاسم الكبير فى عالم المال والأعمال، كيف بدأ الراحل بشير النفيدي حياته؟ وكيف بنى هذا الصرح العملاق؟ كما تناول الحوار سيرة الأستاذ محمد بشير النفيدي مولده ونشأته ودراساته، ومن هم أبناء بشير النفيدي؟ وكيف يقسم العمل بين الأبناء، وتناولنا دراساته بلندن، ومن هم زملاء الدراسة؟ وهل شغفته السياسة، ومتى التقى بالراحل حسن الترابي، هوايات ظل يمارسها؟ الفن والغناء في حياته؟ ولمن يستمع؟ هذا بالإضافة إلى العديد من الأسئلة، فنترك القاريء يطلع على الحلقة الأولى من حوارنا مع الأستاذ أمين النفيدي:
سألناه في بداية الحوار من هو أمين النفيدي مولد ونشأة ودراسة؟
– أمين بشير النفيدي ولدت بالنيل الأبيض في مدينة وتندلتي، جدي إبراهيم مالك كان مقيماً بها، وكنت متنقلاً ما بين الخرطوم وتندلتي بدأت المرحلة الأولية لمدة سنة واحدة مع جدي هناك، ومن ثم عدت إلى الخرطوم وواصلت دراستي بين الخرطوم شرق الأولية، والخرطوم الأميرية ثم الأهلية الثانوية، ومن ثم ذهبت في دراسة خارج السودان ببريطانيا جامعة كامبريدج، درست دبلوم إدارة أعمال، عدت إلى الخرطوم فى النصف الأخير من السبعينات في كمبيردج عاصرت قامات مثل البرفسور الطيب زين العابدين، والبروفسور إبراهيم أحمد عمر، وبروفسور محمد إبراهيم الطاهر وبروفسور أكولدا أستاذ القانون بجامعة الخرطوم، وفيصل عبد الرحمن على طه، وأستاذ النعيم من الجمهوريين، ودكتور أحمد البشرى، وهؤلاء جميعا كانوا في كمبريدج بالدراسات العليا.
* وأنت في أي المراحل؟
أنا كنت طالب أندر قراديويت، فأنا حضرتهم في مرحلة الدكتوراة وأذكر فى تلك الفترة كان قد زارنا الدكتور الترابي أكثر من مرة
* هل تذكر أول لقاء لك مع الترابي؟
أول لقاء لي مع الترابى كان فى لندن بعد إطلاق سراحه أبان الحكم المايوى بعد منتصف السبعينات، ووقتها حضر إلى بريطانيا وقدم عدداً من المحاضرات، وأقمت لهم وليمة غداء على الرغم من أنني كنت طالباً، وأذكر وقتها أن الدكتور الطيب زين العابدين كان يقرب الشباب إليه، وكانت روحه شبابية، وكان أقرب إلى التسامح وإلى حياة الطلبة التي يعيشونها ببريطانيا
* هم كانوا حركة إسلامية ألم يشدوك إلى ذاك التيار؟
– كانت هناك محاولات بسيطة، ولكن لم تنجح، فأنا بعيد عن السياسة
وأنت فى بريطانيا، كيف كنت تعيش وقتها بمفردك أم مع عائلة؟
في الأول كنت أعيش مع عائلة، ومن ثم سكنت مع ابن خالتي الذي تخرج من مصر وجاء إلى بريطانيا لنيل درجة الماجستير، وهو الراحل فيصل الإحيمر
* من المواد المحببة لك؟
كنت فى كل مراحلي الدراسية أحب المواد لي الرياضيات، وهي من أحب المواد لكل العائلة
* ومتى مارست العمل التجاري ؟
– لقد مارست العمل التجاري وأنا طالب بلندن، وكان والدى يتصل على للاتصال بشركة اسمها روز داونن خاصة بتصنع ماكينات الزيوت، وما زلت محتفظاً برسائلي معهم
* كيف نشا اسم النفيدي؟
– عمل أسرة النفيدي بدأه الوالد واثنين من اخوانه كعمل مشترك في عام 1934، وفي عام 1937، انفصل عنهم الأخ الأكبر، واستمر الأخوان محمد صالح وبشير النفيدي في عمل مشترك زراعي وتجاري وصناعي إلى عام 1974، وفي نفس العام انفصلوا، وعلى الرغم من أن والدي بشير كان الأصغر إلا أن هذا أثر فيه كثيراً جداً، كيف أخوان ينفصلوا من بعضهم البعض
* ما هي أسباب الانفصال هل للنساء دور فى ذلك؟
أبداً لا أعتقد أن للنساء دور في ذلك ربما خلاف في وجهات النظر، الوالد وقف إلى صفه أخي الأكبر عمر، وعمي لم يكن له أبناء كبار، كان له ابن أخيه متزوج بنته أصبح إلى جانبه، فانفصل العمل فيما بينهم، وكان لذلك أثر كبير على الوالد، فقد كان حريصاً على ألا يتكرر الذي حصل لأبنائه لذلك حاول بقدر الإمكان ان يزرع فينا كيف نكون متماسكين.
* كم عدد أبناء النفيدي؟
نحن سبعة أبناء فقدنا الأخ الكبر عمر في العام2009 وأخ أصغر اسمه جمال رحل فى العام 2011
* كيف تديرون العمل كأخوة؟
– الوالد منذ أن بدأنا كان يحمل كل واحد منا مسؤولية معينة، وكان يحدد مقابل مسؤوليته عائداً لذلك، كل زول عارف مسؤوليته وعائدها وصلاحياته وما هو العائد من هذه المسالة؟
* إذا حاولنا أن نفصل كل واحد منكم ما هو العمل الذى يقوم به؟
أضرب لك مثلاً فأنا منذ أن عدت من الدراسة عاصرت الوالد وعمي، وعندما انفصلوا فى العام 1974 انفصلوا فى العمل التجاري، ولكن العمل الصناعي ما زال مشتركاً بينهم، فطلب مني الاستمرار في إدارة مصنع الزيوت ببحري، وكان شراكة بين الوالد وعمى، فاستمريت فيه لمدة سنتين، فتخرج ابن عمى الثاني فطلبت منه أن يتولى المسألة وعدت للعمل مع الوالد، وخلال تلك الفترة كان الأخوان صلاح وعمر، فالوالد أراد أن ينظم العمل بنظام شركات، واستقطب صديق له اسم أحمد علي شرف لإقامة الشركات، ووقتها بدأت قسماً للتصدير لأول مرة، وبدات أصدر بعض المحاصيل والمواشي للمملكة العربية السعودية ومصر وجيبوتى واليمن، وبدأنا في بعض الدول الأوربية، وبدأنا قسماً للاستيراد، وبدأنا نستورد سيارات وشاحنات، ومن ثم دخلنا في الأثاثات، هذا عملي أما عمل أخي صلاح فبدأ فى قطاع النقل فاستمر فيه لمدة أربعين عاماً تقريباً إلى أن تولاه أخ أصغر مننا، وتوجه إلى الزراعة، أما الأخ عمر فكان مسؤولاً من شراء المحاصيل من معظم مدن السودان، ومن ثم تحضيرها إلى الصادر، وكان متولي مكتب بورتسودان، أما الأخ مأمون فقد كان مسؤولاً بالقسم التجاري، فالوالد بعد أن انفصل من عمي كان لدينا مصنع للزيوت، ولاحقاً جاء الأخ أحمد فتولى قسماً لإسبيرات القاطرات، ثم الأخ جمال رحمة الله عليه، فكان يتولى قطاع المواشي، وأخيراً طارق، فكنا في بداية البترول ثم تولى بعض التسجيلات التجارية بي إم دبليو والنيسان، وهذا كان التوزيع في عمل أبناء النفيدي، والوالد بعد ذلك حرص على مشاهدة تجارب الآخرين، لماذا الشركات عالمياً تستمر 300 و400 سنة، ولماذا لا يحدث هذا في السودان، فأحضرنا شركة عالمية صممت لنا برتوكولاً للعمل العائلي كشركة موحدة، ولذلك استمر عملها لمدة ثلاث سنوات، كيف الأجيال القادمة تأتي للعمل، وكيف يتم التقييم والبقاء للأصلح، مش ولدي أو أولاد فلان، وهذا الذي يربط الأسرة، وفى بداية التسعينات غادرت إلى إثيوبيا للعمل مع ويرد فوت بروقرام، في قطاع النقل كنا نعمل فيه أنا والأخ أحمد، ولكن لم استمر، غادرت إلى الولايات المتحدة الأمريكية فى 1992 حتى 2011 ظللت أحضر إلى السودان كل فترة، ولم انقطع عن البلد
* ما هو سبب ذهابك إلى الولايات المتحدة الأمريكية هل المسألة سياسية؟
أبداً ذهبت عمل لا علاقة لي بالسياسة، ولكن مسألة موقف من أحد المسؤولين بوزارة التجارة، ووقتها كنا بنصدر أبقار إلى اليمن وبدون أسباب أصدر قراراً بوقف الصادر إلى اليمن، مما سبب لنا مشاكل كثيرة فى اليمن، فكانت هناك باخرة تحمل أبقاراً متجهة إلى المؤسسة العسكرية، فحظر الباخرة، مما سبب لنا خسائر كبيرة وأعيد البقر من بورتسودان فعندما ذهبت لمقابلته عاملني معاملة سيئة
* هل تذكره ؟
– أعتقد كان وكيل وزارة التجارة
* ماذا عملت بعد ذلك؟
– تحامقت لحظتها وذهبت بعد ذلك إلى الولايات المتحدة الأمريكية واستطعت أن أعمل فى مجال الاستثمار العقاري، وهذا أفادني جداً بعد أن عدت، وبدأت العمل في إقامة المجمعات، وبعد وفاة الوالد في 2005 أصبح وجودي ضرورياً وبشكل أكبر، وفى 2011 بعد وفاة الأخ الأصغر جمال، عادت أسرتي إلى السودان، ولكن لا زال لدينا عمل مستمر هناك
* مازلتم متحدين كأخوة ؟
– نعم متحدين وما في خلاف بيننا، والمسألة قناعات ومسألة رضا نفسي ولو خت الواحد الرحمن في قلبه ما في مشكلة
* وأنتم ولدتم وفى فمكم معلقة من ذهب، هل كنتم تمارسون حياتكم مع أقرانكم؟ وهل كنتم تلعبون معهم؟ ومن هم أصدقاؤكم؟
– الوالد عودنا عندما نأتي للأكل بنادي سواقو عشان يأكل معانا، ولذلك عمرنا ما شعرنا بأننا مختلفين من أي إنسان آخر، فالوالد وحتى عام وفاته كانت هناك خلوة في بحري وهو مشرف عليها وبصرف عليها، كان يحرص كل أسبوعين ثلاثة يمشي يقعد مع الأولاد في الأرض ويأكل معهم، وبقول ليعرف الطباخ الذي يعد لهم الأكل لازم يعرف في أي لحظة إن هذا الأكل أنا بجي آكله، لذلك يحرص ألا تكون فيه أي حاجة ما سليمة، وهذه هي الطريقة التى تربينا بيها، ولذلك لم نشعر بأننا مميزين من باقي المجتمع
* إذا سألناك عن الزملاء من تذكر منهم؟
– في المرحلة الأولية كثر وفي المرحلة المتوسطة أسامة داؤود وأحمد إبراهيم الطاهر، ولذلك هم كثر
*هل كانت لك هوايات ظللت تمارسها؟
التمثيل وشاركت فى الجمعية الأدبية، وشاركت في منافسة نلنا بها الجائزة مسرحية أبو الحسن
* هل مارست كرة القدم وهل لك ناد حرصت على تشجيعة؟
لم أمارس كرة القدم ولا أشجع أي فريق لكن مارست الباسكت والسباحة، وكنا نحرص الذهاب مع أخي الأكبر إلى دار الرياضة حتى نضمن دخول السينما
السينما كانت من هواياتك؟
نعم
من الأفلام التى كنت تحرص على مشاهدتها؟
يوم من عمري لعبد الحليم حافظ والشموع السوداء وهذه من الأفلام التي توريك إرادة الزول المكفوف وجذبني لتلك الأفلام ابن خالتي كنت أحبه جداً وكان كفيفاً
* في مجال الفن والغناء هل لك فنان تحرص على سماعه؟
– في البداية ما كان لدي فنان، ولكن بعد أن ذهبت إلى الدراسة ونحن في الغربة بدأت استمع
* لمن كنت تستمع؟
كنت استمع لأحمد المصطفى ولعبد العزيز داود أما الحقيبة فلم أفهما إلا بعد جلسات استماع مع الصديق الفنان عباس تلودي، وكنا قريبين من بعض
* والمسرح وكيف مشاهداتك ؟
قليل، هل كنت تدخل دار الرياضة؟
فترات بسيطة وأذكر بعد أن أكملت المرحلة الثانوية، وأردت توثيق شهادتي فقال لي أخي عمر بأن هناك الأستاذ فؤاد التوم، وكان رئيس نادي المريخ، فكلمة على أن نقابله فى دار الرياضة بين الهلال والمريخ فأخي عمر كان هلالابي وسألت الله أن ينتصر المريخ حتى لايكون فؤاد التوم في وضع سيئ يمنعه من عدم توثيق الشهادة
هل لك صداقات؟
لدى عدد من الاصدقاء وأنا ميال في صداقات متنوعة فيها مجموعة من الأطباء ودائماً عندما أخرج من العمل لا أريد أن يتطرق أحد للعمل.
كيف تبدأ يومك؟
أبدأ بالرياضة بعد الصلاة ثلاثة أيام في الأسبوع مشي، أفطر سبعة، أصل المكتب مبكراً، لا انوم بالنهار، ولكن أخلد إلى النوم مبكراً
* السياسة لم تجذبك؟
أبداً
* علاقتك الاجتماعية ؟
واسعة جداً.. ونحن أصدقاء لدينا برنامج أسبوعي لم ينقطع لسنوات طويلة، نلتقي كل اثنين من الثامنة وحتى العاشرة
* تذكر منهم؟
محمد الحسن عبد الرحمن من أنجح الدراسات الهندسية المهندس عمر شريفي ومحمد عمر التوم متخصص في السكري كان سفير السودان بالنرويج لفترة، دكتور عبد الرحمن أستاذ في جامعة باص، مشرف على مشروع أدوية الدكتور عمر عباس الآن بالخليج احتمال يعود إلى البلاد، الدكتور عباس أبو الريش بالسعودية، المهندس قمر الدولة عبد القادر مصمم جامع النيلين، وهو الذي أغراني إلى الولايات المتحدة الأمريكية وهو الذي صمم مجمعنا السكنى بسوبا، وهذه هى مجموعتنا، ونحرص سنوياً أن نسافر مع بعض
* من هو رجل الأعمال الناجح؟
– هو الذي يفكر في الجديد وفي الاحتياجات الموجودة بالبلد، ويبني عمله على دراسة، ويبعد عن المؤثرات السياسية

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية