الديوان

ما بين النصيحة والفضيحة.. أنصح ولكن … لا تجرح

ما بينهما شعرة صغيرة

الخرطوم :يسرا أشرف
النصيحة هي أن يقوم شخص بتوجيه الإرشاد والمعلومة والنصح لآخر على خطأ ارتكبته بقصد أو بدونه، ويكون ذلك في الخفاء حتى لا يرى أحد التقصير ويعمل على إصلاحه من غير أن يعلم الآخرون به.
أما الفضيحة فهي أن يقوم شخص بتوجيه الانتقاد لك أمام الجميع على غلط بقصد أو بدونه، يريد بذلك إحراجك أمام الجميع وإظهارك في أبشع مظهر.
لذلك علينا أن نعلم من يريد حقاً الخير والفائدة أن يعمل على تقويمك منفرداً وليس أمام الناس، لا أحد يخلو من الانتقاد والأخطاء، ولكن علينا أن نعلم كيف نحلها، وعلينا أيضاً أن ننصح ونرشد الآخرين بالطريقة الصحيحة، وهي أن آتي الى الشخص المراد نصحه وأخبره بالخطأ الذي اقترفه لا أن أشهر به أمام الجميع وأحرجه، لأن ذلك لا يجوز، ولأن الناصح نفسه إذا وضع في هذا الوضع لن يتحمل النقد .
وأيضا عليك أن تعلم أن الذي ينصحك هو الذي يريد لك الخير و يحبك ويكن لك الاحترام ويخاف على مظهرك أمام الجميع، أما الذي يشهر لك بأخطائك أمام الجميع فهو يكن لك في قلبه الكره والبغض والغيرة وعليك توخي الحذر منه .
آراء شبابية
يري خالد – طالب جامعي- أن أي شخص يمكن يعرف أن النصيحة تأتي له من أي شخص، وكيف يمكن إيرادها وكذلك الفضيحة، ويعتقد أن الفضيحة أقل ما يمكن وصفها بأنها شئ بشع حتى لو كان ما قلته موجوداً حقاً في الشخص المخاطب، وبالمختصر الفضيحة دائماً تأتي من شخص لا يعرف أي شيء عن شخصيتك فيحكم عليك فقط بمظهرك .. فلو كان يعلم عنك أي شيء لما جرحك بهذه الطريقة.. فإذا تكلمنا بعمق أكثر “النصيحة يا سلام علي النصيحة يا ريت أي إنسان يكون عنده زول بنصحو أم، أب، أخ كبير أو حتى لو صغير، صاحبك، شي جميل إنو يكون عندك شخص زي ده ” .
ويواصل: النصيحة تولد النجاح في الدنيا والآخرة ولا يتقبلها بعض الناس من المتعالين، لكنها تجد آذاناً صاغية لدى الشخص المتواضع الذي يتلقاها من كل شخص دون استياء أو زعل ،أما الفضيحة فهي جريمة في حق الإنسان ويمكن أن تدمر بيوت وتجعل الإنسان محبطاً وتولد عنده انكسار القلب وفقدان الثقة في كل شخص حتى في النفس، وختم بقوله ” عش بطبيعتك وابتعد عن كل هذا أنصح ولا تفضح “.
أما الطالبة الجامعية آلاء عبد الكريم فهي ترى أن النصيحة تكون موجهة إلى شخص واحد، وهو الذي يحتاجها في أي لحظة، ويمكن أن تكون سراً بين شخصين ..أما الفضيحة فهي عكس النصيحة التي تكون بين اثنين، وفي مكان هاديء وفي زمن محدد، لكن الفضيحة في ثانية واحدة يمكن أن تتسرب إلى كل أفراد المجتمع.
أما الطالب عمر فهو يرى أن النصيحة هي أن يقوم أحد بتوجيهك الي ترك عمل يؤثر عليك سلباً، سواء في دينك أو دنياك و تكون دون مقابل أي لوجه الله تعالى ..عكس ذلك الفضيحة التي تكون بالاستهزاء من قبل الناصح دون أن يلتزم بقواعد النصيحة، مثلا: ينصحك أمام الناس وبطريقة غير حضارية بطريقة توحي بأنه أعلم منك، ويريد التباهي بما آتاه الله من علم .
فضيحة منمقة
و تحكي (س) : أنه في إحدى المرات كنت في الجامعة في أحد اجتماعات (الشلة) التي كانت مختلطة، فقالت لي إحدى الزميلات : لماذا لا تغيرين هذا الطقم من الملابس، فمنذ أن التقينا لا أراك ترتدين غيره، فتسبب الأمر في إحراجي بشدة، لأنه لم يكن لأبي القدرة على شراء غيره لي، فقلت لها أنا اعتبر أن الجامعة هي مثل المدرسة، ولكن على نطاق أوسع، لذلك أعتبر هذا الزي بمثابة ” يونيفورم (الزي الموحد)” فقالت لي: حسناً، وذهبنا ومرت الأيام إلى أن جاءت يوم إلى الجامعة، وكان الكل يتبادلون النظرات والضحك عليها، فهي كانت متعجرفة ( شايفة روحها) فناديتها على جنب، وقلت ليها يجب عليكي أن تذهبي إلى المرحاض لإصلاح ملابسك لأنك ترتديها بطريقة خاطئة، فذهبت معها إلى المرحاض الخاص بالنساء وساعدتها، و قبل خروجنا قلت لها هذا هو الفرق بين النصيحة والفضيحة، أنتي فضحتيني وأنتي تعلمي أنني لا أملك المال لشراء عدة طقوم ملابس، لأن والدي من محدودي الدخل ولكن أنا والدي لم يعلمني أن أرد الإساءة بالإساءة، عليك يا صديقتي أن تعلمي ما هو الفرق بين النصيحة والفضيحة، فاعتذرت لي وسامحتها و دامت صداقتنا، وختمت بقولها: إنصح ولكن لا تجرح …

ليلى المغربي…المذيعة التي جمعت وردي ومصطفى سيد أحمد
الخرطوم – المجهر
ربما أنه من المرات النادرة التي يلتقي فيها عملاقان غنائيان في ترديد أغنية معاً، ولكن هذه الحالة صنعتها الإعلامية الكبيرة ليلى المغربي التي استطاعت أن تجمع الراحلين وردي ومصطفى سيد أحمد، بالإضافة إلى الموسيقار يوسف الموصلي في أغنية (طفل العالم الثالث) من خلال البوم غنائي حمل ذات الاسم.
والقصيدة تقول:

أنا طفل الإعانات
أنا جيل المعاناةِ
ويومي ماله بعدُ
و عمري ما له وعدُ
فكيف ترونها تبدوُ
بداياتي نهاياتي
أرضع من شكاياتي
خيام الريح أبياتي
وأحجاري أثاثاتي
أردم الرمل لأبني به بيتاً لأحلامي
و لكنى أفتش عن فُتات الإغاثاتي
فصوغوا وقع موسيقاكم المحزون من وجع استغاثاتي
و قرص الخبز قرص الشمس ينأى عن بحث أشتاتي
وراء سرابه الموؤد لهفاتي و لهثاتي
فمن جوع إلى سقم و من ثقن إلى جهل
تداول دورة الأيام نقماتي و مأساتي
و هذا القحط لا يترك سوى
حزمات عيدان أخبئ نايها
من ترعتي الفجعاء
في أسماك أرداني
فأنفث فيه أشجاني
لكي أجترّ نفثاتي
أطفلاً أبدو أم كهلاً
فعمري من عمر القساة و مأساتي
فلا لغواً ولا لهواً
ولا ركب ولا أرض
و لا جمع أشتاتي
و تسرق بغضة الأهوال
أقراص براءاتي
أديروا آلة التصوير
في أنحاء مأساتي
تروا آثار متعبتي
و تذكارات متربتي
و تعجزكم مواساتي.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية