{ نتابع هذه الأيام حركة التغييرات في العديد من المواقع الحكومية عسكرية وملكية. { فيما يخص المواقع بالمؤسسة العسكرية نحن مطمئنون تماماً بأن الجيش ما زال في حركة الترقيات والتنقلات الروتينية يحرص على تقديم الكفاءات للقيادة عبر إتباع سياسة وضع الرجل المناسب في المكان المناسب وإفساح المجال لتقدم وتطور الآخرين، وهذا ما جعل صورة جيشنا (جيش الهنا) تبقى على الدوام في ثباتها متقدماً للأمام بكل القوة.
{ وثبات العسكرية وتميزها المؤسسي يتجلى في قيم الضبط والربط وحرص (أركان حرب) هذه المؤسسة الوطنية على مواكبة التطور والتقدم الذي يشهده العالم، مع الإبقاء على الثوابت التي تخصنا كسودانيين من قيم (الميري) مثل الدقة والنظام في العمل والنظافة والشياكة في الهندام والانضباط في المظهر والحركة واحترام الرتب، والحرص على الأداء المجود و(ملي القاش) و(رفع التمام) بأدق (الملاحيظ) في كل المهام داخل الميدان الكبير، وتكون كلمة الختام المرفوعة للقائد العام (كلو في التمام).
{ كذلك من القيم النبيلة الباقية داخل حوش الجيش تقبل من تم إعفاؤهم من التكليف قرار الإحالة إلى التقاعد بصدر رحب وبروح رياضية ووطنية، ويظهر ذلك في التقليد المراسمي المعروف بـ(التسليم والتسلّم)، وتظل هذه القيم متوارثة جيلاً بعد جيل (التاريخ لنفسه بيعيد).
{ من الأشياء التي ظلت تبعث روح الاطمئنان في دواخل الشعب السوداني على (الجياشة) روح الضبط والربط وهمّة وقمّة الانضباط التي ما زالت تسيطر على طلاب الكلية الحربية، وأنا شخصياً ظللت أترقب ذلك من خلال مظهرهم العام وهم يصطفون بـ(حذية على المسطرة) في الشارع العام يقفون في ضبط وربط الميدان منتظرين (الترحيلات) التي تقلهم إلى (مصنع الرجال).
{ كذلك الاطمئنان على أن العسكرية في السودان (لم يزيدوها موية) وما زالت في قوتها الضاربة وتماسكها العتيق، يأتيك هذا الإحساس كلما أتيحت لك الفرصة لمتابعة مراسم (تغيير الحرس الجمهوري)، وهناك أمام بوابة (القصر الجمهوري) ترى الهيبة والمهابة في مختلف التشكيلات العسكرية وهي تهز الدواخل قبل أن تهز الأرض بالطول والعرض.
} وضوح أخير
{ ختاماً.. نحيي القيادات الجديدة بهيئة أركان الجيش، في مقدمتهم رئيس هيئة أركان القوات المسلحة الفريق ركن “كمال عبد المعروف”، ونهنئهم بالمواقع الجديدة، بل نهنئ المواقع بمقدمهم، كما ندعو بالتوفيق لكل القادة المغادرين الميدان بعد أن تركوا بصمات التميز في كل الأركان، وعلى رأسهم الفريق أول ركن مهندس “عماد عدوي” رئيس هيئة الأركان السابق، ونتمنى لهم مزيداً من التقدم في خدمة الوطن وحماية مدخرات الشعب عبر مواقع أخرى.
{ كما أتمنى و(من جوة قلبي) أن تعود المؤسسة الملكية (الخدمة المدنية) إلى سابق عهدها الأول، تعود كما كانت مضرباً للمثل في ضبط المواعيد وانتهاج أساليب التجويد في كل ميادين العمل الإداري، وأن تعود (المصالح الحكومية) اسماً على مسمى تقدم مصلحة الوطن والمواطن على أية مصالح أخرى.