ربع مقال

من يضع برنامج الرئيس..؟!

ظللت عاجزاً عن فهم الكيفية التي تعمل بها الآلية التي تحدد لرأس الدولة حركته، فأحياناً أشعر بأن من يقف وراء ذلك يقحم الرئيس في فعاليات ليست من ضمن تلك الفعاليات التي تحتم مشاركته فيها، ومن ضمن ذلك بعض المهرجانات ضعيفة الأثر والمردود والتي يمكن أن يدفع بشخصيات أخرى للمشاركة فيها، ومن ضمن ذلك أيضاً بعض الافتتاحات الصغيرة التي يمكن أن تكلف بها شخصيات ذات اختصاص وأقل في درجاتها ومستوياتها البروتوكولية.. وبالمقابل هنالك بعض الفعاليات التي يتوقع المتابع أن يكون رئيس الدولة حاضراً فيها لما يمكن أن تمثله من اهتمام ولما يمكن أن تعكسه من نتائج، إلا أن من بيدهم الأمر يدفعون ببعض من في الصفوف الخلفية للقيام بالأمر.. وبالطبع فإن لكل مشاركة مغزاها، خاصة إذا ما استهدفت بالترويج والإعلام الجماهيري.. وعند النهضة الصناعية بمصر في منتصف القرن الماضي استفاد الإعلام المصري من التجربة الغربية في حبس “عبد الناصر” في المصنع، فكانت تبدأ نشرات الأخبار بصورة الرجل بجوار ماكينات الإنتاج، وبالفعل وصلت الرسالة ونهضت مصر صناعياً إلى حد ما.
ما أقصده هنا هو ضرورة أن يعلم بمن بيدهم الأمر أن حركة رأس الدولة أمر خطير وخطير جداً بتأثيره ليس على الجمهور المتابع فحسب، ولكن على خطى البلاد الاقتصادية والسياسية بكل تفاصيلها وواقعها ومستقبلها، فيجب أن يخطط لها بدقة متناهية ومنهجية علمية سليمة ترتبط بكل اتجاهات الدولة وخططها ومراميها.. إذن فليُجبنا أحدهم: من يضع برنامج الرئيس؟

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية