ترحيب واسع للمعارضة باتفاق أديس أبابا بين الحكومة وجنوب السودان
رحبت القوى السياسية باتفاق أديس أبابا الذي تم التوقيع عليه أمس بين الرئيسين “عمر البشير” و”سلفاكير ميارديت”، وعلى الرغم من عدم خروج التفاصيل كاملة، قالت القوى السياسية إنها ستقوم بدراسته في اليومين المقبلين لإخراج رأيها واضحاً فيه.
رئيس قوى الإجماع الوطني الأستاذ “فاروق أبوعيسى” رحب باتفاق الرئيسين “عمر البشير”و “سلفاكير ميارديت”، وقال لـ”المجهر”: (مساء أمس إن أي اتفاق ولو كان جزئياً فإننا نرحب به، لأنه الطريق الذي يباعد بين الدولتين الشقيقتين والحرب، وتطبيع العلاقات بما يخدم مصالح الشعبين، وبالتالي إيقاف فترة “التشنج” التي كانت سائدة وعمليات الطرد القاسي للجنوبيين في الشمال، وإيقاف تجارة الحدود التي يعتاش من ورائها الآلاف من شعبي البلدين”، ويضيف “أبوعيسي”: (لقد حمدنا الله أن الاتفاق مهما كان شكله، فإنه سيغير من الصورة الضارة وغير المنتجة إلا للعداوات والتشنج هنا وهناك، الأمر الذي يضر بالمصالح العليا لأهل السودان شماله وجنوبه، نحن سنقوم بالاطلاع على الاتفاق ودراسته، الأمر الذي يمكننا من إصدار رأي نهائي متكامل، وأمنياتنا – يضيف ــ أن تحل القضايا العالقة بين البلدين في أقصر فترة ممكنة، وبأقصر من ما أخذه هذا الاتفاق وفي أجواء ودية بين الطرفين).
من جانبه رحب حزب” المؤتمر الشعبي” المعارض بتوقيع اتفاق أديس أبابا بين الرئيسين “عمر البشير” و”سلفاكير ميارديت” ورأي القيادي بالحزب”كمال عمر” الذي كان يتحدث عبر الهاتف أن كل ما يؤدي إلى السلام بين البلدين هو شيء مطلوب ومحبب، وأضاف:(ظللنا نحن في حزب “المؤتمر الشعبي” ننادي بالسلام بين دولتي الشمال والجنوب باعتبارنا شعباً واحداً فرقته السياسة، وبالتالي فإن الاتفاق الأخير يعيد لحمة العلاقة الأزلية، ونحن معه، ويرى حزبنا أن الجنسية المزدوجة كانت الأوفق ونتمنى أن يفضي اتفاق الحريات الأربع الى “الجنسية المزدوجة” وكنا نتمنى أن تفتح الحدود بأكملها ورفع الحصار تماماً عن إخواننا في الجنوب، وفي تقديري ـ يضيف ـ على الرغم من إشادتي بما تم من اتفاق ،إلا أن هنالك عقبة كؤود، ألا وهي قضية “أبيي” وترسيم الحدود، وواضح أنها كانت مستعصية، ويمكن أن تعيدنا الى مربع الحرب، ماتم في رأينا شيء جيد إلا أنه أقرب إلى الشيء الاحتفالي ـ ولكأنما أقمنا عرساً في غياب العروسين وهي القضايا الأساسية “أبيي” وترسيم الحدود)، أخيراً يختم القيادي الشعبي حديثه بالقول: (نحن في حاجة إلى إرادة سياسية قوية لحسم هذين الملفين والإرادة السياسية التي أقصدها هو شكل سياسي جديد يتعاطى مع قضية الجنوب بعقلية سياسية جديدة).
وفي الأثناء رحب “حزب البعث العربي الاشتراكي” “الأصل”على لسان الناطق الرسمي “محمد ضياء الدين”، الذي هاتفته الصحيفة مساء أمس، باتفاق حكومتي الشمال والجنوب، واعتبر الحزب أن أي حل إيجابي يضع معالجة للقضايا العالقة ويعيد الاعتبار أمام شعب السودان، في الدولتين، وبدون الدخول في تفاصيل فيما تم الاتفاق عليه، وما تم تأجيله)، وأضاف “ضياء الدين”: (لم تطلع قيادة “حزب البعث العربي الاشتراكي” “الأصل” حتى الآن على تفاصيل الاتفاق بالقدر الذي يجعل تقدير الموقف قائماً على حيثيات الاطلاع والمعرفة لما تم الاتفاق عليه)، وأضاف القيادي “البعثي”: (حزبنا سيعلن موقفه في اليوميت القادمين بعد الاطلاع، إلا أننا بالأخير مع إيجاد حل يمنع نشوب الحرب ويضع معالجات للقضايا العالقة).
واختلف موقف حزب “حركة القوى الجديدة” “حق” مع الموقف الذي أعلنته القوى السياسية من ترحيب بالاتفاق، ورأت رئيسة الحزب “هالة عبد الحليم ” (أن الاتفاق لم يحمل في داخله أية قيمة باستثناء وقف المناطق الحدودية منزوعة السلاح، أما الخلافات الجوهرية فإنها لم تحسم بعد، والاتفاق لم يحسم الملف الأمني وملف الحريات الأربع، والاتفاق الإطاري حمل أمنيات وحتى لو حمل الاتفاق حلولاً لكل المشاكل فإنه سيصطدم بعقبة التنفيذ، وهذا ما حدث لكل الاتفاقيات الموقعة مع هذه الحكومة).