أخبار

عن برامج رمضان

محمد إبراهيم

* أسابيع قليلة تبقت لحلول شهر رمضان المبارك، الذي يعد شهراً للإنتاج البرامجي والدرامي الموسمي، ولا يبدو أنه حتى الآن فإن الأمر يؤرق مضاجع أغلب القنوات الفضائية..فلم نسمع (سوى القليل منها) عن تحركات لإنتاج البرامج والدراما الموسمية..
* انعدام القلق لهذه القنوات سوف يقودها بالضرورة في نهاية الأمر إلى إنتاج برامج بتكلفة زهيدة ومستوى فني رديء للغاية..
*لا يبدو أن صناعة دراما سودانية أمر يؤرق بال القنوات الفضائية والمؤسسات الرسمية المعنية بأمر الثقافة.. فبعد أن كانت الدراما جزءاً غير منقوص من ملامح القناة الرسمية، رغم أنها كانت بلا منافس، إلا أن كثيراً من تلك الجهات باتت تتعامل معها مؤخراً بأطراف أصابعها كناية على عدم الاكتراث بها.. فهي إن وجدت (خير وبركة) وإن لم تنتج (يا دار ما دخلك شر).
*خلال رمضان الماضي قدمت الفضائيات عدداً كبيراً من الأعمال الدرامية، وهو جهد يحسب لصالح تلك القنوات أولاً، وللدراميين ثانياً.. ولكن بالتمعن في تلك الأعمال نجد أن أغلبها ابتعد عن المسلسلات بشكلها المعروف التي تعتمد على الحبكة الدرامية والقصة، وتركز أغلب الإنتاج في سلسلة (الست كوم) التي هي في الحقيقة عبارة عن (نكات) تم تحويلها إلى (اسكتشات) كوميدية، وإذا استثنينا مسلسل (جوهرة بحر أبيض) لم يكن هناك عمل روائي يمكن أن نطلق عليه لقب مسلسل .. ففي وقت سابق كان التلفزيون القومي يقع على عاتقه عملية إنتاج مسلسلات ظلت لصيقة بالذاكرة مثل (الشاهد والضحية) و(سكة الخطر) و(أقمار الضواحي) و(دكين) وحتى المسلسلات الإذاعية كانت تنافس الأعمال التلفزيونية مثل مسلسل (الدهباية) و(الخمجان) وغيرها.. ولكن يبدو أن زمان إنتاج أعمال درامية أو مسرحية تناقش قضايا مهمة وتغوص في مشاكل المجتمع أصبح مجداً تاريخياً لن يعود قريباً.
{ تتشابه القنوات الفضائية موسمياً (حتى الحديثة منها) في إعادة إنتاج الأفكار وتدويرها وتكرار ذات الضيوف وطريقة جلوسهم واستهلاك مطربين بعينهم يقدمون ذات الأفكار، ذلك يعني أن رد الفعل سيكون برامج رتيبة مملة ليس لديها القدرة على الإبهار ولا التجديد، وستصبح القنوات الفضائية عبارة عن نسخ مشوهة تنقل من بعضها البعض.. لهذا لا أتوقع أن تكون برامج موسم رمضان القادم مختلفة عن سابقاته.. سوى في (اللوقو) المنصوب أعلى الشاشات.
{ كثافة وجود وظهور أنصاف المواهب سواء في الإعلام الفضائي أو الشعر والغناء يتفق تماماً مع تماهي المؤسسات الإعلامية والفضائية مع تلك النماذج غير مكتملة الموهبة.. تجد تلك المواهب من يسندها لأنها سهلة التطويع والانقياد، ومع تواضع قدراتهم الإبداعية تصبح مجرد أداة في أيدي النافذين، فلا موقف مبدئي لديهم يرتكز على فكرة ملهمة أو مشروع بين الملامح.. سيطرة أنصاف المواهب على الإعلام الفضائي، هي في الحقيقة رد فعل طبيعي لسيطرة من يماثلونهم في الموهبة على مقاليد الأمور في تلك المؤسسات المهمة.
مسامرة أخيرة
*بعض المذيعات (المغمورات) وجدن في الأسافير سانحة لا تعوض في تحقيق نجومية فشلن تماماً في إيجادها عبر القنوات والإذاعات التي يعملن بها..فضاء الأسافير الرحب الذي يضم عشرات الآلاف من الشباب والكهول (المتصابين) هم أكثر المعجبين والمتابعين لصور تلك المذيعات اللائي لا يتورعن عن نشرها بكل تفاصيلها (الدقيقة) في مجتمع يحرم على الفتاة نشر صورها.. ومن ثم من يخبر أولئك المذيعات أن عشرات الآلاف هؤلاء يعجبهم فقط (الفتاة) و(الأنثى) في صورهن..وليس الإعلامية أو مقدمة البرامج.. أجزم أن أكثرهم لم يسمع بأغلب هؤلاء المذيعات أو يشاهدهن في التلفزيون..إنما اعجب بها فقط ، مجرد اعجاب بها وبصورتها ذات التفاصيل والملامح الجميلة..

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية