تقارير

“بكري”: نمد أيادينا بيضاء لإخواننا حاملي السلاح والسودان يعول على دبلوماسيته..

في الجلسة الافتتاحية لمؤتمر سفراء السودان السابع..

“غندور”: نعكف على وضع إستراتيجية شاملة لعلاقات السودان بأفريقيا..

في صباح (الإثنين)، كان دبلوماسيو السودان في كامل أناقتهم جلوساً في أماكنهم في انتظار الجلسة الافتتاحية لمؤتمر سفراء السودان السابع، الذي انعقد بقاعة الصداقة تحت شعار: (دبلوماسية اقتصادية لتعزيز السلام والتنمية في السودان)، وخاطب الجلسة الافتتاحية للمؤتمر النائب الأول لرئيس الجمهورية، ورئيس مجلس الوزراء القومي، الفريق ركن “بكري حسن صالح”، ووزير الخارجية بروفيسور “إبراهيم غندور” ووكيل وزارة الخارجية رئيس اللجنة العليا لمؤتمر سفراء السودان السابع السفير “عبد الغني النعيم”، بحضور رئيس البرلمان بروفيسور “إبراهيم أحمد عمر” ونائب رئيس القضاء فضلاً عن عدد من الوزراء الحاليين والسابقين وشاغلي المناصب الدستورية والدبلوماسيين والسفراء السودانيين وسفراء الدول الأخرى في البلاد.
الخرطوم – ميعاد مبارك
#النائب الأول: السياسة الخارجية تبدأ من ترتيب الشؤون الداخلية..
أشاد النائب الأول لرئيس الجمهورية، رئيس مجلس الوزراء القومي الفريق أول ركن “بكري حسن صالح” خلال مخاطبته الجلسة الافتتاحية بجهود الدبلوماسية السودانية، مؤكداً على ارتباطها وحملها لهموم الشأن الداخلي، لافتاً إلى أن السياسة الخارجية تبدأ من ترتيب الشؤون الداخلية، مشيراً إلى النجاح الذي تحقق بتشكيل حكومة الوفاق الوطني كإحدى ثمرات الحوار السياسي الشامل.
ودعا “بكري” حاملي السلاح للانضمام لمسيرة السلام والحوار التي انتظمت البلاد.
وأضاف (نمد أيادينا بيضاء لإخواننا حاملي السلاح(.
وقال رئيس مجلس الوزراء إن انعقاد هذا المؤتمر يأتي متزامنا مع احتفالات البلاد بالذكرى الثانية والستين للاستقلال وكذلك الذكرى (62) لإنشاء وزارة الخارجية، مبيناً أن ذلك يمثل فألاً حسناً لاستلهام العبر الوطنية .
مؤكداً أن السودان يعول على الدبلوماسية باعتبار أنها فناً وعلم إدارة التواصل بين الدول لإتمام عملية الحوار وعقد الصفقات التجارية وتوقيع المعاهدات الدولية، بالإضافة لكونها فن الحوار والمخاطبة من أجل التوصل إلى أكبر قدر من المكاسب، وقال: (إن رئاسة الجمهورية ملتزمة بتنفيذ مخرجات وتوصيات المؤتمر من أجل دعم وترقية العمل الدبلوماسي في البلاد وتحقيق المكاسب المرجوة(.
# “غندور”: اهتمام بالقارة الأفريقية
من جانبه قال بروفيسور “إبراهيم غندور” إن الدبلوماسية السودانية عملت على تأسيس علاقات مع دول الجوار كافة تقوم على المصالح المشتركة والاحترام المتبادل لتكون الحدود مناطق تعاون وتبادل منافع بدلاً عن الصراعات والنزاعات وأن الخرطوم كسبت الدعم الكامل والمساندة من المجموعتين الأفريقية والعربية فيما يتعلق بقضايا السودان خاصة قضية المحكمة الجنائية، ولافتاً إلى التعاون مع الاتحاد الأفريقي في إطار عملية تحقيق السلام وعلاقات التعاون المستمر مع المنظمات الإقليمية وشبه الإقليمية، فضلاً عن اهتمام البلاد بمحيطها العربي والتفاعل مع قضاياه وأزماته المختلفة في كل من سوريا واليمن وليبيا، مؤكداً أن علاقات السودان مع الدول العربية تشهد تطوراً وتصاعداً ملحوظاً وتتواصل المساعي لنزع فتيل الأزمات التي طرأت في الآونة الأخيرة .
وأضاف “غندور” (نسعى في المقام الأول إلى الحفاظ على مصالحنا وحقوقنا المشروعة، ونعكف على وضع إستراتيجية شاملة لعلاقات السودان بأفريقيا وذلك لما تمثله من أهمية قصوى للسودان .
وأضاف: (انصب اهتمامنا وتركيزنا على القارة الأفريقية من خلال خطط التحرك الفاعل وخطة التوسع الدبلوماسي بفتح مزيد من السفارات في عدد من دول القارة بجانب تعزيز دبلوماسية القمة ودبلوماسية قيادة الوزارة وتحركات كبار المسؤولين من أجل تأمين مشاركة السودان الفاعلة في كافة المنابر والفعاليات الأفريقية (.
وفيما يلي العلاقات مع قارة آسيا قال “غندور” إنها تسير بخطى ثابتة نحو التطور والازدهار وتحقيق الشراكة الاقتصادية والتجارية والتي تأتي بالمصلحة المشتركة للطرفين خاصة الصين إضافة إلى تنسيق المواقف مع عدد من دولها في المحافل الإقليمية والدولية .
و”غندور” أكد أن علاقات السودان مع الاتحاد الأوروبي والدول الأوربية شهدت تطورات ساهم فيها التواصل المستمر بين السودان وتلك الدول منفردة ومع الاتحاد الأوروبي ككتلة واحدة والقناعة التي تولدت لدى تلك الدول بالدور المحوري الذي يمكن أن يلعبه السودان في تحقيق الاستقرار والسلام في الإقليم، مشيراً إلى زيارة الرئيس “البشير” إلى روسيا والتي نتج عنها التوقيع على العديد من الاتفاقيات الثنائية في العديد من المجالات وزيارة الرئيس التركي للسودان حيث أثمر الاتفاق على إنشاء مجلس تنسيق إستراتيجي بين البلدين وعدد من الاتفاقيات الثنائية.
وقال “غندور” إن الخارجية تهتم كثيراً بالتعاطي الإيجابي مع القضايا الدولية مثل المياه والبيئة وحقوق الإنسان والتهريب والاتجار بالبشر بحسبانها قضايا ذات بعد دولي .
وقال إن السودان ظل شريكاً فاعلاً في الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب وقطع شوطاً بعيداً على المستوى الداخلي في مواءمة القوانين والتشريعات الوطنية لكي تتوافق مع القانون الدولي والصكوك ذات الصلة بمكافحة الإرهاب .
وجدد “غندور” رفض السودان الكامل لمحاولات التسييس وانتهاك نصوص القانون الدولي على النحو الذي يكتنف العلاقة بين مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة والمحكمة الجنائية الدولية التي أثبتت التجارب أن التسييس وازدواجية المعايير قد تحولها إلى آلية لاستهداف القادة الأفارقة دون غيرهم .
وفيما يلي وضع اسم السودان في قائمة الدول الراعية للإرهاب، قال “غندور” إن السودان سيستمر في الحوار مع الولايات المتحدة الأمريكية في مرحلة الحوار الثانية.
وقال “غندور” في تصريحات صحفية عقب الجلسة (سنسافر للولايات المتحدة في مارس لاستئناف المفاوضات للمرحلة الثانية من الحوار مع واشنطن. )في وقت قال القائم بالأعمال الأمريكي “استيفن كوتسيس” في تصريح (للمجهر) (إن مرحلة الحوار الثانية بين الخرطوم وواشنطن ستبدأ عندما نكون جاهزين، وسنفصح عن موعدها عندما نكون على استعداد لذلك) .
#الوكيل: استشراف المستقبل
أما وكيل وزارة الخارجية ورئيس لجنة المؤتمر فقد أكد أن المؤتمر سيكون جامعاً للرؤى والأفكار وسانحة لمراجعة الأداء وتقويم العمل واستشراف المستقبل، مشيراً إلى أهمية الدبلوماسية الاقتصادية.
وقال “النعيم” إن المؤتمر سيناقش (14) ورقة عمل في عدة جلسات حول تأسيس شراكات اقتصادية فاعلة والسلام والدبلوماسية الثقافية وغيرها من المواضيع.
#د.”مصطفى”: البروقراطية السحلفائية
المندوب الدائم للسودان في مجلس حقوق الإنسان بجنيف “مصطفى عثمان إسماعيل” العالم قال في تصريحات صحفية عقب الجلسة الافتتاحية لمؤتمر سفراء السودان إن العالم أصبح كالقرية الصغيرة متأثرة ببعضها البعض والسودان لن ينعزل عن العالم اقتصادياً وسياسياً وأمنياً، مشيراً إلى أن المتغيرات تجري بسرعة في الإقليم والعالم والسودان، وإن البلاد يجب أن تستعد لوضع سياسات كيفية التعامل مع الاتحاد الأوربي وبريطانيا.
وأضاف دكتور “مصطفى” (أمريكا لأول مرة يأتي فيها رئيس ضد العمل التعددي الجماعي في الوقت الذي كان فيه العالم يمضي نحو الدبلوماسية الجماعية والتعددية والالتزام بالقرارات الدولية لأول مرة نجد في أمريكا التوجه للأمركة بصرف النظر عن مصالح العالم الأخرى. (ولفت المندوب الدائم إلى أن الأوضاع في دول الجوار تؤثر على السودان وما يجري في سوريا واليمن وغيرها، مشيراً إلى مشاركة السودان في عاصفة الحزم وأهمية قراءة المستقبل القريب وإلى أين يجب أن تذهب إستراتيجية الخرطوم في ظل المتغيرات في السودان بعد الحوار الوطني والتحديات التي تواجه الميزانية الجديدة، وقال المندوب الدائم للسودان في جنيف: (الميزانية مواجهة بتحدٍ كبير والوضع الاقتصادي حرج والمطلوب الآن إذا نظرنا إلى الوضع الداخلي التهديد الأساسي اقتصادي ولمعالجته نحتاج استثمار وقروض وودائع خارجية)، مشيراً إلى ضرورة وجود دبلوماسية مبادرة وفاعلة
وفيما يلي حقوق الإنسان قال “إسماعيل” (حقوق الإنسان ما عادت ترف يتعامل معه الناس ومن المفترض أن نكون أول المبادرين لاحترام حقوق الإنسان لأنها جزء من ثقافتنا وديننا) ولفت إلى أن هنالك دولاً تسيس حقوق الإنسان وتحاول أذية الدول الأخرى من خلال قضايا حقوق الإنسان لكن هذا لن يعفينا من أن تكون لدينا إستراتيجية لتعزيز ثقافة حقوق الإنسان والتوقيع على الاتفاقيات الدولية التي لم نوقع عليها حتى الآن وتكون لدينا تقارير دورية سنوية تتحدث عن حالة حقوق الإنسان حتى نستطيع بطريقة منتظمة أن نطور هذه الحالة، وأضاف (الدبلوماسية السودانية في الخارج هي بوابة السودان المسؤولة من عكس القضايا وأن تتوحد رؤاها في الداخل ومن ثم تخرج للخارج وتبرز صورة السودان وتبحث عن قروض واستثمارات وتدافع عن السودان في وجه الجهات التي تريد تسييس حقوق الإنسان لمحاصرة السودان وأهمية المؤتمر تأتي لتوحيد الرؤيا وتقديم كل سفير لتقرير لما يجري في منطقته والتحديات التي تواجهه وسياسة الدولة الموجود فيها وبعد توحيد الرؤيا يأتي أهل الاختصاص ليمكنوا الدبلوماسية من تقديم تلك المشاريع للخارج والتمكن من نقل ملفات السودان للخارج والدفاع عنها وعرضها بطريقة مرتبة ومنظمة وبهذه الطريقة تستطيع الدبلوماسية السودانية أن ترتقي إلى مرافئ أعلى من خلال كفاءتها).
وأضاف المندوب الدائم (حقوق الإنسان في السودان مرت بثلاثة مراحل، مرحلة الإدانة واستخدام حقوق الإنسان في أبشع صورها ضد السودان حيث كان موجوداً في الإجراءات الخاصة لسنوات، والمرحلة الثانية مرحلة التعاون للارتقاء بحقوق الإنسان وبدأت منذ خمس سنوات والقرارات التي كانت تصدر فيها إدانات انتهت، وآخر قرار صدر لا يوجد فيه أي إدانة في حالة حقوق الإنسان، لكن القرار يطلب من السودان بالتنسيق مع مكتب المفوض السامي وضع خارطة طريق تكون بديلاً للخبير المستقل الذي يأتي سنوياً ومن المفترض أن توضع هذه الخطة في سبتمبر لمراجعة حقوق الإنسان وجزء من الخطة تم تنفيذه)، مشيراً إلى أنها لازالت تحتاج لفرض نفسها على أرض الواقع .
وأضاف المندوب: (للأسف الشديد حتى الآن نكاد نكون الدولة الوحيدة في العالم التي ليست لديها تقرير مستقل لحالة حقوق الإنسان، ولو أن مفوضية حقوق الإنسان في السودان وضعت تقريرها هذا العام، سيكون أول تقرير تقوم بعمله مفوضية حقوق الإنسان المستقلة في السودان).
وأكمل (هنالك معاهدات دولية لم ننضم إليها وكان من المفترض حسب الرؤيا التي قدمناها في المركز حول توقيع السودان للمعاهدات الست أن تأتي شخصية كبيرة في مارس لتقديم الصكوك في الأمم المتحدة، وللأسف المعاهدات الست ما زالت تدور بين الوزارات المعنية وبين مجلس الوزراء والبرلمان ولم تجز حتى الآن وهي معاهدات تم الاتفاق على توقيعها وليس لدينا خلاف حولها، مثل معاهدة منع التعذيب ومنع الاختفاء القسري وغيرها)، وأشار “مصطفى” إلى أن ثقافة حقوق الإنسان يجب أن تكون موجودة في السودان في وسائل الإعلام والجيش وبين الطلبة، ولفت إلى أنه في جنيف هناك ست أشياء يجب الالتزام بها من قبل المتظاهرين وهي ثقافة يجب الالتزام بها حتى لا تحدث إشكاليات أو اعتقالات وزاد (لو استطعنا تعميق هذا الفهم بطريقة حضارية محترمة ستكون مهمة الأجهزة الأمنية المختصة فقط المراقبة، لكن مشكلتنا أن هذه الثقافة في السودان غائبة إذا لم تحرق المعمل أو القاعة الدراسية لا تكون كمتظاهر عبرت عن رأيك، وكذلك الأجهزة الأمنية إذا لم تدخلك السجن ما بتكون عبرت عن رأيها ونحن محتاجون لهذه الثقافة لو أردنا بناء مجتمع رائد في مجال حقوق الإنسان وعدم التوقيع حتى الآن على الاتفاقيات سببه البروقراطية، فالقيادة وافقت على هذه الاتفاقيات وشكلت لجنة بقيادة نائب رئيس الجمهورية “حسبو” فيها الخارجية والأمن والعدل والجيش وغيرها ووافقت ولكن لازالت لدينا بروقراطية سلحفائية، وأنا متفق مع مجلس حقوق الإنسان على أن يأتي نائب الرئيس “حسبو” في البداية لتقديم هذه الصكوك وتسليمها لحقوق الإنسان وبعد تسليم اللجنة الاتفاقيات ستعود لوزارة الخارجية وبعدها مجلس الوزراء ومن ثم البرلمان .
#”عبد المحمود” يعود للقاهرة
قال السفير “عبد المحمود عبد الحليم” في تصريحات على هامش اجتماعات سفراء السودان إنه سيغادر البلاد خلال الأسبوع الأول من مارس للقاهرة لمزاولة عمله كسفير للسودان لدى جمهورية مصر العربية، مشيراً إلى أنه سيتابع مخرجات الاجتماع الرباعي لوزراء الخارجية وأجهزة الأمن بين البلدين لوضع خارطة طريق لكل الشواغل والقضايا العالقة، على أن يتم التركيز خلال الفترة القادمة على تنفيذ مخرجات هذا الاجتماع والعمل على حل القضايا العالقة مع القاهرة حتى تتعزز تلك العلاقات فضلا عن تأسيس علاقات قوامها المصالح المشتركة والمتبادلة، وفيما يلي الاجتماع الثلاثي لسد النهضة قال “عبد الحليم” (لم يحدد بعد موعد الاجتماع نسبة لظروف إثيوبيا التي تمر بها ونأمل أن تستأنف الاجتماعات بعد هدوء الأوضاع في إثيوبيا).
#وزير الاستثمار: الدبلوماسية توجهت نحو الاقتصاد..
وزير الاستثمار “مبارك الفاضل” قال في تصريحات صحفية عقب المؤتمر إن الدبلوماسية توجهت للاقتصاد في هذه الحقبة، خاصة مع العولمة ومع التطورات التي حدثت في العالم، مشيراً إلى أن الجانب الاقتصادي أصبح هو العامل المؤثر في سياسة الدول، مؤكداً أن شعار المؤتمر جاء في محله.

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية