عند إعادة هيكلة لجان المجلس الوطني بعد إنزال مخرجات الحوار الوطني كان السيد رئيس المجلس البروفيسور “إبراهيم أحمد عمر” قد ابتدر تطبيق مبدأ (خير سلف لخير خلف)، وذلك بأن قام رؤساء اللجان السابقة بتسليم الرؤساء الجدد للمواقع تقارير الأداء التي يرجع إليها، كما تمت المصافحة والدعوة بالتوفيق من السلف للخلف.. وهو عمل أشدنا به يومئذ وقد دعا السيد رئيس المجلس الوطني بتطبيق تلك المبادرة في التسليم والتسلم بين السلف والخلف أمام الاحتفال الذي شرفه السيد رئيس الجمهورية المشير “البشير” الذي يبدو أن الفكرة حاضرة في ذهنه وعمل على ترجمتها.
نطرح هذا وقد قام السيد رئيس الجمهورية، رئيس حزب المؤتمر الوطني بقرارات تنفيذية وسياسية أعطى فيها كل ذي حق حقه حتى لا يجد البعض الفرصة للتقليل من شأن السلف وذلك بوسائل مختلفة.
فالفريق “محمد عطا” مدير جهاز الأمن السابق لم يُلقَ به على قارعة الطريق بعد أن غادر الجهاز وهو المشهود له بالعطاء، فذهب إلى وزارة الخارجية سفيراً خاصاً، وذلك اعترافاً له بدوره السابق في الجهاز الوطني للمخابرات وعلاقته بالآخر الأفريقي والعربي والعالمي.
وبالأمس، عندما أنهى المجلس القيادي للمؤتمر الوطني دور الدكتور “إبراهيم محمود” نائب رئيس الحزب، مساعد رئيس الجمهورية، وعين الدكتور “فيصل حسن إبراهيم” خلفاً له في الحزب ورئاسة الجمهورية، ذهب البعض للتأويل والقدح في شخصية وأداء الرجل المشهود له بحسن الأداء في موقعيه، فهو ديمقراطي سياسياً وصاحب دور كبير في الحوار الوطني والمفاوضات حول المنطقتين.
الدكتور “فيصل حسن إبراهيم” الذي خلف الدكتور “إبراهيم محمود” في موقعيه السابقين، رجل مشهود له هو الآخر بعطائه التنفيذي والسياسي، وغير ذلك فهو (خير خلف لخير سلف) وينتظر منه الكثير.
وزيارة السيد الرئيس إلى الدكتور “إبراهيم محمود” (الخميس) الماضي، برفقة السيد والي الخرطوم، الفريق “عبد الرحيم محمد حسين” في داره بالمنشية، كانت زيارة لها الكثير وقد أعفي الدكتور “إبراهيم” من موقعه نائباً لرئيس حزب المؤتمر الوطني ومساعداً لرئيس الجمهورية في إطار إعادة الهيكلة والتجديد في الحزب، وهي من الأمور التي لا بد منها في ما تبقى من عمر رئاسي يختتم بالانتخابات الرئاسية والعامة في العام 2020.. بإذن الله.
السيد رئيس المؤتمر الوطني ورئيس الجمهورية بزيارته تلك يكون قد قطع الطريق على كل من كان يظن أن “إبراهيم محمود” ذهب غاضباً أو مغضوباً عليه كما هو الحال في الأحزاب السياسية الأخرى، ولكن المؤتمر الوطني وله مؤسساته فلا بد أن تكون له قراراته وصلاحياته وإعادة الهيكلة من المواقع لا بد منها.
وفي ذلك الإطار، أي إطار زيارة السيد الرئيس لنائبه في الحزب ومساعده في رئاسة الجمهورية، فقد كانت زيارته للفريق “أسامة مختار” نائب مدير جهاز الأمن والمخابرات الوطني السابق في داره أيضاً، وفي ذلك تقدير له ولدوره رغم التغيير الذي حدث.
في كل الأحوال علينا في مؤسساتنا الحزبية والرئاسية أن نعمل بمبدأ (خير خلف لخير سلف) وليس سواه وبالله التوفيق.