” نافع”.. أحسنت.. أحسنت !!
مستوى التوافق الذي حقق به المكتب القيادي للمؤتمر الوطني ليل (الأربعاء) الماضي التغيير في منصب نائب رئيس الحزب مساعد رئيس الجمهورية، ونقله من المهندس “إبراهيم محمود” إلى الدكتور “فيصل حسن إبراهيم”، جدير بالاهتمام والاحترام.. والتقدير .
فالسيد “إبراهيم محمود” يستحق التحايا آلافاً على هذه الروح التي قابل بها قرار رئيس الحزب بإعفائه من منصبه باعتباره نائبه في الحزب ومساعده في القصر، ثم اعتماد القرار في المكتب القيادي للحزب، دون حاجة للتصويت عليه من قبل المخالفين أو المعترضين أو المتحفظين على شخصية دكتور “فيصل”.
لابد لي.. بل ويتوجب عليَّ – وإن لم يتوقع الجميع ذلك بمن فيهم “نافع” – أن أحيي الرجل النافع.. “نافع علي نافع” على دوره الأساسي في هذا (الهبوط الناعم) لقرار اختيار “فيصل” نائباً لرئيس الحزب .
اختلفنا أم اتفقنا مع الدكتور “نافع”، فلا نملك غير التسليم بأنه رجل والرجال قليل في زمن قلَّ فيه المغاوير، وأنه وطني غيور.. همه الأول والأخير أن يبقى السودان وطناً قوياً عالياً ومتحداً، وأن تبقى (الإنقاذ) دولة لرفعة وخير شعبنا الكريم، وفق منظوره السياسي، راق للبعض أم لم يرق لهم .
في أحزاب سودانية أخرى شريكة في الحُكم أو أصيلة في المعارضة.. المدنية أو المسلحة، أو حتى أحزاب عربية أو أفريقية، تختلف القيادات وتتناحر، ويبلغ الخلاف مرحلة القذف والسباب، والضرب بالأيدي والكراسي داخل الاجتماعات أو تحت قبة البرلمان، واستخدام السلاح والتصفيات في الميدان !
غير أن حزب “البشير” و”علي عثمان” و”نافع” ما يزال والحمد لله – رغم نقدنا اليومي لأدائه وأخطائه – حزباً رفيعاً ومتقدماً في تجربته السياسية وممارسته الحزبية داخل أطره وهياكله .
توقع الجميع – وأنا من بينهم – مواجهة ساخنة في اجتماع (الأربعاء)، وإن لم نتوقع أن تتجاوز (ساخن الكلام) ثم (التصويت) على المرشح، كما حدث أكثر من مرة في إطار ثقافة الجرح والتعديل التي تربى عليها (الإسلاميون) وما يزالون يعملون بها في مؤسساتهم السياسية والتنفيذية .
غير أننا فوجئنا بأن التيار المتحفظ على هذا الاختيار، من منطلقات ورؤى مختلفة – وهذا حقه – يوافق على ترشيح رئيس الحزب، ليس ضعفاً، فهم ليسوا قلة، ولكن حكمة ووعياً سياسياً وحرصاً على وحدة الحزب والبلد !
إنها ممارسة راقية، وإن علق في بعض النفوس شيء من (لكن)، هي فطنة.. وحكمة.. وتسامي فوق الذات .
يجب أن يقر الجميع – كما أقر القيادي اليساري المعارض “الحاج وراق” عند سنوات المفاصلة – أن انقسام (الإسلاميين) في السودان يهدد وحدة واستقرار السودان، وأنه ليس من مصلحة أحد أيا كان توجهه، أن يعمل على انقسامهم وتشتتهم .
أحسنت يا دكتور “نافع”.. أحسنت.. أحسنت .