“فيصل حسن إبراهيم” صاحب الشخصية القوية
هل يستطيع حسم خلافات المؤتمر الوطني ويكبح جماح المتفلتين
الخرطوم – وليد النور
أدى القسم أمس الدكتور “فيصل حسن إبراهيم” نائباً لرئيس المؤتمر الوطني لشؤون الحزب ومساعداً له في رئاسة الجمهورية، خلفاً للمهندس “إبراهيم محمود حامد” ويقول مقربون عملوا مع “فيصل” في وزارة الزراعة والثروة الحيوانية والري بولاية الخرطوم، إنه شخص مرتب ويجيد متابعة التفاصيل الدقيقة جداً بنفسه وصاحب شخصية قوية وتدرج سريعاً في الوظائف القيادية من مدير عام وزارة ولائية لوالٍ ثم وزير اتحادي، وعرف بمناصرته للشباب وهو أول والٍ يعين معتمدين من أمانة الشباب وكذلك المديرين العامين للوزارات، و”فيصل” هو أحد كوادر الجبهة الإسلامية بجامعة الخرطوم، ويمتاز بقوة الشخصية والاعتداد بالرأي، وجاء “فيصل” إلى منصب نائب رئيس الحزب من وزارة الحكم اللامركزي أي أنه كان مسؤولاً عن (18) والياً وقبلها شغل منصب أمين الاتصال التنظيمي بالمؤتمر الوطني التي تعتبر (مطبخ) القرارات وغربلة (القيادات) الذين تتم المفاضلة في اختيار من يتولى المناصب التنفيذية من عضوية الحزب، فضلاً عن خبراته المتراكمة الطويلة في حكومة الإنقاذ، وهو من القلائل الذين لم يفارقوا الجهاز التنفيذي منذ التسعينيات، وصمد في مواجهة رياح التغيير العاتية، التي اقتلعت أقوى العناصر السياسية للمؤتمر الوطني في العام 2013م و2015م.
وإلى اليوم. وخبر جيل الشباب الذين الآن يتقلدون المناصب القيادية والمجالس التشريعية، وولاة في بعض الولايات، ومن الميزات التي يتمتع بها “فيصل” ويمكن أن تجعله ينجح في مهمته هي تكليفه من حزبه بمتابعة تنفيذ مخرجات الحوار الوطني التي خلقت علاقات طيبة بينه ووزراء حكومة الوفاق الوطني، التي تتابع تنفيذ المخرجات في المركز والولايات، كان وختامها قبيل تعيينه بيوم واحد بولاية الخرطوم، وكانت بمشاركة النائب الأول لرئيس الجمهورية رئيس مجلس الوزراء القومي الفريق أول ركن “بكري حسن صالح” بمحلية جبل أولياء بولاية الخرطوم.
وأدى نائب رئيس المؤتمر الوطني للشؤون الحزبية ومساعد رئيس الجمهورية د. “فيصل حسن إبراهيم” القسم أمام رئيس الجمهورية، المشير “عمر البشير” ،ببيت الضيافة، بحضور مولانا رئيس القضاء بروفيسور “حيدر أحمد دفع الله”، ووزير رئاسة الجمهورية، دكتور “فضل عبد الله فضل”.
وأكد د. “فيصل حسن إبراهيم” في تصريحات صحفية التزامه بالقيم والمعاني العظيمة التي وردت في القسم من حيث احترام الدستور والديمقراطية والحكم اللامركزي والحفاظ على وحدة البلاد وسيادتها، وأكد أن الحوار الوطني سيظل وثيقة وطنية قومية حيث إنها وحدت الإرادة السودانية، مبيناً أنه سيعمل بكل جد واجتهاد من أجل إنفاذ مخرجات الحوار الوطني فضلاً عن استكمال قضية السلام بجانب العمل على تحقيق المعافاة والاستقرار للاقتصاد السوداني.
السيرة الذاتية
ولد “فيصل حسن إبراهيم” بقرية “البحرية” بمحلية أم دم حاج أحمد، مع استقلال البلاد في عام 1956م. والده كان أفندياً، وبحكم أنه رجل شرطة فتنقل به وإخوته في أماكن عدة، لتتوزع مراحله التعليمية الأولية والثانوية بين النهود والأبيض، وتخرج من كلية البيطرة في جامعة الخرطوم، ودرس الماجستير في العلوم البيطرية ونال دكتوراه في العلوم البيطرية، وفي إطار النشر العلمي والمؤتمرات والزيارات الخارجية، نشرت له عدة أوراق عملية في مجلة السودان للعلوم البيطرية، وفي المجلة الأمريكية للأدوية والسموم، وشارك في العديد من مؤتمرات الطب البيطري العربي في كل من القاهرة وبغداد وعمان والخرطوم، وخلال مسيرة حافلة زار الدكتور أكثر من (37) دولة.
“فيصل” تنفيذياً
عين في بداية التسعينيات وزيراً في ولاية واراب، ثم وزيراً للزراعة ونائباً لوالي الخرطوم لمدة خمسة أعوام متصلة، وفي العام 2005م عقب توقيع اتفاقية السلام (نيفاشا ) كان أحد ثلاثة مرشحين لمنصب الوالي حظوا بشكر وعرفان في المواقع التي كانوا يشغلونها، وتم انتخابه والياً لولاية شمال كردفان التي كانت تضم ولاية شمال كردفان الحالية والست محليات الغربية من ولاية غرب كردفان التي تم تذويبها في ولايتي شمال وجنوب كردفان. وعمل “فيصل” في منصب الوالي قبل أن يتم إعفاؤه، وتعيينه وزيراً للثروة الحيوانية وتعيين “محمد أحمد الطاهر أبو كلابيش” بديلاً له .وعندما جاءت انتخابات العام 2010م خاض “فيصل” انتخابات الشورى بحزب المؤتمر الوطني، وحصد أعلى الأصوات حتى من الوالي حينها، وتفجرت مشكلة بينه ونائبه في الولاية وزير التربية والتعليم “الطيب حمد أبو ريدة”، مما اضطر الحزب لسحبه في آخر يوم لقفل باب الانسحاب وتقديم “معتصم ميرغني حسين زاكي الدين” بدلاً عنه ليحتفظ “فيصل” بمنصب وزير الثروة الحيوانية حتى انتخابات العام 2015م، ليتحول إلى وزارة الحكم اللامركزي، وواجه فيها تحديات عدّة من بينها واقع اجتماعي متحرك على رمال الجهوية وتقاطعات قبلية بغطاء من المظالم وخطاب التهميش السياسي والخدمي.
ألفة الولاة
تمثل وزارة الحكم اللا مركزي الوزارة الثانية بعد وزارة رئاسة الجمهورية، وأول من تقلدها في حكومة الإنقاذ هو الدكتور “علي الحاج محمد”، إبان تقسيم الولايات من (9 إلى 25) ولاية في تسعينيات القرن الماضي، وكان يتابع مع النائب الأول حينها “الزبير محمد صالح” وعليهما اختيار المحافظين والوزراء الولائيين الذين يتم تعيينهم بمراسيم جمهورية بتوصية من الوزارة والولاية، وجاء “فيصل” للوزارة بشخصية تمتاز بالصرامة والحسم، فكان تنفيذياً شديد الاهتمام بالتفاصيل والترتيب ويجيد المتابعة القاسية وملاحقة مرؤوسيه، وكان يجمع بين الاتصال التنظيمي والحكم اللا مركزي.
وبهاتين السلطتين أحكم “فيصل” قبضته على الولايات، وأخضع (18) والياً، وأكثر من (923) وزيراً ولائياً و(157) عضواً تشريعياً ينتمون لحزبه، ليكونوا تحت سلطاته المستمدة من رئاسة الجمهورية.