رأي

إضاءة

البندول.. رقم قياسي

خالد الفاضل

* الحقيقة التي يجب أن تقال هي أن الزمن القياسي الذي استطاع فيه الفنان الشاب أحمد فتح الله البندول سحب الأضواء من النجوم الذين سبقوه في الساحة الفنية من أمثال طه سليمان وحسين الصادق وأحمد الصادق .. هذا الزمن القياسي يعتبر سابقة غير موجودة في الساحة الفنية، وكان المعروف أن القادم الجديد للساحة الفنية يظل لسنوات قابعاً بالقرب من دائرة الضوء، دون أن يستطيع اختراقها، وحتى عندما يتمكن من اختراق هذه الدائرة فإنه يقف في زاوية قصية منها .إلا أن ما فعله البندول كان مغايراً ومفاجئاً إذ أنه استطاع إقصاء نجوم لهم وزنهم وجماهيريتهم في ظرف زماني قصير جداً، وفي لحظات أصبح هو الفنان الأكثر ظهوراً والأكثر جماهيرية، وفي لحظات استطاع سحب البساط من تحت اقدامهم .بدليل حفلاته الجماهيرية التي تفوق فيها من حيث العدد حفلات طه سليمان وحسين الصادق ومنتصر هلالية و محمد النصري .
* وإذا رجعنا بالذاكرة إلى الوراء سنجد أن طه سليمان مثلاً ظل لسنوات طويلة يحتل المركز الثالث أو الرابع بعد الراحل الكبير محمود عبد العزيز والراحل نادر خضر وعصام محمد نور، ولم يصل إلى الموقع الأول إلا بعد رحيل الحوت ونادر، وأيضاً تكرر هذا بالنسبة لحسين الصادق وشقيقه أحمد فقد ظلا لفترة طويلة يتقاسمان لقب فنان الشباك الأول مع طه سليمان ومنتصر هلالية وغيرهما، ولم ينفردا به إلا بعد سنوات طويلة. أما محمد النصري وبالرغم من أنه لم يجد منافسة حقيقية في ساحة أغنية الطنبور، إلا أنه لم يصل إلى مركز فنان الشباك إلا بعد سنوات وسنوات، وما زال الفنان منتصر هلالية على سبيل المثال يصارع منذ سنوات للوصول إلى مركز متقدم، ولكنه لم يستطع إقصاء من سبقوه رغم اجتهاده.. وهكذا فقد أثبتت التجارب أن مسألة الوصول إلى القمة في الفن السوداني تحتاج لوقت طويل.. حتى ظهر البندول وقلب هذه القاعدة رأساً على عقب .واستطاع في زمن وجيز التربع على عرش فنان الشباك الأول بدون منازع .. المهم أن البندول قدم حادثة غير مسبوقة في الساحة الفنية باكتساحه لكل من سبقه في الساحة الفنية في زمن قياسي، والدليل على ذلك استحوازه استحوازاً تاماً على كل وسائط الميديا ووسائل التواصل الاجتماعي، والدليل كذلك أنه أصبح الآن الفنان الوحيد الذي باستطاعته إقامة حفلات جماهيرية بكل ثقة دون أن يتخوف من قلة العائد من ورائها، بل إن متعهدي الحفلات يعتبرونه الكرت الرابح في إحياء الحفلات الجماهيرية. ولكن هل سيصمد البندول وسيواصل تصدره لقائمة فنان الشباك الأول، أم سيظهر آخر يقصيه إلى ركن مظلم قصي مثلما فعل هو مع من سبقوه.. ربما .

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية