الديوان

انتعاش سوق العشابين والعلاج البلدي

مفارقات الأوضاع الاقتصادية في المرافق الصحية

تقرير: فاطمة عوض
آثار سالبة ألقت بظلالها على الأوضاع الصحية والاجتماعية جراء التأثيرات الاقتصادية، وراج انتعاش سوق العلاج الشعبي والبصير في أعقاب زيادة تكلفة العلاج وارتفاع أسعار الأدوية فضلاً عن رفع رسوم زيارة المستشفيات وانعكس ذلك على تخفيف الزيارات الاجتماعية وزوار المستشفيات .
تقول إحدى الموظفات إذا استمر الوضع بهذه الصورة، سيحدث انهيار لأسر كثيرة مستورة وتدخل دائرة الفقر، خاصة الموظفين الذين يعانون من عدم توفر الترحيل، ووصفت إحدى المواطنات الوضع بالمخيف، خاصة وأن المرتبات ثابتة والأسعار متزايدة، مشيرة إلى أن وضع منسوبي القطاع الخاص والحكومة أفضل لوجود التراحيل والبدلات، كما أن الحكومة تقوم بعمل معالجات، ولكن هناك مؤسسات كثيرة لا تتبع للقطاع الخاص تكون أكثر تأثراً وأكثر من يتأثر هو الموظف، وليس لديه وسيلة دخل أخرى غير مرتبه، غير أن الأطباء رفعوا أجور عياداتهم، الأمر الذي دفع عدداً كبيراَ من المرضى للجوء للعلاج البديل والبلدي والأعشاب.
وقالت المواطنة آمنة إنه بعد زيادة تكلفة العلاج لجأت إلى تناول العلاج البلدي (الحرجل والنعناع والقرفة وغيرها) بجانب علاج العشابين باعتباره أقل تكلفة.
أتوقع أن يحدث تفككاً للأسر وحالات طلاق لبعض الأزواج غير المقتدرين، خاصة مع زيادة مصاريف المدارس وطعام الأطفال، وأكيد فإن كثيراً من الأسر تخلو فاتورتها من استهلاك الألبان بالرغم من وجود أطفال لديها وتخلو من الكثير من الاحتياجات الضرورية .
الوضع الحالي أدى إلى عزوف المرضى من محدودي الدخل عن العلاج في المستشفيات الخاصة، بعد ارتفاع تكلفة العلاج ومقابلة الطبيب ورسوم المعامل والأدوية، حيث صارت قبلة لطبقة الأغنياء وميسوري الحال، وقال المواطن أحمد حسن إن تكلفة العلاج مرتفعة حتى في المستشفيات الحكومية والمؤسسات التابعة للتأمين الصحي، بجانب زيادة رسوم الدخول للمستشفيات إلى 15جنيه مما دفع كثيراً من الزوار إلى التخلي عن العادة التي قال إنها اجتماعية ودينية، ولكنها جاءت في مصلحة ذوي المرضى بتجميع مبلغ الرسوم من أهل المريض وكل من يود الزيارة، ودفعها للمساهمة في تكاليف العلاج والإقامة .
وكان وزير الصحة ولاية الخرطوم بروفيسور مأمون حميدة انتقد زوار ومرافقي المرضى بالمستشفيات . وقال إنهم أهلكوا المستشفيات بسبب تزاحمهم والمظاهر السالبة المتمثلة في وجودهم بأعداد كبيرة ، حتى داخل العناية المكثفة، وإدخال الأطعمة مما تسبب في انتقال البكتيريا، ووصفهم بالعبء الثقيل على المستشفيات لتزايد تكلفة الصرف على المستشفيات .وقال إن زيادة رسوم زيارة المستشفيات الي 15جنيه ليس بغرض تجميع أموال وإنما لإيقاف زيارة المرضى وتخفيفها، وقال إن 40% من التكلفة في المستشفيات تذهب منصرفات للزوار . ولفت إلى أن الميزانية المخصصة للصحة تصل إلى 13%

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية