حوارات

المجهر تقلب أوراق العمر مع الباشمهندس محمد حسن الباهي مدير الصناعات الحربية السابق

صلاح قوش يتمتع بذكاء وقوة شخصية ففضلته- مديراً لليرموك - على عثمان ميرغني

شعبان نبهت الحركة الإسلامية ألا تعتمد على الأحزاب التقليدية ومنحها أدوار هامة
الشيوعيون بعد المرحلة الثانوية أصبحوا أقرب إلى الإسلاميين
جوبا كادت أن تسقط لولا هذا السلاح
هذا ما قاله لي علي عثمان بعد انقلاب 1975وهؤلاء جندوني للحركة الإسلامية
حوار – صلاح حبيب
تنقل في العديد من المناصب منذ مجيء الإنقاذ، فشغل منصب مدير الصناعات الحربية، ومن ثم وزير الدولة بالطيران ووزارة التعليم العالي ثم مديراً للعملة، وهو من الشخصيات التي تتمع بالذكاء منذ أن كان طالباً بجامعة الخرطوم، والتي أسند له فيها مهاماً كبيرة، حاولنا أن نقترب منه أكثر فى هذا الحوار منذ المولد والنشأة والدراسات والمحطات الهامة في حياته، فتناولنا الكثير من الخبايا والمعلومات التى يحتفظ بها، وعلاقته بالفريق أول صلاح قوش ولماذا اختاره مديراً لليرموك بدلاً عن الباشمهندس عثمان ميرغني، فنترك القارئ مع الجزء الأول من الحوار التوثيقي معه، فكان السؤال الأول: من هو محمد الحسن باهي؟
محمد الحسن الباهي مولود في السوكي ولاية سناربدأت مراحلي الدراسية بولاية سنار، التحقت بجامعة الخرطوم كلية الهندسة الكيمائية.
* من هم زملاء الدفعة ؟
دفعتي الأصلية كانت سنة 75 يفترض أن أتخرج معهم، ولكن تأخرت لثلاث سنوات عنهم
* والسبب؟
العمل السياسي
* ومتى تخرجت؟
تخرجت في 1978
* هل أعتقلت؟
أُعتقلت عدة مرات وفصلت عدة مرات من الجامعة بسب العمل السياسي
{ متى كان التحاقك بالحركة الإسلامية؟
– سنة 66 بمدرسة سنار الثانوية
{ من الذي جندك؟
– أذكر شخصين كان لهما الفضل في انضمامي للحركة الإسلامية منهم الدكتور علي الطيب الأمين أخصائي جراحة العظام المعروف، وعمر الخليفة طه وهو رئيس هيئة الأركان بالقوات المسلحة السابق، وأذكر أيضاً الهادي أحمد خليفة وعلي التوم الأمين منذ المرحلة الثانوية في سنار.
* هل تتذكر من كان معك في سنار الثانوية؟
– هجو قسم السيد نائب رئيس المجلس الوطني الحالي، وعمر خليفة طه وعبد الله الشيخ محمد أخصائي كبير والسر بوش أخصائي أيضاً ومجموعة كبيرة
{ لماذا اخترت الحركة الإسلامية، وماذا الأحزاب الأخرى؟
اخترت الحركة الاسلامية لأننا كنا أولاد أقاليم ولم يكن لدينا فكرة جيدة عنها، ولكن وجدناها استجابت لشيء في قلوبنا، لأنها تدعو للتدين والاستقامة وحتى الاهتمام الأكاديمي كان أكبر، وفي ذلك الوقت كان يسيطر الشيوعيون وعرفوا بتصرفات نحن لم نكن نحبها، مثل أنهم كان جزء كبير منهم يسكر ولا يحترم الشعائر الدينية، لذلك شعرنا أن مكاننا الطبيعي هو الحركة الإسلامية.
* هل تتذكر أسماء من الشيوعيين الذين كانوا معكم؟
– كثيرون هنالك الخير مصطفى وأستاذ الفاضل وحماد وهم كلهم تركوا الشيوعية وأصبحوا أقرب للإسلاميين، وأذكر منهم محمد علي قوي، ولكن من التقيته منهم وجدته ترك الشيوعية وأصبح أقرب للإسلاميين .
* من هم الطلاب الذين التقيت بهم وأنت داخل جامعة الخرطوم؟
– أشخاص كثر ومن الذين أحبهم ولهم تأثير كبير لما حدث لي في جامعة الخرطوم عبد الله عمر محمد، وكان سفيرنا في اليابان، وأحمد خليل حمزة وكان مدير مصنع أسمنت عطبرة لفترة وأذكر منهم فتحي السيد عبد الكريم ومكاوي محمد عوض وزير النقل والطرق الآن وبكري عثمان سعيد الرجل المعروف صاحب ومدير عام جامعة أفريقيا العالمية، وصديق بشاشة معتمد بحري السابق، وخالد أحمد الحاج مدير المياه سابقاً، وعبد الرحيم محمد حسين كان صديقنا وأخونا وزميلنا، وكان في جامعة السودان
* ما هي الأحداث التي شهدتها وأنت طالب بجامعة الخرطوم؟
– جامعة الخرطوم كانت مليئة بأحداث كثيرة في فترة السبعينيات، ومايو كانت في بداياتها، ونحن كإسلاميين كنا نقف في الاتجاه الآخر، ومن الأحداث إسقاط نظام اليساريين في الجامعة، وكان هنالك اتحاد مكون من المؤسسات اليسارية وكانوا يمنعون الإسلاميين وغيرهم من المشاركة في العمل السياسي، قمنا في نهاية سنة 70 بمظاهرات مشهورة، وهذا من الإنجازات الهامة وبعده تكون اتحاد عن طريق التمثيل الحر وهذا الاتحاد قام بثورة شعبان المشهورة سنة 73، وأنا في ثورة شعبان كنت مكلفاً بعمل المدارس الثانوية، وكانت تدار عن طريق مكتب في الجامعة، والسودان في ذلك الوقت كان فيه حوالي 111 مدرسة ثانوية فقط، وكان مطلوباً منا رغم صغر سننا أن نشارك في المظاهرات التي عمت السودان في 73 بجميع المدارس، وتمكنا بفضل الله من الوصول لكل المدارس في اليوم المحدد، وخرجوا في مظاهرات ضد نميري رحمه الله، وكانت ثورة لها أثر كبير على أي طالب عاش في تلك الفترة، حتى اليساريين شاركوا فيها باعتبار أن الشعارات التي رفعتها شعبان كانت قوية للحرية والتقدم، واشترك فيها أيضاً حزب الأمة والاتحاديون وغيرهم من التيارات السياسية في ذلك الوقت، وأنا اعتقلت في ثورة شعبان وقضيت فترة من الزمن في سجن كوبر .
{أنت كنت منسق الولايات ما هي المهام الموكلة لك؟
– كان لدينا مكتب كامل، وفي أي مدرسة هنالك أشخاص مسؤولين منها يسافرون لها بصورة منتظمة أثناء السنة الدراسية، ويلتقون بمسؤول الحركة الإسلامية في المدرسة، ويتابعون معهم سير العمل الإسلامي وأكثره عمل دعوي وسياسي، وكان هنالك اهتمام بالتعبد والشعائر وضم أكبر عدد من الطلاب بالحركة الإسلامية، وأيضاً الحركة الإسلامية كانت تحاول أن تكون متابعة للأحداث السياسية
{ ما هي المداس التي كنت مكلفاً بها آنذاك؟
– كل مدارس السودان
* ذكرت ثورة شعبان والتى شارك فيها معظم الطلاب والأحزاب، في اعتقادك ما هي الأسباب التي أدت لفشل شعبان؟
– أفتكر حتى أنا لو ذكرت أسباب قد لا تكون هي الأسباب الحقيقية، أفتكر السبب الأهم هو أن الظروف لم تكن قد نضجت، ومايو كانت قوية، وما وجدته من دفعة من اليساريين وهم كانوا راسخين في ذلك الوقت، وكانوا أقوى من المعارضة التي خطتها لم تكن كاملة، والتنسيق بين أطرافها لم يكن جيداً، ونحن كإسلاميين قمنا بالجزء الذي يلينا بإخراج الطلاب والمظاهرات وتم ذلك بصورة ممتازة، وحزب الأمة كانوا مكلفين بجوانب أخرى، وكان مفترض أن يحدث دعم عسكري لشعبان، كُلفت به جهات أخرى ولم تستطع القيام به، وهذا ما نبه الحركة الإسلامية بعد شعبان أن تكمل احتياجاتها، وأصبح لديها بعد ذلك وجود في كل المجالات، بما في ذلك الوجود العسكري، وشعبان نبهت الحركة الإسلامية ألا تعتمد على الأحزاب القديمة في القيام بأدوار هامة في أي تغيير في المستقبل، يحصل في البلد وجعلهم يهتمون بالجوانب العسكرية والأمنية والسياسية داخل إطار الحركة الإسلامية
* ما هي المحطات الهامة في حياتك؟؟
– من المحطات الهامة غير العمل السياسي كلفت بعد شعبان بعمل المرأة في الجامعة، وكانت الحركة الإسلامية تقابل مشكلة في عمل المرأة في ذلك الوقت، لأن معظم الطالبات بعيدات من الحركة الإسلامية ومعارضات لها، وكنا نشعر بأن هنالك مشكلة في الحركة الإسلامية أنها رجالية فقط، وغاب عنها العنصر النسائي، وفي تلك الفترة حدثت ثورة كبيرة في الحركة الإسلامية من ناحية مفاهيم وتثقيف داخل الحركة الإسلامية، وكيفية التعامل مع المرأة من خارج الحركة الإسلامية، وكانت النتيجة تغييراً كبيراً في الحركة الإسلامية، وانضمم لها عدد كبير من العناصر النسائية، وهذه العناصر قامت بدور كبير في كل ما قامت به الحركة الإسلامية من ذلك الوقت وحتى اليوم،
* من كان معك فى هذا التكليف ؟
هذا التكليف رغم أننا كنا طلبة كان معي عبد الفضيل الذى استشهد في 75 وفضل السيد عبد القادر مختار أبو قصيصة، وأستاذة اسمها آمنة بدري، وكان لها دور كبير حيث ثقفتنا بإرثها من جدها بابكر بدري، وأذكر أنها أحضرت لنا مذكرات بابكر بدري، من الأشياء الهامة التي أتذكرها حصرنا مشاكلنا التي تواجهنا في كيف نستطيع ضم عنصر نسائي للحركة الإسلامية وكانت الثقافة السائدة وسط الإسلاميين أن الأخ المسلم في الجامعة لا يتحدث مع المرأة، سواء أكانت إسلامية أو يسارية وهي أبعد، خاصة إذا كانت غير محتشمة، وكنا نعتبر الحديث مع المرأة نوعاً من الخلوة، وإن كان في الشارع، وأسئلة كثيرة جمعناها، وأذكر من الناس الذين شاركوا في جمعها عبد الفضيل أبو قصيصة وذهبنا بها إلى شيخ حسن وهو عمل منها رسالة المرأة، وشيخ حسن لم يضع وقتاً كثيراً في مناقشة الموضوع وأجاب على أسئلتنا، وإجاباته نحن عملنا بها نقاشات داخل أروقة الحركة الإسلامية، وكانت النتيجة ممتازة، وحدث تغيير كبير في مفهوم الحركة الإسلامية في هذه الناحية، ونفتكر أن انضمام العنصر النسائي للحركة الإسلامية رجح كفة الحركة الإسلامية في العمل العام، على كافة الأحزاب الأخرى، ورغم أن التجربة غير مشهورة إلا أنني أفتكر أنها من أجل الأعمال، وحتى اليوم عندما التقي بواحدة من الأخوات في المناسبات أجدها تعتبر تلك المرحلة مهمة جداً في حياتها .. والآن أصبحت الحركة الإسلامية حتى على مستوى العالم الإسلامي تختلف عن بقية الحركات الإسلامية، فالعنصر النسائي فيها كبير وفاعل ومؤثر
* ومن المحطات الهامة الأخرى؟
– محطة أخرى في 75 انقلاب حسن حسين المشهور، وهذا الانقلاب أثر علينا كثيراً في الحركة الإسلامية والجامعة، لأنه كان مفاجأة للحركة الإسلامية، وأنا كنت مسؤول الجامعة في ذلك الوقت، واستيقظنا في الصباح وعرفنا أن هنالك انقلاباً، وجمعت مكتبي وكان فيه أحمد خليل حمزة وسيد الخطيب ودكتور حسب الرسول صديق وعبد العزيز عثمان مدير سوداتل سابقاً، وهم كلفوني بالذهاب إلى الأستاذ علي عثمان محمد طه
* ما هي وظيفته وقتها؟
كان مسؤولاً عنا كطلاب لمعرفة موقف الحركة الإسلامية من هذا الانقلاب، هل هو صديق أم غير ذلك، وحصلت مفاجأة عند ذهابي لعلي عثمان ووجدته خرج وترك لي وصية عند أخيه عبد المنعم، وهو المستشار القانوني لبنك السودان الآن، فقال لي شيخ علي قاليك هو لا يعرف شيء عن الانقلاب، وخرج للاستفسار وطلب مني التصرف حسب المعطيات التي أمامي، الانقلاب حصل ولا أحد منا يعرف عنه شيئاً.
* ماذا فعلت ؟
– رجعت الجامعة ووجدت تغييراً كبيراً حصل، وحصلت مقاومة من عساكر نميري مع الانقلابيين، وحصلت معركة أمام الجامعة مباشرة وعساكر نميري غلبوا عساكر الانقلاب، وعساكر الانقلاب دخلوا الجامعة بزيهم وسلاحهم، الإخوان الذين كانوا موجودين في الجامعة ساعدوا العساكر لإخفاء سلاحهم وأعطوهم ملابس مدنية
* ما هو القرار الذي أُتخذ من جانبكم؟
– القرار الواضح كان أن نبتعد عن العساكر بقدر المستطاع، لكن الأمور سارت في غير هذا الاتجاه الذي نريده، وما فهمه نميري أننا وقفنا مع الانقلابيين وساعدناهم، ناس نميري كانوا عنيفين وجاءوا فتشوا الجامعة، وجمعوا السلاح واعتبروه سلاح الحركة الإسلامية، وهو لم يكن سلاحها، وبعد ذلك بدأت حملة عنيفة ضد الإسلاميين، وأُعتقل منهم أعداد كبيرة في جميع السجون
* هل اعتقلت معهم ؟
– أنا أعتقلت بعد عدة شهور، وكان هذا التأخير لحكمة، وانا كتبت مذكرة عن هذه المشكلة أنه كان لا ينبغي أن تفاجأ الحركة الإسلامية بمثل هذا الحدث، ودفعت بها للمكتب القيادي، وكان مسؤولاً منه شيخ حسن، وقلت في المذكرة إننا يجب أن نؤسس مكتب أمني مهمته أن الحركة الاسلامية لا تفاجأ بأحداث هامة في السودان مثلما حدث في انقلاب 75، وبعد أيام جاءني الرد على يد عبد الرحمن إبراهيم نقيب المحامين السابق، وكانت هذه بداية مكتب المعلومات، وهو لم يكن اسمه مكتب المعلومات كان فيه شعبتين المعلومات والعمليات، شعبة المعلومات معروف العمل الموكل لها بجمع المعلومات التي تهم الحركة الإسلامية، وبالذات نحن كنا منشغلين بالنشاط اليساري، وبالذات البعثيين التابعين لصدام حسين، وكانوا يريدون أن (يمسكوا) البلد، وكادوا أن يفعلوا ذلك بدعم من العراق وصدام حسين، وكنا نشعر أننا إذا نجحوا سنكون في وضع سيئ جداً
* إذا ما هي مهمة مكتب العمليات؟
– مكتب العمليات كان المقصود به القيام بعمليات صغيرة لجمع المعلومات، وكان المسؤول عن هذا المكتب سعد الدين البشرى وكيل وزارة الطاقة في التشكيل الجديد، وهذا المكتب قام بثورة كبيرة جداً داخل الحركة الإسلامية مثل الثورة الأولى التي أدخلتنا في التعامل مع العنصر النسائي، فهذا المكتب أدخلنا في أشياء تحتاجها الحركة الإسلامية، وكلفنا بجمع المعلومات عن أجهزة الأمن الموجودة في جميع أنحاء العالم، وأرسلنا لأصدقائنا في بريطانيا والعراق وغيرها ليمدونا بالمعلومات، ووصلتنا المعلومات واستفدنا منها عن المخابرات البريطانية والكي جي بي السوفيتي ومجاهدي خلق، وكانت منظمة ضد الشاه في ذلك الوقت، وكانت لديهم مقدرات أمنية كبيرة، وكانت لديهم كتابات استفدنا منها أكثر من غيرهم، وفي أمريكا اللاتينية كانت هنالك منظمات لديها كتابات واستفدنا منها لتكوين فكرة عن عمل الأمن، شعبة العمليات أُصيبت بضعف لأنها حلت محلها الحشد الكبير لكل الاسلاميين داخل السودان وخارجه وأصبحت عندما تكون هنالك معلومات تهم الحركة الإسلامية يقومون بإيصالها، ولم نكن في حاجة لعمليات لجمع المعلومات، لذلك أصبحنا في وضع الصورة واضحة لنا تماماً، بعد ذلك المكتب عمم للحركة الإسلامية داخل وخارج الجامعات، وكان له دور كبير في جعل الحركة الإسلامية ترى الصورة بوضوح، وعندما فكرت في انقلاب 89 لم تجد أي صعوبة في تنفيذه .
* عرفت أن صلاح قوش قالوا كان مسؤول عن مركز المعلومات بجامعة الخرطوم ما هى حقيقة ذلك وكيف تعرفت عليه ؟
– صلاح عبد الله محمد صالح المشهور بصلاح قوش انضم للمكتب منذ دخوله الجامعة سنة 78 وأتذكر أننا خرجنا من السجن وكان هنالك احتفال أُقيم في الجامعة بمناسبة الطلاب الجدد بالجامعة، وكنا نحتفل بالاسلاميين منهم، وأنا لاحظت منهم صلاح قوش وجمال زنقا، ونحن كنا أكبر منهم بكثير، والناس شعروا أنهم أذكياء وثابتين ورشحوا منذ وقت مبكر ليكونوا في مكتب المعلومات، لأن المكتب أيضاً كان يدرب الناس ويثقفهم في العمل الاستراتيجي .لذلك معرفتى به كانت بالجامعه رغم أننا أكبر منه.
{ امتدت علاقتك بصلاح قوش
– علاقتي لم تكن متصلة كنت أقابله على فترات متباعدة .
{ هل تولى مكتب المعلومات بالجامعة؟
– في تلك الفترة لم أكن على صلة بالجامعة، لأنني تخرجت وكنا نتعامل مع المكتب من الخارج
* وكيف التقيت به مرة أخرى ؟
– بعد قيام مجمع اليرموك وكان ضخماً وكان استجابة لاحتياج السودان الكبير للسلاح، لأن الجيش والدفاع الشعبي كانت قوات متحمسة، ولكن كان يخذلها السلاح، لأن الحصار بدأ بعد الإنقاذ، وربنا وفقنا بقيام مجمع اليرموك بمجهود أناس كثيرين من الدولة والحركة الإسلامية، وفعلاً صلاح قوش رشح كأول مدير بالنسبة للمجمع، وأنا أفتكر أنه نجح نجاحاً باهراً، وأنجز إنجازات كبيرة قد تكون أكبر من إنجازاته في مجال الأمن، ونحن في فترة قصيرة جداً في مجمع اليرموك استطعنا توفير احتياجات الجيش من المسدس والكلاشنكوف وجيم 3 الرشاش والقرنوف والمدفع آر بي جي والدوشكا وكل احتياجات القوات المسلحة بنسبة قد تصل إلى أكثر من 80-90% وأصبحنا غير محتاجين لاستيراد هذا السلاح وذخائره، بل أصبحنا في وضع يجعلنا نساعد غيرنا ممن يحتاجون لدعم في هذه المجالات. صلاح كان مدير المجمع منذ البداية وإلى أن تركه مديراً عاماً لجهاز الأمن.
* كيف تم اختياره مديراً لليرموك ؟
بعد أن أكملنا عملنا في الصناعات الحربية كنا فى حاجة إلى مدير لليرموك، وكانت المنافسة بينه والباشمهندس عثمان ميرغني رئيس تحرير التيار الحالي، فأجريت المعاينة للاثنين، ولكن فضلت صلاح قوش على عثمان ميرغني
* والسبب؟
صلاح كان يتمتع بذكاء شديد ويبقى في العمل لفترة طويلة جداً وكان العاملون يحبونه جداً، لانه يقضي لهم حوائجهم عكس عثمان ميرغني، وهذا مما شجعني على أن أختاره دون عثمان
{ قبل ذهابه لجهاز الأمن أنت ذكرت أنه ذهب إلى جوبا ؟
– نعم أنا أتذكر جداً أول يوم خرج إنتاجنا من السلاح الآر بي جي ذهبنا لاختباره في الخلاء، وكان مفترض يكون معنا صلاح قوش، وأنا حضرت في المجمع للذهاب معهم للتجربة، وأنا كنت مسؤولاً من الصناعات الحربية وواحد منها المجمع، ووجدت أن صلاح ذهب إلى جوبا بتوجيه من الفريق بكري لأن الوضع كان سيئاً في جوبا، وطلب منه الذهاب لتقديم المساعدة بخبراته الأمنية، وهو كان يراسلنا عن طريق الطائرات، فأرسل لي رسالة يطلب المدد من السلاح، لأن جوبا محاصرة فقلت له السلاح سنقوم بتجربته في الخلاء فاقترح ان يجرب السلاح على الطبيعة، وفعلاً تحرك نحو الميل أربعين ومدوهم بالسلاح ودخلوابه معركة في نفس اليوم، وكانت المفاجأة رهيبة والسلاح حسم المعركة والدبابات اليوغندية التي كانت تهاجمنا كانت متفوقة علينا من ناحية التسليح، ولكن الاربجي المصنوع في مجمع اليرموك استطاع حسم المعركة لصالحنا بسهولة.
* ومعركة عدارييل؟
هي أيضاً كانت في نفس الأيام وجاءتنا فكرة أن يذهب مجموعة من الذين صنعوا السلاح للعمليات ويكونوا موجودين في مناطق العمليات إذا حدثت أعطاب في السلاح يعرفوها لمراجعتها في التصنيع ويقدموا تقرير حي عن اداء السلاح وفعلاً ذهبت مجموعة من الشباب وأنا أذكر حوالي 28 وكلهم استشهدوا، وهذه واحدة من الغلطات أنهم لم يكونوا قد تلقوا تدريباً كافياً واستشهدوا بالقرب من عدارييل، وبعد ذلك لحق بهم مجموعة من الهيئة أذكر منهم صلاح قوش وعبد الحليم الترابي وكانت المفاجأة المتمردين كانوا متقدمين نحونا وحشدوا كميات كبيرة من الأسلحة وكانوا على وشك اجيتاح عدارييل، فمن الأشياء التي أشهد بها لصلاح أنني عندما وصلت وجدتهم عائدين من معسكر المتمردين . وصلاح كان يقوم بمناوشات للمتمردين إلى أن وصل المدد من الدمازين وانتصرنا عليهم في عدارييل.

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية