تقارير

زيارة نائب رئيس الوزراء التركي للخرطوم.. الأجندة والتفاصيل

الخرطوم – ميعاد مبارك
منذ زيارة الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” للبلاد، توالت الزيارات المتبادلة بين الخرطوم وأنقرة متسارعة، ولم تفصل سوى أيام بين زيارة وزير الخارجية بروفيسور “إبراهيم غندور” لتركيا ولقائه بالرئيس التركي ووزير خارجيته وزيارة نائب رئيس مجلس الوزراء التركي للبلاد أمس.
هذه الزيارات المتسارعة أثارت العديد من التساؤلات حول شكل ومجالات التعاون السوداني التركي، وهل يقتصر على تعاون اقتصادي محدد بجزيرة سواكن أم أن التعاون بين البلدين بات أكثر اتساعاً وأن هنالك ملفات أخرى تجاور ملف سواكن على طاولة المسؤولين في الخرطوم وأنقرة؟
وقد صل، أمس (الثلاثاء)، إلى البلاد نائب رئيس الوزراء التركي “هاكان جاويش” في زيارة تمتد ليومين لمناقشة القضايا ذات الاهتمام المشترك بين البلدين، حسب ما هو معلن، والتقى المسؤول التركي أمس بالنائب الأول لرئيس الجمهورية رئيس مجلس الوزراء القومي الفريق أول ركن “بكري حسن صالح” ووزير الخارجية بروفيسور “إبراهيم غندور”.
{ جولة أفريقية
قال نائب رئيس الوزراء التركي في تصريحات صحفية، أمس، بمجلس الوزراء إن زيارته للسودان تأتي في إطار جولة أفريقية، وكذلك في إطار متابعة تنفيذ قرارات ما تم الاتفاق عليه بين رئيسي البلدين خلال زيارة الرئيس التركي في ديسمبر الماضي، فضلاً عن بحث تنفيذ الاتفاقيات المشتركة بين البلدين.
جولات المسؤولين الأتراك في أفريقيا ربما تحمل دلالات جدية حول استيعاب تركيا لشكل صراع القوى العالمية، وأهمية وضع بيادقها في المكان المناسب من الرقعة.. وربما تسعى تركيا لشراكة اقتصادية مبتكرة مع القارة السمراء من أجل منفعة مشتركة.
أما فيما يلي الشراكة السودانية التركية، فقد وقع البلدان خلال زيارة “أردوغان” للبلاد عدداً من الاتفاقيات المشتركة التي يبدو جلياً مدى أهميتها من خلال التقارب بين البلدين والاجتماعات المشتركة بين المسؤولين في أنقرة والخرطوم.. فهل يحمل “جاويش” المزيد من الملفات؟ أم أنها جاء للوقوف على سير ما سبق التوقيع عليه من اتفاقيات؟
{ لقاء “بكري” و”جاويش”
افتتح النائب الأول لرئيس الجمهورية رئيس مجلس الوزراء القومي حديثه في تصريحات صحفية عقب اللقاء بالإشادة بالعلاقات السودانية التركية والتعاون الوثيق في مختلف المجالات بين البلدين، في وقت أكد فيه المسؤول التركي أن لقاءه مع النائب الأول كان مثمراً ومفيداً وتناول آفاق التعاون ودفع العلاقات الثنائية، مشيراً إلى زيارة الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” للسودان في ديسمبر الماضي، وقال إن تلك الزيارة (تركت دافعاً قوياً لتقوية العلاقات بين الخرطوم وأنقرة)، وزاد: (جئت لأشكر الشعب السوداني على موقفه الداعم لتركيا في معركتها المستمرة ضد الإرهاب خاصة في منطقة عفرين السورية).
ربما يكون جلياً أن الخرطوم أعلنت عن تواصل جهودها في مكافحة الإرهاب، وكذلك تركيا هي الأخرى تخوض حربها في نفس السياق، ولكن ما لم يتم إيضاحه هو كيفية دعم الخرطوم لتركيا في معركتها المستمرة ضد الإرهاب خاصة في منطقة (عفرين السورية).
{ سير المشاريع المشتركة
“جاويش” قال إن اللقاء مع النائب الأول تطرق لتقييم البرامج والمشروعات وكيفية سيرها، وأشار إلى الروابط التاريخية التي تربط الشعبين.
وحول ما أثير عن جزيرة سواكن التي خلفت الكثير من الجدل، خاصة بعد تضارب الأخبار حول إمكانية وجود اتفاق مشترك بين الخرطوم وأنقرة لإنشاء قاعدة عسكرية تركية في البحر الأحمر، نوه نائب رئيس الوزراء التركي إلى أن منطقة سواكن ذات مساحة محدودة لا يمكن أن تقوم عليها قاعدة عسكرية، مبيناً أن القصد من إثارة هذه الأحاديث هو إساءة العلاقات بين البلدين وإثارة الفتنة في المنطقة.
وأوضح نائب رئيس الوزراء التركي أن مؤسسة التعاون التركي (تيكا) تقوم بمشروعات وبرامج بجزيرة سواكن بولاية البحر الأحمر، مبيناً أن زيارته تأتي للوقوف على هذه المشروعات، وأن سواكن تعدّ من الآثار التاريخية المهمة والعريقة، لذلك فإن تركيا ستعمل على إعادة سواكن لتكون قبلة سياحية وتاريخية كما كانت في تاريخها القديم، وقال إنه خلال الأيام الماضية زار وفد كبير من المعماريين والمهندسين والفنيين جزيرة سواكن وذلك لوضع البرامج والخطط والمشروعات التي سيجري تنفيذها بها.
وحسب مصدر دبلوماسي رفيع، سيزور نائب رئيس الوزراء التركي ولاية البحر الأحمر.
{ المسؤول التركي يزور دارفور
وقال “جاويش” إن برنامجه يشمل زيارة لشمال دارفور لافتتاح متحف السلطان “علي دينار” بعد أن تم ترميمه وإعادة تأهيله، مبيناً أن هذا العمل يأتي وفاءً من الأمة التركية للسلطان “علي دينار” الذي قدم خدمات جليلة للأمة الإسلامية.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية