حوارات

نائب رئيس حزب الأمة القومي الفريق “صديق محمد إسماعيل” لـ(المجهر)

*"الصادق" في القاهرة لترتيب لقاء لقوى "نداء السودان" وسيعود نهاية هذا الشهر

*ما في زول بقول اعتقلوني وكون الشخص لم يعتقل لا يعني أن يرمى بالعمالة
* أولوياتنا أن يكون السودان موجوداً ومؤتمرنا العام سيعقد حينما تزول المخاطر

حوار – فاطمة مبارك
تعيش الساحة السياسية حالة من التعقيد يصعب معها التنبؤ بما ستؤول إليه الأوضاع في قادم الأيام، فعلى مستوى الحزب الحاكم يبدو أن هناك تحولات على مستوى الحزب والحكومة قد تغير ملامح المشهد ابتدرها بعودة الفريق أول “صلاح قوش” لجهاز الأمن والمخابرات.. على صعيد أحزاب المعارضة التي يعتبر حزب الأمة القومي أبرز أحزابها، هناك حالة من عدم الاتفاق والتنسيق برزت خلال التظاهرات الأخيرة التي دعت لها لمناهضة الأوضاع الاقتصادية.. (المجهر  (جلست مع نائب رئيس حزب الأمة القومي الفريق “صديق إسماعيل “في حوار تناول تعقيدات المشهد السياس  الراهن والأوضاع داخل حزب الأمة القومي بعد اعتقال بعض قياداته وبقاء رئيس الحزب السيد “الصادق المهدي” في القاهرة، التي جاءها من أديس أبابا وما دار من حديث حول احتمال أن يستقر بها، والتباينات الموجودة على مستوى الحزب وبين الحزب وبعض أحزاب المعارضة فماذا قال..
{متى سيعود رئيس حزب الأمة بعد الأخبار المتداولة حول عدم عودته؟
السيد الصادق خرج لملتقى بأديس أبابا بدعوة كانت معلومة للناس وفي طريقه للقاهرة للالتقاء بقوى سياسية للإعداد لملتقى آخر في باريس وبعد ذلك سيعود للوطن ومكتبه أصدر بياناً ووضح هذه الحقيقة والحديث عن أنها إقامة اختيارية سابق لأوانه.
{قيل إن الشركاء المعارضين طلبوا منه أن يبقى خارج السودان؟
نحن لم نطلب منه هذا ولم نسمع أن هناك من طلب منه هذا الطلب وهو خرج ليعود، هناك لقاء لقوى نداء السودان في باريس ويتم الترتيب له وهو آثر أن يكون بالخارج في محاولة لتجميع المشاركين وحشدهم لحضور الاجتماع.
{هل خشي أن يتم اعتقاله ويمنعه ذلك من المشاركة في لقاء قوى نداء السودان؟
لا اعتقد أنه خشي الاعتقال لكن وجوده بالخارج كان ضرورة حتى يسهل الاتصال بالآخرين وفي مصر يوجد أشخاص أكثر فاعلية لمكونات نداء السودان يستطيعون المساعدة في الاتفاق لعقد هذا الاجتماع والجهات التي يمكن أن تسهل موجودة في الخارج.
{هل تحدثت معه بعد مغادرته البلاد؟
تحدثت معه ولم يقل لي إنه سيقيم بالخارج وهو حسب ما أعلم سيعود نهاية هذا الشهر.
{ نداء السودان عملياً لم يعد فاعلاً بعد الانقسامات التي طالت بعض قواه ما جدوى هذا اللقاء؟
نداء السودان كونته أجسام، الجبهة الثورية جزء منه، وهو يتكون من أربعة أجسام الآن. ثلاثة مكونات موجودة والقوى السياسية المدنية موجودة. قوى الإجماع الوطني برئاسة “فاروق أبو عيسى” أيضاً موجودة، بجانب منظمة كونفدرالية المجتمع المدني، وأنا متفق معك أن الخطوط تباعدت بعد الانقسام الذي حدث في الجبهة الثورية والتنازع الداخلي، لكن نحن نسعى لتقريب وجهات النظر حتى ينهض هذا الجسم.. الآن عدد كبير من مكونات نداء السودان انتظمت في قوى تسمى قوى تحالف المعارضة وهي وعاء أوسع.
{ ما دواعي الحرص على مسمى “نداء السودان”؟
نداء السودان حريصون عليه لأنه يجمع بين المعارضة المدنية والمسلحة، لذلك نسعى لتجديد الالتزام به وتنشيطه.. نحن لا نريد أن يحدث تغيير في النظام وتكون هناك مجموعة تعمل خارج أطر السلام، هدفنا الأساسي أن يكون هناك سلام شامل، ولا يتحقق ذلك إلا إذا اتفقت كل الأطراف على دعمه، ويكون هناك تحول ديمقراطي شامل، وهذه المطالب تحتاج إلى وحدة صف، لذلك نحن مصرون على هذا اللقاء للتراضي على الحد الأدنى من التوافق السلمي لإحداث التغيير المطلوب.
{ عدم اعتقالكم في التظاهرات الأخيرة واعتقال ثلاثة من نواب الرئيس في حزبكم أعاد الحديث عن علاقتك بالنظام. فلماذا لم يتم اعتقالك؟
مسألة الاعتقال متروكة للشخص الذي يصدر القرار ما في شخص بيقول اعتقلوني، لكن الذي لا يعتقل إذا أردنا أن نقيم موقفه نقيمه من خلال سلوكه مع الحدث، فالمناسبات التي أقيمت واعتقل بسببها بعض العضوية أنا كنت موجوداً فيها ابتداءً من ميدان الأهلية وغيره من المواقع حتى عدنا إلى دار الحزب، ثانيا أنا أشجع التظاهرات وظللت أدعو الشعب السوداني للتمسك بحقه والمطالبة باستحقاقاته وأندد بتعاملات النظام غير الدستورية وكون أنني لم اعتقل هذا لا يعني أن يرمى الشخص بالعمالة كما أن هناك كثر لم يعتقلوا لذلك هذا حديث فيه عدم منطق وعقلانية وأنا لا أعتقد أن هذا معيار لقياس التزام الشخص الالتزام يكون بالعطاء والعمل فإذا تقاعس أو تردد يمكن أن يقال عنه مثل هذا الكلام، والمسلمون دخلوا معارك كثيرة ما كلهم استشهدوا.
{ربما لأنك كنت من أنصار الحوار والمشاركة مع النظام؟
هذا غير صحيح أن وجودي في منابر الحوار مع النظام كانت بتكليف من الحزب وليس مسألة شخصية، وحينما رأى الحزب إيقاف ذلك تركت هذه المنابر وذهبت ولم استجب لأي محاولة لجرجرتنا كأفراد لأن المؤتمر الوطني حاول أن يستثمر وجودنا معه معتبراً أننا يمكن أن نخالف الحزب إلا أننا التزمنا بخط الحزب ولم نقبل أي مساومة في هذا الموضوع لكن اعتقد لابد من إيجاد حل سلمي، لأن السودان الآن في خطر حقيقي، هناك مخاطر إذا لم نحسن إدارة الأزمة سنفقد الميدان الذي نتصارع حوله نحن نريد أن نبقى على كرامة وسيادة السودان ونعيد ه لوضعه الطبيعي، لابد من عقلانية وتقديم تنازلات والانتقال لمربع الوفاق الوطني والوفاق لا يعني الارتماء في أحضان النظام، بقدر ما هو عمل وطني تطلبته ضرورة المرحلة حتى نحافظ على السودان.

{كيف استقبلت عودة “صلاح قوش” لجهاز الأمن والمخابرات؟
أنا تفاجأت واندهشت وهذا شأن كثير من الناس لأن منطق الأشياء يقول إن هذا شأن لا يمكن أن يحدث وهذا لا يتكرر إلا في السودان، فشخص كان رئيساً لجهاز الأمن أكبر مؤسسة لتأمين النظام والدولة رئيسها يزج به في السجون ويعفى من موقعه ويغيب عن المسرح أكثر من خمسة أعوام ثم يعود للموقع.
{في أي سياق فهمتها؟
فهمتها في إطار أن هذا الرجل له تأثير حقيقي في مسرح الأحداث وكان يمكن أن يحقق أشياء كثيرة للنظام، لكن النظام استمع لخصومه، واذكر أن الفريق “قوش” بعد عودته من أمريكا طرح مشروع الحوار الإستراتيجي مع الأحزاب السياسية، وبدأ يدعو الناس ويتواصل معهم، خصومه استثمروا هذه المسألة ونقلوا للرئيس أن هذا الشخص ترك العمل الأمني وبدأ يتواصل مع القوى السياسية وهذا ينذر بوجود مؤامرة.
{تقصد أنه سيسهم في الإصلاح؟
أتصور بعد تجربته السابقة لابد أن يأتي وهو مزود بأفكار ورؤى تصحح هذا الوضع، ثانيا موقف الغرب من الرئيس وعبر عن ذلك نائب وزير الخارجية الأمريكي بأن “البشير” لا يكون جزءاً من انتخابات 2020 م هذه تتطلب معالجات ووسيط يستطيع أن يلعب هذا الدور و”صلاح قوش” بحكم علاقته مع أمريكا أو بريطانيا ووجوده في الخليج يمكن أن يسهم في معالجة هذه القضايا.
{ يبدو أنكم ستؤجلون انعقاد مؤتمركم العام ؟
أنا قلت لك إن السودان كاد أن يضيع من بين أيدينا لذلك أصبحت الأولوية لكل مؤسسة سياسية في السودان أن نبقى على السودان وكل الجهود تسخر حتى يبقى السودان موجوداً في المسرح العالمي والإقليمي هذا جعلنا نتجاوز مسائلنا التنظيمية الحزبية، وليس إغفالاً لأهمية المؤتمر العام وضرورة انعقاده لكن هناك أمور قاهرة نحن بدأنا في تشكيل اللجنة العليا والتعبئة والتنظيم ليعقد المؤتمر في يونيو القادم، لكن جاءت الطامة الكبرى وعملنا ترتيب أولوياتنا بالبدء بمعالجة الأزمة الوطنية والحفاظ على السودان ثم بعد ذلك تأتي المسائل التنظيمية، مؤتمرنا سينعقد حينما تزول هذه المشاكل.
{قيل إنك على خلاف مع كثير من قيادات حزبكم ولهذا السبب تم إعفاؤك قبل ذلك من لجنة استقبال السيد “الصادق”؟
أولاً كما ذكرت لك التباين في وجهات النظر أمر طبيعي يمكن تكون لدى وجهة نظر اتفق فيها مع ناس واختلف مع آخرين حتى في منطقتي جنوب دارفور، يمكن أن يكون هناك من يختلف معي في بعض قناعاتي وفي طريقة إنفاذ ها ، لكن التباين لا يكون مبرر اً لقطيعة أو إقصاء أحد عودة الإمام حاجة صنعها رئيس الحزب هو كون اللجنة ولم يتشاور مع أحد وطلب منهم تشكيل لجنة وهم لم يشكلوها و”الصادق” هو من قدم مقترح أن تسند رئاستها للفريق “صديق” وهم لم يقوموا بهذا العمل وهو بعد شهرين قرر تشكيل هذه اللجنة وأنا كنت في القاهرة، الموجودون هنا ظنوا أن “صديقاً” هو من صنع هذا القرار وهو تجاوب معهم وأنا قبلت بذلك وأي مسؤولية لها تبعاتها والإنسان يقدم على المسألة ويتحمل تبعاتها أنا قبلت القرار وأصبح طبيعي يكون هناك آخرون يديروا هذا العمل وأنا كنت معهم واستقبلت الرئيس بعد عودته ولم أشعر بأن هناك أحداً قام بعزلي.
{أنت تتحدث عن التوريث وهذا يغضب بعضهم خاصة داخل الأسرة؟
حتى رئيس الحزب يتحدث عن عدم التوريث وهم من مصلحتهم أن لا يكون هناك توريث ويأتوا إلى المواقع بعطائهم لأنهم موجودون في مسرح العمل ولديهم كسبهم السياسي فأفضل أن يستثمروا هذا الكسب وتوسيع دائرة القبول السياسي التي تقدمهم بالتالي يأتوا للمواقع بحقهم لأن التوريث مخل ويتعارض مع معاني الديمقراطية والشراكة وإدارة الشأن داخل الحزب المرتكز على قواعد أسسها الآباء الذين لم يدعوا إلى التوريث وحتى سيد “الصادق” لم يأتِ بالتوريث وإنما وصل بعطائه وإسهامه، صحيح هناك من يرفعون شعار التوريث ويعتقدون هذا ابن الإمام “الصادق” لابد أن يكون في هذا الموقع واعتقد أن كل آل “المهدي” تبوءوا مواقعهم بكسبهم الذي يشهد به الآخرون وصناعة المقبولية وفي حزب الأمة القيادة لا تأتي بالتوريث وإنما بالعطاء والتواصل والارتباط بقضايا الجماهير والتعبير الصادق عنهم واحترام مشاعرهم.

{لماذا هناك أكثر من نائب رئيس في حزب الأمة؟
تعدد النواب أمر متروك لرئيس الحزب بموجب الدستور ونحن دستورنا لم يحدد عدد النواب وترك الأمر لرئيس الحزب ورب ضارة نافعة الآن ثلاثة من النواب داخل المعتقل فما بالك لو كان هناك نائب رئيس واحد ومعتقل أو ثلاثة ومعتقلين، اعتقد أيضا التعدد أعطى الحزب فرصة في أن يكون موجوداً بمؤسساته وعدم التغيب بسبب ظروف الاعتقالات.
{قيل تعدد النواب فرضته ظروف التباين؟
الناس لم يخلقوا ليكونوا متفقين، نختلف في الرؤى ونتفق في الآليات والخطاب الواحد ونحن من مدارس مختلفة وبيئات ومجتمعات مختلفة كل واحد لديه رؤى وتأثير في المجتمعات المختلفة اعتقد هذه ظاهرة إذا أحسن استخدامها ستكون عامل تقوية لكن يفترض يكون الناس صنعوا القوالب التي تجعلهم مكملين لبعض وأنا لا أعتقد هناك تنافر.
{بعد عودة السيد “نصر الدين الهادي”ما هي فرص عودته لحزب الأمة ؟
“نصر الدين” غادر السودان وهو نائب رئيس الحزب، ونتيجة لقناعات جديدة آثر أن ينضم لحزب آخر اسمه (حزب الأمة الجبهة الثورية) وظل يعمل داخل الجبهة الثورية وحسب دستورنا ونظامنا وفقا لإرادته هو أعفي من منصبه كنائب للرئيس وفقد تلقائياً عضويته في حزب الأمة القومي، وهذا هو الوضع الدستوري لكن للأمانة والتاريخ الرجل لديه عطاء وإسهام في بناء مؤسسات الحزب ولديه علاقات قوية جداً في قواعد المجاهدين باعتباره لعب دوراً كبيراً في 1976 وظل يعمل مع هذه القطاعات هو إذا أراد أن يتخلى عن حزب الأمة الجبهة الثورية ويعود لحزب الأمة سيجد التكريم والمكانة التي يستحقها تأسياً على ماضيه وإسهاماته ووجوده داخل حزب الأمة سيشكل إضافة.
{ألم يقل إنه عائد للحزب؟
لم اسمع منه وهذه القضايا في العادة تناقش مع رئيس الحزب، ورئيس الحزب لم يحدثنا حتى عن عودة “نصر الدين الهادي” وحزب الأمة في التعامل مع عضويته وقياداته لا يوصد الباب تماماً إذا أرادوا أن يواصلوا العطاء داخل حزب الأمة، خاصة إذا حافظوا على الاحترام المتبادل ولم يسيئوا، لكن من يسيئون سيجدون صعوبة في العودة للحزب.
{ماذا بشأن السيد “مبارك “بعد الخلافات التي طالت حزبه؟
“مبارك الفاضل” خرج وكون حزبه وذهب ووقف في المربع المناوئ لحزب الأمة القومي، ففي الوقت الذي لم يقبل فيه حزب الأمة القومي الحوار هو انضم للحوار وتحدث باسم حزب الأمة القومي، فوضعه مختلف تماماً وهو كسر كل مقاديفه التي يمكن أن تعيده لحزب الأمة، إلا إذا أراد الله أمراً لا نعلمه.
{المشهد السياسي معقد جداً كيف تنظر له؟
الوضع السياسي في السودان يعيش حالة من الربكة السياسية سواءً داخل النظام أو المعارضة وأعتقد الذي صنع هذا الواقع هو النظام الحاكم، مؤسسة الدولة أصبحت آلة يتحكم فيها شخص واحد وتحيط بها مجموعات لها مصالح شخصية ليس لها عمق وطني أو أي إحساس بالمسؤولية الجماعية تجاه الآخرين، لذلك توحي إليه بكثير من الآراء والأفكار وعلى ضوئها تتخذ القرارات التي تعطل كل مسيرة تبدأ من أجل الإصلاح وأقرب مثال الحوار الوطني رغم الآراء والملاحظات حول بعض مخرجاته لكن هم شكلوا حكومة الوفاق الوطني التي عجزت عن أداء مهامها لأن هناك تنازعاً داخل مكون الحكومة.
{ تقصد بين المؤتمر الوطني والأحزاب المشاركة في الحوار؟
بين أصحاب المشروع الذين يعتقدون أنهم امتداد لصناع الإنقاذ والذين جاءوا يعني (القادمين والقدامى)، وهذا الصراع وضع المشهد السياسي وموقف الدولة في حالة ضعف وأنا أدلل بحاجتين الأخ “أحمد بلال” هو من القادمين ووزير الإعلام ونائب رئيس الوزراء ورئيس القطاع الإعلامي بهذه الصفة أدلى بتصريح حول علاقة السودان بمصر فإذا به تقوم عليه القيامة ويستدعى في البرلمان ويضطر إلى الاعتذار، بينما هناك وزراء آخرون يفعلون الأفاعيل ولا أحد يسألهم، كذلك “مبارك الفاضل” هو نائب رئيس الوزراء ورئيس القطاع الاقتصادي عندما تحدث حول العلاقة مع إسرائيل النظام تبرأ منه ما عدا الرئيس الذي قال” مبارك الفاضل” رئيس حزب إن من حقه الإدلاء برأيه، كذلك جاء قرار الرئيس بتشكيل المجالس، وهنا سآخذ مجلس الإعلام وكان من المتوقع أن يكون رئيسه وزير الإعلام “أحمد بلال” لكن جيء بوزير الدولة بالإعلام ليرأس مجلس الإعلام، وكذلك مجلس الاقتصاد الكلي كان المقرر وزير المالية و”مبارك الفاضل” رئيس هذا القطاع ونائب رئيس الوزراء.
{المعارضة كذلك منقسمة؟
لا يوجد تحالف إستراتيجي متفق عليه وإنما لديهم تحالفات تكتيكية، هم يلتقون في تحالف تكتيكي لإزالة هذا النظام والنظام يزول بإرادة الشعب ووحدة الجبهة الداخلية والمعارضة، الآن هناك أصوات داخل النظام بدأت تعترض على سياساته وصلت القمة عندما كان هناك اعتراض على عدم تعديل الدستور في مجلس الشورى.. هذه كلها كانت عوامل يمكن أن تغذي المعارضة إذا كانت موحدة وقوية وستعبر عن أغلبية الشعب السوداني، لكن الشعب السوداني برغبة لإحداث التغيير يستطيع خلق الواقع الذي يخرجه من حالة التوهان وتحقيق السلام.
{ لا توجد رؤية إستراتيجية بسبب عدم الثقة؟
حزب الأمة يختلف عن الأحزاب الأخرى في أنه دائماً يتجاوز المرارات وينظر للمصلحة الوطنية العليا من خلال إحداث التوافق بين المكونات السياسية، وحزب الأمة ينظر للسودان المتعدد لكن الآخرين ينطلقون من مراراتهم.. إذا أخذنا الحزب الشيوعي نجده يتعامل مع الإخوان باعتبارهم العدو التقليدي، لمّا الحزب الشيوعي أتى بمايو الإخوان المسلمون كانوا أكثر جسارة في مقاومته، لأن الفكرة قائمة على الإقصاء.. البعثيون منطلقون من أنهم كانت لديهم الرغبة في إحداث التغيير، الآن أصبحت لديهم مرارات تنظيمية.. بالنسبة لنا في حزب الأمة القومي، الشيوعيون ضربونا في الجزيرة، ولازالت أيدي قياداتهم ملطخة بدماء الأنصار، لكن رغم ذلك نجلس ونتحاور معهم من أجل الوطن.. الإسلاميون أنفسهم غدروا بنا بعد أن أشركناهم في الشأن الوطني عقب انتخابات 1986 ومكناهم وأساءوا معاملتنا.

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية