(14) ميل تباعد شقة الخلاف خلال قمة البشير وسلفاكير
تباعدت شقة الخلاف خلال قمة الرئيس “عمر البشير” ورئيس دولة جنوب السودان “سلفاكير ميارديت”، في القصر الرئاسي الأثيوبي بأديس أبابا، بشأن الحدود والمنطقة منزوعة السلاح ومنطقة (14) ميل، ولم يتوصل الجانبان إلى تقدم يُذكر في المفاوضات، ولم يتم التوقيع على اتفاق نهائي رغم التقارب في بعض الملفات، ورجحت مصادر مقربة من التفاوض أن تعطي الوساطة الطرفين مهلة حتى عصر اليوم (الثلاثاء) لتقريب وجهات النظر، وسط تفاؤل مشوب بالحذر.
وانخرط الرئيسان “عمر البشير” و”سلفاكير ميارديت” ورؤساء وفدي البلدين “إدريس عبد القادر” و”باقان أموم”، بحضور رئيس الوزراء الأثيوبي ووفد الوساطة، انخرطوا في قمة رباعية مطولة ظهر أمس، استمرت ست ساعات من الواحدة ظهراً وحتى السادسة مساءً دون إحراز تقدم يُذكر في الملفات المطروحة على رأسها الحدود والمنطقة العازلة منزوعة السلاح ومنطقة (14) ميل. وخرج رئيس الوزراء الإثيوبي والوساطة الإفريقية من قاعة الاجتماعات ليبقى الرئيسان في محادثات مباشرة بحضور كل من “إدريس عبد القادر” من جانب السودان، و”باقان أموم” من جانب جنوب السودان. وتأتي الجولة الثانية لمباحثات الرئيسين بعد الغداء الرسمي الذي أقامه رئيس الوزراء الإثيوبي لوفدي البلدين السودان وجنوب السودان.
ورفض “البشير”، وفقاً للمصادر، مقترح الوساطة الأفريقية القاضي بخروج جيشي البلدين من منطقة (14) ميل، واتهم الوساطة بتدويل المنطقة، وبحسب مصادر موثوقة انخرط الرئيسان في اجتماع ثانٍ بدأ في الثامنة من مساء أمس للتباحث حول منطقة أبيي العصية على الحل.
ورجحت المصادر أن تعطي الوساطة الأفريقية مهلة جديدة قصيرة المدى للطرفين حتى عصر اليوم (الثلاثاء) لتقريب وجهات النظر حول القضايا محل الخلاف، وقالت إن شقة الخلافات لا تزال متباعدة، وأفادت أن رئيس الآلية الأفريقية رفيعة المستوى “ثابو أمبيكي” سيرفع تقريره النهائي إلى مجلس السلم والأمن الأفريقي عصر اليوم (الثلاثاء) توطئة لرفع التقرير الى مجلس الأمن الدولي.
وعلمت وكالة السودان للأنباء أن القمة الرباعية شكلت لجنة ثنائية برئاسة كبيري المفاوضين وزير الدولة برئاسة الجمهورية “إدريس محمد عبد القادر” و”باقان أموم” من دولة جنوب السودان لصياغة ما دار في الاجتماع ورفعه لاحقاً للرؤساء للبت فيه .
وكان الرئيسان عقدا منتصف مساء (الأحد) الجلسة الأولى للقمة بفندق الشيراتون بالعاصمة الأثيوبية أديس أبابا، حيث خرجا معاً من غرفة الاجتماع واستغلا المصعد إلى حيث إقامتهما داخل الفندق. ولم يدلِ الرئيسان بأي تصريحات، حيث احتشد عشرات الصحفيين المحليين والأجانب وسمح لهم بتصوير الرئيسين.
توقع “منير شيخ الدين” عضو الوفد الحكومي رئيس الحزب القومي الديمقراطي حدوث إختراق حول المنطقتين اليوم للجولة خاصة في ملف فك قطاع الشمال ارتباطه بدولة جنوب السودان، مؤكداً أن حكومة السودان قامت بتمثيل موقف تفاوضي اتسم بالقوة والموضوعية كإجراء ضروري لأجل التوصل لاتفاق حقيقي بدون تقديم أي تنازلات بولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق.
وقال “شيخ الدين” في تصريح لـ(smc) إن آلية التفاوض أصبحت مدركة لأبعاد القضية عبر ما قدمه الوفد المفاوض من رؤية وأفكار فضلاً عن الدعم من أهل المنطقتين باعتبارهم أهل المصلحة في قضية إبعاد شبح الحرب عند الولايتين، مطالباً بأن تتعامل حكومة جنوب السودان بمثل ما فعلت حكومة جمهورية السودان فيما يتعلق بتسريح أبناء المنطقتين في المؤسسات العسكرية والمدنية.
وأكد عدم جدية الحركة الشعبية وعدم توفر الإرادة السياسية لمفاوضيها لأجل التوصل لاتفاق سلمي ووضع حلول عاجلة لولايات النيل الأزرق وجنوب كردفان.