“قوش”: سنسخر إمكانيات الجهاز البشرية والمادية لقطع الطريق أمام المهربين والمضاربين بالأسعار
خلال تشريف النائب الأول لاحتفال تخريج الدفعة العاشرة بأكاديمية الأمن
الخرطوم – محمد أزهري
عاد مدير عام جهاز الأمن والمخابرات الوطني، الفريق أول مهندس “صلاح عبد الله” (قوش) إلى الأذهان مخاطباته الذكية عند ظهوره أمس (الإثنين) بجانب النائب الأول لرئيس الجمهورية رئيس مجلس الوزراء القومي، الفريق أول ركن “بكري حسن صالح” بمباني الأكاديمية العليا للدراسات الإستراتيجية والأمنية بسوبا جنوب الخرطوم، وشرفا حفل تخريج (الدفعة الأولى لدرجة الدكتوراه في الدراسات الإستراتيجية والأمنية والدفعة العاشرة ماجستير دراسات إستراتيجية (باللغة العربية) والدفعة الأولى ماجستير الدراسات الإستراتيجية والأمنية (باللغة الإنجليزية) والدفعات الثامنة والتاسعة والعاشرة لدرجة الدبلوم العالي والمهني في الدراسات الإستراتيجية والأمنية.
كان حضوراً
البروفيسور رئيس المجلس الوطني “إبراهيم أحمد عمر” والبروفيسور وزيرة التعليم العالي والبحث العلمي “سمية أبوكشوة” ورئيس القضاء “حيدر أحمد دفع الله” وقيادات الشرطة القومية والقوات المسلحة السودانية والهيئات الدبلوماسية وعدد من الوزراء الاتحاديين ووالي الخرطوم، هؤلاء كانوا حضوراً في الحفل.
النائب الأول لرئيس الجمهورية “بكري حسن صالح” قال إن البلاد خطت خطوات متقدمة نحو ترسيخ دعائم السلم والاستقرار رغم التحديات التي تواجهها، وأضاف إن الدولة تمضي بكل ثقة وثبات لإحكام أسس الدولة المدنية المقتدرة وسياساتها انطلاقاً من النجاح الذي تحقق بفضل تنفيذ رؤى مؤتمر الحوار الوطني بشقيه السياسي والمجتمعي.
تحية “بكري”
النائب الأول لرئيس الجمهورية قال نحي القائمين على أمر الأكاديمية العليا للدراسات الإستراتيجية والأمنية لدورهم في تزويد الكوادر الوطنية والقيادات بالعلم والمعرفة فضلاً عن العون الذي ظلت تقدمه كمنح دراسية للدول الشقيقة والصديقة إيماناً بوحدة المصير المشترك ودعماً لسياسة البلاد الفاعلة في الانفتاح والتعاون الإقليمي المثمر، وأضاف إن الأكاديمية تعد صرحاً ومنارة إقليمية تتمتع بروابط عالمية تزيد من قيمتها وتعين الدولة في مجابهة قضايا الجرائم العابرة للحدود وتهريب البشر وغسل الأموال وتجارة المخدرات وإفرازات الإرهاب.
(قوش) في أول مخاطبة
مدير جهاز الأمن والمخابرات الوطني الفريق أول “صلاح عبد الله” (قوش) قال إن دأب على تأسيس البنية التحتية الراسخة للمساعدة والسعي لتأسيس الدولة السودانية المبنية على قواعد علمية وحضارية ثابتة لذا عقد أهل الجهاز العزم وشدو الخطى للحاق بركب الأمم الأخرى التي سبقتنا في هذا المجال وأقرت أنظمتها الاجتماعية والسياسية وتفرغت لرفاهية شعوبها ومساعدة الآخرين.
وأضاف إن الأكاديمية العليا للدراسات الإستراتيجية والأمنية منذ إنشائها في العام 2005م تحت مُسمى أكاديمية الأمن العليا وتغيير اسمها في العام 2012م بعد اعتمادها من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ظلت تشهد عملية تطوير مستمرة، وذلك لاستيعاب الأعداد المتضاعفة سنوياً للالتحاق ببرامج الأكاديمية مشيداً بالدعم الذي ظلت تجده من قبل رئاسة الجمهورية وتابع أن الأكاديمية تعمل لخدمة مصالح الدولة الإستراتيجية من خلال ربط المراكز العلمية والبحثية بمؤسسات الدولة للمساعدة في اتخاذ القرار العلمي السليم.
هيهات
(قوش) استرسل أن جهاز الأمن والمخابرات الوطني ينظر دائماً لهذه الأمة السودانية على أنها رائدة في المنطقة والإقليم على المستوى العربي والأفريقي لما حباها الله من إمكانات مادية وبشرية لا يستهان بها رغم العوائق (بالذين رهنوا أنفسهم لأجندة الآخرين) ولا يريدون للوطن الخير والتقدم ويعملون على أن لا يستغل السودان كل تلك الخيرات والموارد الضخمة لصالح مواطنيه، وزاد (نقول لهم هيهات لن تدركوا ما تريدون دون أن نأخذ بأيدي كل من تسول له نفسه بالعبث بمقدرات البلاد ومقدراته الاقتصادية ويعبث بالنظم الإدارية للدولة ويشوه صورتها أمام الآخرين ونكرر بأن الدولة وأجهزتها النظامية لن تدع المخربين بأن يهنئوا بخططهم في التخريب والتشويه والإفساد.
واجب أخلاقي
(قوش) استطرد قائلاً إن واجبنا الأخلاقي تجاه البلاد هو التصدي بكل عزم وحزم وقوة لكل من يتصدى لمقدرات البلاد الاقتصادية والعبث بأمنه ولن نهدأ حتى ترجع الأمور إلى مكانها الطبيعي بتوظيف كل إمكانات الجهاز البشرية والمادية وتسخيرها لمعاش الناس اليومية دون أن تطالها أيدي المخربين والمهربين والجشعين المتلاعبين بقوت الشعب عن طريق المضاربة بالأسعار وتهريب السلع وثروات البلاد ومنتجاتها ويسعون لإضعاف العُملة .
التواصل مع الأشقاء
مدير جهاز الأمن الوطني تابع بالقول إن تخريج هذه الدفعة قصد به رفد البلاد بقيادات نوعية تعمل بالنهج العلمي لحل مشكلات البلاد لأنه في عصرنا الحالي لا مجال للتخبط والعشوائية في إدارة شؤون البلاد ونحيي الخريجين من الدول الشقيقة وننادي بضرورة التواصل مع الأشقاء الذين تربطنا بهم المصالح إيمانا بمبدأ اندياح العلوم لتجاوز عقدة الأنا والمكان لأن الجهاز يتطلع لعقد المنتديات الفكرية لأجل خدمة المنطقة ومحيطه الإقليمي لنمائه وأزدهاره ومن أجل تجاوز كل صورالتمرد والإرهاب والفساد مشدداً العزم على تجفيف منابع الإرهاب ولن نسمح لأي كائن من كان أن يستغل السودان اداة لهدم الآخرين .
وأضاف إن قرار رئيس الجمهوية القاضي بإطلاق سراح المعتقلين السياسيين بادرة حُسن نية.
تطور التعليم
وزيرة التعليم العالي والبحث بروفيسور “سمية أبو كشوة” قالت إن مسيرة التعليم العالي تشهد تطوراً ملحوظاً وإن البلاد بها أكثر من (120) مؤسسة تعليم عالي تستوعب مليون ومئتين طالب وطالبة.
وأضافت إن إستراتيجية التعليم العالي تقوم على النهوض بمؤسسات التعليم العالي لرفد سوق العمل بالمورد البشري المدرب، وقالت إن ثورة التعليم العالي حققت قفزات كبيرة في تنمية الموارد البشرية وذلك بفضل الدعم الذي ظلت توليه رئاسة الجمهورية للتعليم العالي والبحث العلمي.
انتشار إقليمي
الفريق أمن مهندس دكتور “توفيق الملثم” قال إن التخريج الأكاديمية جاء تحقيقاً للرؤية الهادفة لرفع قدرات القيادات في الدراسات الأمنية والإستراتيجية ومضاعفة أعداد القبول في برنامج الدبلوم والدكتوراه والدورات التأهيلية للقيادات في الدراسات الإستراتيجية واتخاذ القرارات ورفع الحس الأمني، وأضاف إن الدفعات المتخرجة شملت الدفعة الأولى دكتوراه في الدراسات الإستراتيجية والأمنية وعددهم (28) طالباً والدفعة العاشرة ماجستير وعددهم (34) طالباً والدفعة الأولى ماجستير المسار الإنجليزي وعددهم (9) خريجين من يوغندا وزامبيا وزيمبابوي وموزمبيق ودولة ليسوتو، والدفعات الثامنة والتاسعة والعاشرة للدبلوم العالي والمهني وعددهم (٦٧) خريجاً .
وأوضح الفريق الملثم أن الأكاديمية حازت انتشاراً في المحيطين العربي والأفريقي، وعملت على تدريب المئات من قيادات الدولة ومنظمات المجتمع المدني، سعياً لتحقيق الاستقرار والأمن بالوعي والمعرفة.