موسى يعقوب
الفترة التي قضاها الفريق في جهاز الأمن والمخابرات الوطني متنقلاً بين التخصصات فيه، ثم مديراً عاماً له حتى التحق بأمن الرئاسة الذي أعفى منه وإلى اتهامه بالمحاولة الانقلابية المعروفة التي دفع ثمنها إلى أن أدركه الإعفاء الرئاسي تعد تجربة لها مالها وعليها ما عليها في ما يرى الآخرون من المتابعين والمراقبين للشأن العام وربما هو أيضاً.
وللنظر الموضوعي لعودة الفريق “قوش” التي كانت مفاجأة للكثيرين نقول هناك تجربة ما بعد وقت من الإعفاء وهي تجربة اللجوء إلى العمل الخاص والعام. ونخص بالعام العمل البرلماني التشريعي الذي دخله ممثلاً منتخباً للدائرة التي نشأ فيها وعرفه أهله وعرفهم وكان له عطاؤه الخيري والمشهود في المنطقة عموماً ذلك أنه – كما تقول الوقائع- رجل وفاء، وفي هذا المنحى كان يقول ويكرر ورغم كل شيء إنه لن يتخلى عن حركته الإسلامية وحزبه السياسي (المؤتمر الوطني)، فما حدث من جفاء وظنون لم ينل من تبعيته العقدية والسياسية شأن آخرين (إذا أعطوا منها رضوا وإذا لم يعطوا إذا هم يسخطون .. !)
قرار السيد الرئيس في جمهورية دستورية رئاسية له مبرراته وتقديراته في كل الأحوال وإن كان لمدير الجهاز الوطني السابق – الفريق “محمد عطا” إنجازه- وهو يصاحب “قوش” نائباً له ثم خلفاً له لفترة طويلة ولابد أن ذلك كله كان في الوارد والقرار يتخذ والقسم يؤدى والمهام الجديدة يلقى بها بين يدي السيد “قوش” والجهاز الوطني للأمن يدخل مرحلة ربما كانت جديدة.
الكثير من الأقلام ومنابر الرأي احتفت بعودة الفريق “قوش” وذكرت له دوره في تحسين العلاقات الأمنية الأفريقية والعربية والعالمية وذلك أيضاً مطلوب ولم يقصر فيه الفريق “عطا” إلا أن مرحلة الأزمة الاقتصادية الداخلية ومحاصرة غلاء الأسعار وتهريب الذهب والتلاعب بالدولار، تحتاج في هذه المرحلة إلى عمل ما لابد منه أمنياً واقتصادياً وعبر التعاون مع الآخر الأمني والمخابراتي.
إن هذا كله وغيره يذكر في عودة الفريق “قوش” إلى موقعه المخابراتي الأمني السابق، غير أننا نقول هنا إن “صلاح عبد الله قوش” يحط رحله في الجهاز هذه المرة وبين يديه تجربتين :
{ تجربة عمله وأدائه السابق في الجهاز.
{ وتجربة لجوئه مؤخراً إلى العمل التشريعي والخاص.
فلكل واحدة من هاتين التجربتين إضافتها إلى المرحلة الجديدة التي بين يدي السيد الفريق “قوش”، إن هو عمد إلى تجويد أدائه وتحسينه بما يرضي الجميع ولا سيما أولئك الذين كانت لهم مآخذهم على تجربته السابقة وأنا وغيري منهم، فملف الابن “محمد الخاتم” الذي خرج من داره في يوم (الجمعة) 4 /مارس/ 2006م ولم يعد إلى الآن، و”قوش” يومها مديراً للجهاز – ما يزال حاضراً .. والقلب ينزف.. والأمر بيد الله سبحانه وتعالى .
هكذا أمر فالمرجو والمرتقب من الأخ “قوش” أن يقلب في ملفات تجربته الأولى والثانية ليطور أداءه ويرفع قدره أكثر وبالله التوفيق، فقد كان في مرحلة ودخل في مرحلة.