(الدكاترة) يا "علي عثمان" وألحقوا يا (مسيرية)!!
– 1 –
{ لفت انتباهي قبل يومين إعلان عبر فضائيات وصحف سودانية عن رغبة المملكة العربية السعودية في التعاقد مع أطباء (استشاريين) من مختلف التخصصات بواسطة إحدى وكالات السفر!
{ ومعلوم للجميع وأولهم الحكومة أن (آلاف) الاطباء (عموميين) و(نواباً) و(اختصاصيين) قد هاجروا خلال الأشهر الأخيرة إلى السعودية بموجب عقودات عمل للالتحاق بالمستشفيات في مناطق المملكة المختلفة.
{ بصفة عامة، فإن أي (تعاون) بين السودان والسعودية، سيكون بلا شك خيراً وبركة لفائدة البلدين الشقيقين، كما أن حكومتنا عجزت عن توفير فرص عمل، وشروط خدمة مجزية للأطباء (الشباب) مما دفعهم إلى الهجرة مضطرين ومرغمين. وبالمقابل، فإن العمل بالسعودية – تحديداً – سيضيف إليهم خبرات جديدة في التعامل مع الأجهزة الطبية الحديثة، وقد يفتح أمامهم فرص التدريب، والتأهيل والابتعاث – أحياناً – للتخصص في أوربا وأمريكا.
{ ولكن في الاتجاه الآخر، فإن بلادنا ستفقد كوادر وخبرات نوعية مميزة، هي في أمس الحاجة إليها، سواء في ما يتعلق بالأطباء أو بأساتذة الجامعات، حملة مشاعل النور، بناة مشاريع النهضة في السودان . (“3” آلاف هاجروا خلال الأشهر الماضية).
{ الضرر الأكبر على دولتنا سيكون بهجرة (كبار) الأطباء وهم (الاختصاصيون) و(الاستشاريون). والمفروض أن هذه الشريحة، أفضل حالاً من أطباء الامتياز والعموميين ونواب الاختصاصيين الذين يتعذر عليهم (تأسيس) و(تأثيث) عيادات أو بناء مستوصفات ومستشفيات خاصة، كما فعل بعضهم من ميسوري الحال.
{ إن التسليم بهجرة (كبار) الأطباء، مثل السماح بتصدير (إناث) الإبل، ففي الأولى استهداف لصحة المواطن، وتهديد حياة الآلاف بالوقوع يومياً ضحايا لأزمة (التشخيص الخاطئ)، وفي الثانية ضربة للاقتصاد السوداني ومستقبل الثروة الحيوانية في بلادنا.
{ سيدي النائب الأول للرئيس الأستاذ “علي عثمان محمد طه”: لا يستقيم أن تقود مشروع (النهضة الزراعية)، فتواجهك تحديات انهيار (الخدمة الصحية) بهجرة الأطباء التي يزعم وزير الصحة بولاية الخرطوم أننا (مكتفون ذاتياً) منهم!! هناك مدن وقرى في السودان لم تعرف منذ قيامها (زيارة) طبيب (اختصاصي) مطلقاً!! ولهذا يتزاحم الملايين على الخرطوم!!
{ وحتى في مستشفيات الخرطوم من المستحيلات أن تجد طبيباً (اختصاصياً) في أقسام الطوارئ، أو في (غرف الولادة)، وهي غالباً من الطوارئ، حيث يتركون كل الأعباء (للنواب)، ويكتفون (بالمرور)!! و(الفي العصر مرورو.. الليلة وين..)!!
{ سيدي النائب الأول.. الحقوا (الدكاترة).. البلد ماشه تفضى.. وح نرجع للعلاج (البلدي).. أو نرضى بتجارب و(تجريب) صغار الأطباء!!
{ لا بد من وضع ضوابط واتفاقيات (لا ضرر ولا ضرار) بين حكومتنا وحكومات بعض الدول العربية للاتفاق على أسس وضوابط لهجرة علمائنا وأطبائنا بنظام (التدوير) ولمدة محددة، يعود بعدها المهاجر إلى وطنه السودان.
{ متعكم الله بالصحة والعافية.
– 2 –
{ مقترح العودة إلى (الاستفتاء) لحسم نزاع منطقة (أبيي) بين السودان والجنوب هو (مقلب) جديد زرعه الوسيط “امبيكي” في عقول رئيس وأعضاء وفد الحكومة المفاوض في “أديس أبابا”، تماماً كما زرع منطقة (14 ميل) في خريطته المستحدثة لتكون (لغماً) مستمراً في حرب الدولتين!! والغريب أن وزير الدفاع رئيس اللجنة السياسية والأمنية صرح بأنهم وافقوا على الخريطة (من أول يوم)!!
{ خيار (الاستفتاء) يعني العودة للحرب مرة أخرى، مباشرة بعد ظهور نتيجة (الاستفتاء) التي لن تكون لصالح (المسيرية) والسودان، مهما كانت الأحوال، ولو صوتت قطعان أبقارهم معهم!!
{ نتيجة الاستفتاء ستكون لصالح (دينكا نقوك) والجنوب، ولن يقبلها بالتأكيد (المسيرية)، وتبدأ (الخرخرة).. و(الحرب).. (الخاء) و(الحاء)!!
{ وما زال وفد الحكومة يبلع (الطعم) بعد (الطعم).. و(العظم) بعد (العظم).
{ أيها (المسيرية).. عوووك.. أحسن توافقوا على التقسيم الجغرافي.. قسمة الأرض أفضل من استفتاء تطلعوا منو خسرانين ولو صوتت أبقاركم!!
{ لقد كنت شاهد عيان على محكمة “أبيي” في “لاهاي” ووافق وفد الحكومة على قرارها ووافق بعض (زعماء) المسيرية، واعتبرت الحكومة القرار انتصاراً لها، ولم تمض أشهر حتى تبخر كل شيء.. كلام الليل يمحوه النهار.. وكأننا لم نسافر إلى “لاهاي”.. ولم تخسر حكومتنا مئات الآلاف من الدولارات على سفريات.. وأتعاب محامين (خواجات)!!
{ التقسيم ينهي المشكلة.. والاستفتاء سيكون (قنبلة موقوتة) موعد تفجيرها يوم إعلان النتيجة.
{ أنا ما قادر أفهم.. الوفد المفاوض دا بفهم بي وين؟! ومتين؟! وهم لسه ما عارفين “امبيكي” دا شايت وين!!