{ القرار الجمهوري المفاجئ الذي أصدره رئيس الجمهورية “عمر البشير” صباح (الأحد) وقضى بعودة الفريق أول ركن مهندس “صلاح قوش” مرة أخرى إلى قيادة جهاز الأمن والمخابرات أحدث ضجة كبيرة وأثار ردود أفعال واسعة، وما زال هو حديث الساعة، وسيظل حديث الناس كل الناس لفترة طويلة قادمة لما فيه من عنصر المفاجأة وجرأة اتخاذ القرار.
{ ملفات كبيرة وقراءات كثيرة أكدت أهمية عودة رجل بكفاءة وكاريزما وقوة شخصية الفريق “صلاح قوش” في هذا التوقيت الذي تمر به البلاد بظروف عصيبة، وأهمها الأزمة الاقتصادية التي تأذى منها الشعب السوداني مباشرة، وتسبب في تفاقمها متمردو السوق المطلوق (تجار الدولار وتجار الاحتكار وسماسرة رفع الأسعار).
{ رئيس الجمهورية “البشير”أعلن (الخميس) الماضي وهو يخاطب القوات المسلحة بمدينة بورتسودان ، المضي في المعالجات الاقتصادية إلى حد العلاج بالكي، وأكد عزم الدولة على قطع الطريق أمام المتربصين ومروجي الأزمات ومجابهة ضعاف النفوس المتاجرين بقوت المواطنين، وعندها توعد هؤلاء قائلاً (القطط السمان المصوا دم الشعب السوداني بندخلهم في جحورهم).
{ وإذا كان حوش الأزمة الاقتصادية أثير فيه الكثير من الأحاديث المحبطة والشائعات المخربة بالإضافة لتنبؤات وتوقعات المستقبل التي تنذر بما هو أسوأ، وكذلك استقبل حوش الأزمة العديد من الإجراءات الاقتصادية المعالجة، وكان آخرها السياسات التي أصدرها بنك السودان المركزي.. لكن الآن وبعودة الفريق “قوش” نستطيع أن نقول (يا دوب الكلام دخل الحوش)، ما يؤكد ذلك أن القطط السمان بالفعل بدأت الدخول إلى جحورها فور إصدار هذا القرار الرئاسي المباغت.
{ وفيما يخص الأزمة الاقتصادية، وقبل وصولها لهذا المنعطف الخطير، كثيراً ما نبهنا الجهات المسؤولة وذكرنا (بكل الوضوح) أن تجار الدولار وقادة فوضى الاحتكار وسماسرة رفع الأسعار هم الأكثر خطورة على البلاد من الحركات المسلحة وقادة التمرد، لذلك ظللنا نطالب الدولة بالتعامل معهم بالحسم.
{ وبعودة “قوش” الكلام دخل الحوش والقطط السمان تدخل جحورها.
} وضوح أخير
{ العديد من مدعي النضال على مواقع التواصل الاجتماعي ما زالوا ينشطون على اختلاق الأزمات وإثارة الفتن ما ظهر منها وما بطن، محاولين تعكير المياه ما بين الأوساط السياسية والإعلامية بهدف الوقيعة بين من يعملون لخدمة البلاد.. وهؤلاء (الفتانين) برغم أنهم ظلوا يرمون بشباكهم المنسوجة بخيوط الخبث والمكر في كل الشبكات لكنهم لم يصطادوا غير السراب والوهم والخيبات.