ينعقد خلال الشهر الجاري بالخرطوم المؤتمر القومي للثروة الحيوانية، وأحسب أن انعقاد هذا المؤتمر يجيء في فترة نحن أحوج ما نكون إليها لتحريك قطاعاتنا الإنتاجية وزيادة مساهمتها في الناتج المحلي الإجمالي عن طريق زيادة الصادرات من الثروة الحيوانية (حية ومذبوحة)، لأن الصادر منها دون المطلوب مقارنة بالقطيع القومي الذي يتمتع به السودان خاصة إذا علمنا أن آخر تعداد حيواني كان قد أكد أن أعداد الثروة الحيوانية بالسودان تبلغ (108) آلاف رأس، ولكن الواقع يقول غير ذلك.. فما يمتلكه السودان أكثر مقارنة بالرقم المعلن الذي نعتمد عليه في تقديم المعلومات باعتباره الرقم المعتمد من السودان.. وهنا أقول لابد من تحديث المعلومات دورياً حتى وإن كلف ذلك الكثير من المال لأننا نعيش عصر المعلومات والبيانات الدقيقة التي تعين في رسم الخطط والسياسات.. فعندما نقدم معلومة غير دقيقة أو غير صحيحة فإننا حتما سنضلل أنفسنا قبل الآخرين.
أيضاً صادر الثروة الحيوانية البالغ (6) ملايين أرى أنه قليل في ظل المتاح، وندعو عبر هذه المساحة ضرورة الاستفادة من الإقبال العالمي على اللحوم السودانية بما تتميز به من ميزات باعتبار قطيعنا يتجول ويتغذى في مراعي طبيعية ممتدة على طول مناطق الثروة الحيوانية.
إذن لابد من الاستفادة من المؤتمر القومي للثروة الحيوانية والذي يجيء تحت شعار (الثروة الحيوانية أمن غذائي ودعامة للاقتصاد الوطني).. نتمنى أن تنفذ كل توصياته خاصة وإن رعايته من قبل رئاسة الجمهورية ممثلة في رئيس الجمهورية ونائبه الأول.. فإذا ما تم تنفيذ توصياته فإننا حتما نستطيع أن نحقق شعاره ونحقق شعار وزارة الثروة الحيوانية الذي رفعته: (ثورتنا في ثروتنا).
نعم الثروة الحيوانية أمن غذائي ودعامة للاقتصاد الوطني.. وما بين الأمن الغذائي ودعامة الاقتصاد الوطني نجد المواطن الذي يكتوي بلهيب مختلف أسعار السلع والتي من بينها منتجات الثروة الحيوانية (اللحوم البيضاء والحمراء ومنتجات الدواجن).. فأسعار منتجات الثروة الحيوانية مرتفعة فنتمنى أن تكون هنالك مجهودات وشراكة مع القطاع الخاص لخلق آلية تؤدي إلى انخفاض الأسعار و(بلورة دور الثروة الحيوانية في الاستثمار التنموي وتأكيد دور القطاع الخاص الاستثماري في قيادة جهود الاستثمار كشريك فاعل مع رصيفه القطاع العام) أو كما أكدت أهداف المؤتمر وأن يكون المؤتمر فرصة لإنجاح هذه المهمة.. أيضا نتمنى أن يكون المؤتمر فرصة للترويج عن الثروة الحيوانية بالسودان خاصة وأن هنالك مشاركة عالمية وذلك في ظل الإقبال الكبير على السودان بعد رفع العقوبات الاقتصادية على السودان لأننا حتى الآن لم نستفد الاستفادة القصوى من رفع الحظر ــ وذلك بشهادة الجهات العليا المسؤولة عن أمر اقتصادنا ــ وأن نبدأ البداية الفعلية من خلال هذا القطاع خاصة وإن من ضمن أهدافه إبراز قيمة الثروة الحيوانية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية وتحقيق مبادرة رئيس الجمهورية للأمن الغذائي التي كان قد رفعها ووجدت ترحيباً من كل الدول.
وحتى نحقق (ثورتنا في ثروتنا) وكل الأهداف التي وضعت علينا أن نعد العدة من أجل النهوض بهذا القطاع الحيوي الإستراتيجي.