(ا)
قال ابن زيدون:
لو أن أمري في كتم الهوى بيدي
ما كان يعلمُ ما في قلبي البدن
(إذ إن الحب لا يقبل الغتاتة)
(2)
ما الحُب يا قلبي بجرمٍ
إنما جرمي بأني واثقٌ بعماكَ
قالوا الهوى أعمى وعقلك مبصرٌ
فتخير الخِلّ الذي يهواكَ
(3)
لا يجملُ الحقد من تعلو به الرتب
ولا ينالُ العلا من طبعه الغضبُ
(4)
أقول لهم وقد جدّ الفراق
رويدكم فقد ضاق الخِناقُ
رحلتم بالبدور وما رحِمتم
مَشُوقاً لا يبوخ له اشتياق
….
متى يصحو الفؤاد وقد أديرت
عليه من الهوى كأس دهاق
….
حديد بارد في اللوم قلبي
فليس له إذا طرق انطراق
(5)
قد يطفح اللوم حتى أن صاحبه
ينسى الحياء فيغدو يدعي الكرمَ
إن الجهالة إن كانت قذى بصر
رأى الضلالة هدى واستسمن الورمَ
ما للغواة ارعواء عن غوايتهم
إن لم يكن السيف يعلو منهم القِممَ
كم من أرذال أطغتها سفاهتها
حتى ادعت وهي أذناب لها الشممَ
(6)
أقول والبرق يسري في مراقدهم
يا ساهر البرق أيقظ راقد السمرِ
يا أيها العرب هبوا من رقادكم
فقد بدأ الصبح وانجابت دُجى الخطر
كيف النجاح وأنتم لا اتفاق لكم
والعود ليس له صوت بلا وتر
مالي أراكم أقل الناس مقدرة
يا أكثر الناس عدّاً غير منحصر