استطلاع كشف غياب تحية الإسلام).. و(المجهر) تطلق حملة (السلام عليكم)
(افشوا السلام واطعموا الطعام وصِلُوا الأرحام وصلّوا بالليل والناس نيام تدخلوا الجنة بسلام)
المجهر – خالد الفاضل
أصبح تبادل تحية الإسلام (السلام عليكم) بين المسلمين فضيلة مفقودة وغائبة، ولم يعد الجار يلقي على جاره السلام والزميل في العمل لا يحيي زميله مع أنها وصية النبي “صلى الله عليه وسلم” للمسلمين بأن يفشوا السلام بينهم.. في الاستطلاع تحسر الكثيرون على غياب هذه السنّة، وقالوا إنها السبب في حالة النفور والجفاء والتباغض السائدة بين الناس اليوم.. (المجهر) تطلق حملة (السلام عليكم) وتدعو من خلالها المسلمين لإحياء هذه السنّة الغائبة استجابة لما أوصانا به النبي الكريم “صلى الله عليه وسلم”، وتحث المسلمين على الحرص على إلقاء تحية الإسلام حتى تزول الجفوة ويعود الود والصفاء بين الناس.
جاء في تفسر الآية (86) من سورة النساء (وَإِذَا حُيِّيتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا)، أنه قد اختلف أهل التأويل في صفة “التحية” التي هي أحسن مما حُيِّيَ به المُحَّيي، والتي هي مثلها. فقال بعضهم: التي هي أحسن منها: أن يقول المسلَّم عليه إذا قيل: “السلام عليكم”، “وعليكم السلام ورحمة الله”، ويزيد على دعاء الداعي له. والرد أن يقول: “السلام عليكم” مثلها. كما قيل له، أو يقول: “وعليكم السلام”، فيدعو للداعي له مثل الذي دعا له.
وعن أبي يوسف عبد الله بن سلام رضي الله عنه قال: (لما قدم النبي “صلى الله عليه وسلم” المدينة انجفل الناس قِـبَـله، وقيل: قد قدم رسول الله “صلى الله عليه وسلم”- ثلاثاً- فجئت في الناس لأنظر، فلما تبينت وجهه عرفت أن وجهه ليس بوجه كذاب، فكان أول شيء سمعته تكلم به أن قال: (يا أيها الناس: افشوا السلام، واطعموا الطعام، وصِلُوا الأرحام، وصلّوا بالليل والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام).. رواه “أحمد والترمذي والحاكم”، وصححه “الترمذي والحاكم” ووافقه “الذهبي”.
والسلام أول أسباب التآلف ومفتاح استجلاب المودة، والمقصود بإفشاء السلام نشره والإكثار منه، والسلام اسم من أسماء الله عزّ وجلّ، وإفشاء السلام طريق موصل للمحبة بين المسلمين، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله “صلى الله عليه وسلم”: (لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم: أفشوا السلام بينكم) رواه “مسلم”، وهو حق من حقوق المسلمين فيما بينهم، فعن أبي هريرة (أن النبي “صلى الله عليه وسلم” قال: حق المسلم على المسلم ست، قيل: ما هي يا رسول الله؟ قال: إذا لقيته فسلم عليه، وإذا دعاك فأجبه، وإذا استنصحك فانصح له، وإذا عطس فحمد الله فشمته، وإذا مرض فعده، وإذا مات فاتبعه) رواه “مسلم”.
كما أن إفشاء السلام من خير خصال الإسلام، فعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن رجلاً سأل رسول الله “صلى الله عليه وسلم”: (أي الإسلام خير؟ قال: (تطعم الطعام، وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف) رواه “البخاري”، فبذل السلام على من تعرفه ومن لا تعرفه يُزيل الوحشة ويُبعد المرء عن الخصال المذمومة من الكبر والاحتقار ونحوهما.
والسلام من خصائص هذه الأمة، وهو التحيّة المباركة، فعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله “صلى الله عليه وسلم” قال: (ما حسدكم اليهود على شيء، ما حسدوكم على السلام والتأمين) رواه “البخاري” في الأدب المفرد، وهذا دليل على أنه شُرع لهذه الأمة دون غيرها.
وقال “نزار محمد عثمان” (مغترب بالمملكة العربية السعودية)، إن عدم إفشاء السلام بين المسلمين ظاهرة نعيشها في تنقلنا اليومي في الشوارع والأسواق، ويحدث أن تلقي التحية (السلام عليكم) على شخص ولا تجد رداً، أو تجد رداً مقتضباً، وحتى الأقارب والجيران في السكن والزملاء في العمل أصبحوا يتجاهلون إفشاء السلام.
ويوافقه “حاتم العطا” (مهندس ميكانيكي) في الرأي ويضيف إن عدم إفشاء السلام هو سبب الجفوة وحالة التنافر والبغضاء التي يعيشها الشعب السوداني، وإلقاء السلام على من تعرفه ومن لا تعرفه عادة حميدة أوصانا بها ديننا الحنيف لخلق التآلف والتوادد بين المسلمين لكن بصراحة هي غائبة تماماً. ويقول: (وفي الحديث قال رسول الله “صلى الله عليه وسلم”:يُسلِّم الراكب على الماشي، والماشي على القاعد، والقليل على الكثير).
(تجاهلنا لما أوصانا به الحبيب المصطفى “صلى الله عليه وسلم” من إفشاء السلام بيننا هو سبب هذه الجفوة والعداء المتبادل).. هكذا ابتدر “أبو عبيدة صديق” (خريج جامعة الخرطوم) حديثه وأضاف: (وأبسط شيء أن يحيي المسلم أخاه بتحية الإسلام: السلام عليكم ورحمة الله، وأن يكون الرد بمثل ما دعانا إليه رسولنا الكريم “صلى الله عليه وسلم”: إذا حييتم بتحية فردوا بأحسن منها).