في أكثر فترات الإسلام حرجاً ودقة جاء اثنا عشر رجلاً من الأنصار وبايعوا النّبي عليه الصّلاة والسّلام في بيعة العقبة الأولي، وعاهدوه على الإسلام وعلى البقاء على دينه، ولكنهم طلبوا منه أن يرسل معهم رجلاً يعلمهم الدين، فاختار لهم الصحابي الشاب مُصعب بن عُمير الذي كان عالماً بالقرآن الكريم ومتسماً بالهدوء واللباقة وكياسة الحديث والصبر والحكمة ورقة منهجه القرآني، مما دفع النّبي صلي الله عليه وسلم لاختياره ليكون أول سفير للإسلام فخرج لمهمته في في يثرب، وبدأ في نشر الدعوة الإسلامية فور نزوله في دار أسعد بن زرارة، فأسلم على يديه سيد الأوس والخزرج سعد بن معاذ رضي الله عنه، وبفضله ارتفع عدد المسلمين في المدينة المنورة من اثني عشر رجلاً إلى سبعين رجلاً وامرأة وكان هؤلاء هم الذين وفدوا بقيادة مصعب إلى الرسول عليه الصّلاة والسّلام في بيعة العقبة الثانية في موسم الحج التالي، وبذا نجح الصحابي مُصعب بن عُمير في بناء قاعدة إسلامية في المدينة المنورة مهدت لهجرة المسلمين من مكة إلى المدينة المنورة، بعد أن عذبهم كفار قريش ليجدوا فيها بلداً آمناً لأنفسهم و وحرية تامة لممارسة عبادتهم، فكانت هذه المهمة التاريخية الناجحة هي التي أعطت الصحابي الجليل مصعب بن عُمير لقب أول سفير في الإسلام ..
اشترك بالنشرة البريدية ليصلك كل جديد
مقالات ذات صلة
شاهد أيضاً
إغلاق