طوال الفترة الماضية افتقدت حضور السيد معتمد محلية بحري، الذي شكل غياباً واضحاً، إن كان على مستوى الإعلام الذي بالضرورة إنه الشاهد والناقل لحراكه وعمله ومجهوداته، وافتقدته على مستوى الوجود على أرض واقع المحلية، وأنا من سكانها وعشاقها وأكاد أتحسس دبيب النمل فيها إن تململ أو حتى تثاءب، وكان واضحاً أن المعتمد حقيقة غير موجود وظننت أن الرجل ربما في إجازة أو سفر أو أي عذر أدى لهذا الغياب غير المنطقي، إلى أن شاهدت اليومين الماضيين فيديو يتداوله (الفيسباكيون والموتسبون) للسيد المعتمد اللواء “حسن إدريس” وهو يطيب خاطر أحد بائعي الشاي ويعيد له الغرامة التي أوقعها عليه أحد موظفي محليته، وبصدق الموقف إنساني ما في ذلك شك، أن ينحاز المسؤول للمواطن المغلوب على أمره، لكن في عز هذه المشاعر الجياشة فات علينا أن ننظر للموضوع من زاوية تانية فيها قدر من العقلانية والمنطق، والمعتمد ظهر في مقطع الفيديو وهو يتوعد ويهدد الموظف الذي أدى واجبه، وبغض النظر عن إن كان على خطأ أو صواب، فإن هذا التصرف يذهب هيبة موظفي المحلية ولن يستطيع أحدهم أن يقول لبائع آخر تلت التلاتة كم لو جاب المنقد وهب النار وجلس في مكتب المعتمد ذات نفسه، وكان يمكن أن يصدر المعتمد توجيهات مبنية على أسس النظام والقانون والتشريع بدلاً من هذا الفاصل الدراماتيكي، لكن كدي بعيداً عن هذا الموقف بخيره وشره على قول تلك المذيعة، دعوني أسأل السيد المعتمد هل كل مشاكل بحري هي في ممتهني بيع الشاي رجالاً وستات، والسيد اللواء لم يتحرك بخطى حثيثة سوى في هذا الملف، وبحري قضاياها بالكوم والردوم وملف النفايات هو الملف الأبرز الذي لم يحقق فيه السيد اللواء أي نجاح، وبحري عبارة عن كوشة كبيرة حيثما تلفت في أحيائها تجد النفايات متكدسة بشكل محير حتى الشارع الوحيد، وأعني شارع الطيار “الكدرو” الذي يمكن ضبط إيقاعه نظافة وإضاءة لا زال في حاله لم يطرأ عليه جديد، أما الشوارع الجانبية في الأحياء فحدث ولا حرج، ونحن شخصياً في الحي الذي نسكنه نتبادل الأدوار في حرق القمامة إن تأخر صاحب الكارو الذي اتفقنا معه بشكل راتب، لأنه لا وجود لعربات النضافة ورغم ذلك يمر علينا محصلو النفايات بكل قوة عين لتحصيل رسوم النفايات رغم أنه (ما عندناش تلفون) على قول “عادل إمام”، وبحري التي تضم منطقة صناعية حدادي مدادي لم تدخلها يد التطوير ولا الإضاءة ولا زالت منطقة مهجورة ومخيفة بعد السادسة مساء، يا سيدي بحري مدينة الثقافة والجمال والفنون لم تشهد فعاليات برعاية المحلية ولم تشهد حراكاً يجعلها بقعة من الضوء، يا سيدي تكاد تكون بحري هي المحلية الوحيدة التي لم ينفعل معتمدها أو يتفاعل مع ارتفاع الأسعار بشكل حقيقي مراقبة لانفلات الأسعار وضخ نقاط البيع المخفض بشكل كافٍ، يا سيدي الفاضل بحري مدينة كبيرة وممتدة تستاهل الكثير من العمل والاحترام، وهذا ما تفتقده تماماً وتحتاجه لتلحق بركب المستقبل الذي ظل حلم أهلها الطيبين.
الدايرة أقوله إن الأخ المعتمد لم ينفتح كما كنا نتوقع على بحري، بمشاكلها وقضاياها وأزماتها كما ينبغي، بل على العكس في الفترة الأخيرة ضرب على نفسه حصاراً وعزلة وأصبح غير متوفر، فأحبط كل توقعاتنا وقد بشرنا بقدومه في الأيام الأولى، فيا سعادة اللواء ليس الشاب وحده المظلوم الذي أعدت إليه حقه، بحري كلها مظلومة فهل تنصفها.
}كلمة عزيزة
بكل جهل تندر بعضهم على مصنع ملح اليود الذي افتتحه السيد الرئيس، والمصنع يرأس مجلس إدارته الأستاذ “علي عثمان محمد طه”، ولكأن هذا المصنع ملك خاص لشيخ “علي” دون أن يكلفوا أنفسهم عناء البحث والفهم ليدركوا أن المصنع المشبع باليود يقفل باب استيراد قدره مائة مليون دولار، ودون أن يكلفوا أنفسهم أن يفهموا أن المصنع ملك لمنظمة بنك الطعام الخيرية، والتي يعود ريع استثماراتها للفقراء والطلاب المحتاجين وليس جيب شيخ “علي” الذي لم يتقوقع على نفسه أو يدخل السوق كما فعل بعضهم، لكنه نزر نفسه لخدمة شعبه حتى بعد أن ابتعد عن التكليف الرسمي، ليكلف نفسه بنفسه بهذا العمل الإنساني الكبير.
}كلمة أعز
كل النتائج تشير إلى نجاح الزيارة التي قام بها وزير الخارجية ومدير جهاز الأمن إلى جمهورية مصر مما يشي بأن هناك ثوابت جديدة للعلاقة بين البلدين عليهما الحفاظ عليها بشكل فيه احترام متبادل يؤسس لعلاقة متوازنة مبنية على المصالح المشتركة.