رأي

ويمنعون التأشيرة؟!

{ تعجّبت وأنا أستمع للسيد والي ولاية البحر الأحمر “علي حامد” وهو يشكو خلال مخاطبته للسيد رئيس الجمهورية ووفده، أمس، من داخل معرض السياحة بمدينة “بورتسودان”، يشكو من معاناة السياح “الصينيين” وسياح من جنسيات مختلفة في الحصول على تأشيرات دخول للسودان، مضيفاً إن تعليمات صدرت للسفارات بمنح (الفيزا) من الخرطوم، ما يعطّل سفر الوفود السياحية الراغبة في زيارة السودان!
{ فهل من إضرار باقتصاد البلد أكثر من مثل هذه الإجراءات البيروقراطية العقيمة التي تكبّل حركة الاستثمار في بلادنا في المجالات كافة؟!
{ يدخل مواطنو دول الجوار من “إثيوبيا”، “إريتريا”، “تشاد” و”جنوب السودان” عبر الحدود يومياً بالآلاف ويغادرون بالآلاف، دون أن يحصل أحدهم على تأشيرة دخول أو إقامة، ويعملون في أرقى أحياء الخرطوم، داخل البيوت والمطاعم والفنادق، ويقضون عامين وثلاثة وأربعة أعوام، ثم يعودون سالمين غانمين إلى بلادهم دون أن يسألهم أحد، فكيف تمنعون التأشيرة عن سائح محترم يقصد سفارة السودان في “بكين” أو “لندن” أو “روما” يحمل دولاراته الخضراء وتذاكر سفره إلى الخرطوم؟!
{ في العام 2008م كانت تصل إلى مطار “بورتسودان” طائرة الخطوط المصرية في رحلة أسبوعية كل يوم (سبت) تحمل سياحاً أوروبيين من مطار “أثينا” مباشرة، لهواة (الغطس) في مياه البحر الأحمر، لكن الرحلة سرعان ما توقفت، بدلاً عن أن تتحوّل من أسبوعية إلى يومية!
{ ولا شك أن السبب مرتبط بتقاعس مؤسساتنا المسؤولة عن تسهيل وصول هؤلاء (الخواجات) الذين اختاروا ساحل بورتسودان (البكر) على غيره من سواحل البحر الأحمر في دول أخرى، لكننا عاكسناهم إما بالتأشيرات أو بالإجراءات أو بعدم وجود الإدارة والعقلية السياحية القادرة على تطوير المتاح إلى الأفضل.
{ لماذا تغلقون البلد.. لماذا تمنعون تأشيرات الدخول عن دولة يجتاحها مئات الآلاف من البشر بأقدامهم من كل الجهات؟!

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية