أخبار

مسامرات

نجومية.. ولكن

محمد إباهيم الحاج

{ تعدد وسائل التواصل الاجتماعي وكثرة القنوات الفضائية وتناسلها بشكل يفتقر للمؤسسية والهدف، بالإضافة إلى انفتاح المجتمع على كثير من الحضارات الإقليمية والعربية أنتج (رزماً) من الذين يطلقون على أنفسهم (نجوماً)، ولكثرة استهلاك كلمة (نجم) و(لواكتها) على الألسنة وإطلاقها على أنصاف المواهب باتت تؤشر على (عقم) تقييمنا للأمور إجمالاً.
{ (نجوم) ملء الشاشات والفضائيات ومواقع التواصل الاجتماعي.. يعتمرون بزتها اللامعة.. ينظرون للناس من علٍ.. يذمون شفاههم تبرماً حال قصدهم أحد لمصافحتهم أو لالتقاط الصور معهم.. (النجومية) في عرفهم هي حصد أكبر من المعجبين حولهم دون النظر إلى استحقاقاتها.. أو أن ينظروا إلى أنفسهم.. هل يستحقونها أم أنها مجرد عطاء تنزل عليهم بليل.
{ حوار صحفي.. أو فضيحة مهنية قد تنقل مذيعة مغمورة إلى مصاف النجوم.. و(أغنية) سفح قد تتكفل بأن تضع بعض أنصاف المغنين على بوابة النجومية دون أن يكونوا قد أتوا بفعل يوازي ما قدموه.. ولكن بالنظر إلى تلك (الفطريات) السامة التي تمتلئ بها حياتنا نجد أن ثمة جهات معينة ساندت تناسلها وتكاثرها وتمددها.. إما بالدعم المباشر.. أو غير المباشر أو بغض الطرف عما يقدمونه من إسفاف يطلقون عليه (فن).
{ نعم تتعدد أشكال الدعم إما لموقف أيديولوجي أو غيره، فما معنى أن نجد مغنين لا يملكون حتى مبادئ الظهور ليكونوا ملء البصر.. فكيف نستطيع أن نهضم فكرة أن نجوماً أمثال “ميادة قمر الدين” و”مهاب عثمان” و”أفراح عصام” و”صباح عبد الله” سيتسيدون الساحة الغنائية خلال الايام القادمة ، بينما مطربون بوزن “علي السقيد” و”مجذوب أونسة” و”عبير علي” هم الآن خارج دائرة المنافسة والنجومية.. الأمر هنا معقد للغاية ولا علاقة له بالإبداع ولا بما يقدمونه من فن، وإنما أظنها مجرد توازنات تضعها الشركات الراعية التي تتحكم بقدر كبير في نوعية ما يقدم من برامج.
{ بعض الجهات تسعى إلى صناعة نجوم يتصفون بالصفات المائية لا طعم لها ولا نكهة ولا لون، ففي الوقت الذي تجد فيه شاعرة ناشئة او مغنية لا تزال في طور البدايات حفاوة (غير مسبوقة) تغمض المدينة وأصحابها أعينهم عن شعراء حقيقيين تغربوا في بلاد الله الواسعة امثال “عثمان البشرى” و”عبد الله الزين” و”خالد عباس”.. و “إيمان آدم” و”إيمان بن عوف” وتمنح صك رضاها عن تلك التجارب.
{ لسنا ضد دعم أية جهة لمبدع لكي يقوي خطواته في الفن والشعر والموسيقى، ولكننا بالقدر ذاته نرفض صعود (عديمي) المواهب على حساب آخرين مبدعين لا يملكون مقومات (النفاق) الاجتماعي والمباشر.
} مسامرة أخيرة
ياتو وطن في الكون الواسع
دون عينيك راح يبقى وطن
وياتو سكن في الدنيا الغنوة
دون عينيك راح يبقى سكن
ياتو شمس راح تشرق تطلع
لو عينيك بالدمعة بكن
وقام منديلك.. غازل خدك
غطى عيونك.. غصباً عنك
هاج منديلك.. أغمى عليه.. وقع من إيدك
ومن الدهشة الفيهو رطن

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية