قبل شهرين من الآن عندما بدأت الأزمة الاقتصادية تطل برأسها، وبدأ الدولار يتدلل ويتدلع، حدثني أحد المصرفيين الكبار وهو رجل مخضرم في مجال الاقتصاد، حدثني بكل ثقة أن مجمل القرارات التي بدأ الفريق الاقتصادي في اتخاذها ستكون بداية لكارثة، وأذكر يومها أنه قال لي إن هذه القرارات ستوصل الدولار إلى ما فوق الأربعين جنيهاً، وعندها قلت له هذا ضرب من المبالغة، لتلف الأيام وتثبت لي صدق حديث الرجل الذي ألتقيته أمس الأول، وقلت له والله لكأنك كنت تقرأ ظهر الغيب والعياذ بالله، فقال لي يا أختي الاقتصاد مبني على قرارات مدروسة ومحسوسة ومحسوبة، مجملها يشكل خارطة طريق لاقتصاد مؤسس وقوي وضارب بأقدامه في الأرض، وما قلته لكِ لم تكن توقعات فرضية ولكنها نظرة موضوعية لمجمل تلك القرارات، فقلت له طيب الآن وبعدما وقع الفأس في الرأس، لو طلبت منك روشتة للخروج من هذا المأزق تقول شنو؟.. فقال لي أولاً: إزاحة الفريق الاقتصادي كاملاً عن المشهد، لأنه أكد أنه لا يملك حلولاً واستنفذ كل أطروحاته.. ثانياً: على الحكومة أن تعترف بالأمر الواقع وتجلس مع تجار الدولار وتمنحهم تصاديق لقيام صرافات، وليأتوا بكل دولاراتهم للداخل ويشتغلوا تحت بصر وسمع الحكومة.. ثالثاً: أن تمنح كافة الضمانات للمصدرين وعدم التضييق عليهم حتى يرفدوا خزينة البنك المركزي بالعملة الحرة.. رابعاً: على بنك السودان أن يشتري الذهب من المعدنين بسعر اليوم، أي بسعر بورصة دبي، حتى لا يضطر أصحابه إلى تهريبه من أجل عائد مجزٍ.. خامساً: وهو المهم والأهم أن توقف الحكومة طبع العملات الورقية وهو ما سيتسبب للأسف في حالة من التضخم الاقتصادي، وهي كارثة بمعنى الكلمة. وبصراحة أنا دي الما بفهم في الاقتصاد كما يفهم أهله، أقنعتني جداً ووجدت هوى في نفسي هذه المقترحات لمنطقيتها وعقلانيتها وهو ما يؤكد أن لدينا عقولاً جبارة قادرة على أن تخرجنا من عنق الزجاجة، وأمثال هذا المصرفي المخضرم كثر يغطون عين الشمس، مما يدعو للتساؤل عن لماذا الإصرار على وجود هؤلاء المسؤولين والإصرار على بقائهم رغم أن ما وصلنا إليه من تدهور كان نتيجة حتمية لتراكم أخطاء كثيرة بدأت صغيرة وانتهت إلى هذا الجبل الضخم من البلاوى.
} كلمة عزيزة
السيد وزير الكهرباء “معتز موسى” أعلن تضامنه الكامل مع الفقراء الذين يشترون سلعة الثلج، وذلك بدعم مصانعه، وبالتأكيد السيد الوزير مشكور على هذا الشعور، لكن ألا تتفق معي أن الشعب ده تلاته أرباعه غلابى ومساكين وما عادوا يتحملون حتى وزر تعرفة الكهرباء، عموماً الحسسك وحننك يحسس ويحنن علينا باقي الوزراء.. إلهي وأنت جاهي.
}كلمة أعز ا
أكتب هذه الزاوية وثمة أخبار أن هناك خطاباً مهماً للسيد الرئيس هذا الصباح، ليته جاء خطاباً كالذي تلاه صبيحة ٣٠ يونيو ٨٩ فهناك الكثير الذي يحتاج لإنقاذه.