أترقب قدومك..
أترقبك كما يترقب المسافر لأهله بعد طول غياب إقلاع الطائرة..أو كما يترقب الأطفال صباح العيد..
لعلي ألتقيك بشوق المسافر وتتمطى فرحة الطفل في طريقينا فنجتمع على إيقاعي الشوق والفرح..
أنا أتخبط بين كل جدار وآخر يحملان طيفاً لصورتك المعلقة على كل ناحية من نواحي الروح..
ألتقيك على كل وجه.. أبتسم فتكشف الوجوه عن اندهاشها لأوقن أنك غائب..
أسمع صوتك كلما ابتسم الصغار.. وأرى قسماتك بين همسهم وهم يتساءلون عنك في شغفهم..
هم مثلي غير أنهم يجدونك في مواقع مختلفة..
هم يجدونك في ألعابهم.. في موسيقاهم التي يستمعون إليها.. في كتب دراستهم في كل الأماكن التي تخصهم.. ثم ينامون ملء براءتهم.. فيلوح طيفك بين إنسان وعيهم وحافة حقيقتهم..
غير أني لم أعد أراك في منامي..
آسفة أنا على ذلك..
آسفة لأنك لم تعد تمنح العين شرف لقياك ليلاً..
لذا لم أعد أراك كما يراك الصغار..
عيناي خانهما النوم حينما مارس الشوق عليهما سلطته المطلقة..
اتفقا عليهما..
الشوق والأرق..
فسقط النوم قتيلاً بين هذا وذاك..
وعدت أنا..
أترقب قدومك عبر أفواه الصغار حينما يتحدثون عن رؤياهم لك ليلاً..
فأطمئن لأنك ابتسمت في وجه أحدهم..
أو لعبت معه في منتصف نومه (سك سك)..
أو كما يشتهون..
و…
بهواك أنا وبفرد عليك الريح غتا.